رضى زروق في ظل غياب معايير واضحة ولجنة قراءة مستقلة تقوم بانتقاء أفضل المشاريع التي يتوصل بها التلفزيون لعرضها في شهر رمضان المقبل، يعمد عدد من المخرجين والمنتجين إلى تصيد الفرصة لملاقاة الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، فيصل العرايشي، وأخذ موافقته ومباركته لأعمالهم وتمريرها إلى المشاهد في رمضان. وعلمت «المساء» أن الدورة الماضية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، شأنها شأن الدورات السالفة، كانت مناسبة لمخرجين ومنتجين، تنقلوا إلى المدينة الحمراء في محاولة للقاء العرايشي، بعد أن فشل معظمهم في أخذ موعد معه بمكتبه بالرباط. وحسب الأخبار المستقاة، فإن عددا لابأس به من أصحاب شركات الإنتاج والمخرجين، نجح في الوصول إلى العرايشي وأخذ موافقته المبدئية بخصوص عرض أعماله في رمضان. من بين هؤلاء، شقيق الكوميدي المغربي الفرنسي جمال الدبوز، كريم، الذي التقى بالعرايشي في مراكش في الدورة الأخيرة للمهرجان السينمائي، و«انتزع» منه الموافقة على عرض برنامج فكاهي، عبارة عن «تولك شوو» من 30 حلقة، يقدمه الفنان الجزائري عبد القادر السيكتور على القناة الثانية في رمضان، إلى جانب سلسلة من 60 حلقة (مدة الحلقة الواحدة 13 دقيقة)، عنوانها «الديوانة»، يتقاسم فيها دور البطولة كل من السيكتور والفنان المغربي حسن الفد، وتصور مشاهدها بين الدارالبيضاءومراكش. والغريب في الأمر، حسب مصادرنا، هو أن كريم الدبوز لم يقدم للعرايشي مشروعا كاملا لعمليه، بل قدم له فكرة شاملة حولهما فقط، وهو ما كان كفيلا ببرمجتها في شبكة البرامج الخاصة بشهر رمضان. وبنفس الطريقة، التقى المنتج المختار عيش، صاحب شركة «فوتورا» للإنتاج، بالعرايشي بمراكش، وقدم له فكرة حول مسلسل «أحلام نسيم»، وهو من 90 حلقة، ومن إخراج علي الطاهري، وبطولة فضيلة بنموسى وفرح الفاسي وسعد لمجرد وأمال عيوش وعمر لطفي ومحمد خيي ويونس مكري. ومن المنتظر أن يتم عرض المسلسل المذكور في رمضان، علما أنه تم تصوير ما يقارب 30 حلقة إلى حدود الآن، من أصل 90. ومن بين المخرجين الذين قابلوا العرايشي بمراكش، عادل الفاضلي، الذي يصور جزءا جديدا من سلسلة «لابريكاد»، يتألف من 20 حلقة، وتصور مشاهد منه بخيرية سيدي البرنوصي بالدارالبيضاء. وتلعب أدوار البطولة في المسلسل نفس الوجوه التي اشتغلت في الجزء الأول، كإدريس الروخ وفاطمة خير وعزيز الفاضلي، إضافة إلى ممثلين جدد كمصطفى الهواري. في المقابل، اشتكى فنانون آخرون من تجاهل مشاريعهم الفنية من قبل تلفزيون العرايشي، رغم تأكيدهم على تسليم حلقات نموذجية تعرف بهذه الأعمال وعلى طرق جميع الأبواب. من بين هؤلاء الفنانين، الذين وجدوا أنفسهم خارج البرمجة الرمضانية لهذه السنة، الكوميدي محمد الخياري، الذي أكد في اتصال مع «المساء» أنه صور حلقتين نموذجيتين من سيتكوم جديد اسمه «لا تسال لا تسول»، من إنتاج مصطفى الخياط. وقال الخياري إن الحلقتين كلفتا 16 مليون سنتيم، مشيرا إلى أن مشروع السيتكوم قدم إلى القناتين الأولى والثانية، دون أن يلقى أي اهتمام ودون توصل منتج العمل بأي رد، سواء كان إيجابيا أم سلبيا. ويمثل في هذه السلسلة إلى جانب الخياري، كل من عبد القادر مطاع وهند سعديدي ونعيمة إلياس وخاتمة العلوي وإبراهيم خاي ومحمد حراكة. وكان الممثل محمد مجد قد أكد في اتصال سابق مع «المساء» أن جهات معينة تدخلت لمنع عرض سلسلة «جرة البلاد» على القناة الأولى في رمضان، التي يشارك فيها إلى جانب محمد خيي ومحمد بسطاوي. وكان مجد قد أوضح أن أطرافا خفية تدخلت وأجهضت مشروع السيتكوم الذي تمت الموافقة عليه في مرحلة أولى، وعبر عن امتعاضه من تماطل بعض المسؤولين في التلفزيون، الذين برروا موقفهم ب«فوات الأوان وعدم إمضاء أية أعمال في الوقت الراهن»، وقال: «بعض هؤلاء قالوا لنا بالحرف إن أمرا جاء «من الفوق» بعدم برمجة العمل على القناة الأولى، وأنا اليوم أريد أن أعرف من هم هؤلاء الناس الذين يوجدون «الفوق» ويبرمجون ما شاؤوا من أعمال ويقصون أخرى من شبكة برامج رمضان». وكان الفنان الحسين بنياز «باز»، قد قال في حوار سابق مع «المساء» إنه شاهد في مهرجان السينما بمراكش، كيف أن فنانين ومنتجين، يقبلون كتف العرايشي، استجداء لعطفه.