على بعد شهرين بالضبط عن حلول شهر رمضان، مازالت تطرح العديد من علامات الاستفهام حول شبكة البرامج الرمضانية لهذه السنة. وإذا كان الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فيصل العرايشي، قد أكد في وقت سابق أن شبكة البرامج الخاصة برمضان قد تم وضع تصور لها، مباشرة بعد انتهاء رمضان السنة الفارطة، فإن المعطيات الموجودة تشير إلى وجود فوضى وارتجال كبيرين في إعداد مجموعة من الأعمال، التي حجزت لنفسها مكانا ضمن شبكة برامج «افتراضية»، حتى قبل كتابة نصوصها والشروع في تصويرها. وشرعت شركة «عليان» للإنتاج في تصوير أولى حلقات الجزء الثالث من سلسلة «كلنا جيران»، التي ستعرض على القناة الثانية، أول أمس الاثنين، علما أن الشركة ذاتها اعترفت قبل أيام بعدم إتمام خلية الكتابة لسيناريو هذا العمل المتكون من 30 حلقة، وهو نفس الشيء الذي أكده الممثل محمد مجد في اتصال سابق مع «المساء»، إذ قال إن سيناريو الجزء الثالث ليس جاهزا، كما أكد أنه في الجزء الثاني (ديما جيران)، لم يتوصل الممثلون بالنصوص إلا في وقت جد متأخر. وعلمت «المساء» أن مجموعة من الأعمال التي نالت الموافقة المبدئية لتمر على شاشة «الأولى» و»دوزيم» في رمضان، تصور بطريقة متقطعة، بل ومنها ما لم يُشرع بعد في تصويره. وما زال طاقم سلسلة «حديدان» يضع أولى اللمسات على الجزء الثاني من هذا العمل، الذي سيصور بضواحي مراكش، علما أنه تم الانتهاء من تصوير مسابقة الأسئلة الموجهة إلى المشاهدين «نسولو حديدان». وتصور في الوقت الحالي مجموعة من الأعمال الأخرى ك»بنات لالة منانة»، التي ستجمع ياسين أحجام وإدريس الروخ وسامية أقريو والسعدية أديب ونورا الصقلي، فضلا عن «ما شاف ما را»، وهي سلسلة فكاهية يشارك فيها عبد الله فركوس ومحمد الجم، بالإضافة إلى مسلسلات وسيتكومات وأفلام تلفزيونية تم إدراجها في شبكة البرامج، رغم أن عددا من منتجيها ومخرجيها لم يتقدموا بسيناريو مكتمل وحلقات نموذجية. ولم يُعرف بعد مصير مشاريع وأعمال أخرى، كالجزء الثاني من سلسلة «أحوال الناس» لمخرجها محسن البدوي، والتي ضمت في جزئها الأول عبد القادر البدوي وابنته كريمة وممثلين آخرين. وعلمت «المساء» أن مخرج السلسلة يتردد في إخراج الجزء الثاني هذا العام بسبب ضيق الوقت، إذ يرتقب أن يتم تأجيلها إلى العام المقبل، علما أن الجزء الأول (30 حلقة) الذي أنتجته شركة «كوروم» كلف 300 مليون سنتيم، بمعدل 10 ملايين سنتيم للحلقة الواحدة. وتم عرض العمل المذكور على القناة الأولى قبل الإفطار، وهو التوقيت الذي لا يعرف إقبالا ونسبة مشاهدة جيدة. من جهة أخرى، أثارت مشاركة فنانين من مصر ودول عربية أخرى في أعمال رمضانية مغربية، الكثير من الجدل، بل ومن الاستياء لدى بعض الفنانين، الذين اعتبروا أن استعانة شركات إنتاج مغربية بممثلين من الخارج يعتبر إهانة للفنان المغربي، الذي يعتبر في حاجة ماسة إلى المشاركة في الأعمال التي تعرض في رمضان. وكان الممثل محمد مجد قد أوضح في اتصال سابق مع «المساء» أنه يرحب بحضور الممثلين الأجانب في الأعمال المغربية، لكن ليس على حساب الفنان المغربي، الذي يعيش في وضعية اجتماعية سيئة وينتظر بفارغ الصبر حلول شهر رمضان للمشاركة في عمل، حتى ولو بشكل موسمي، من أجل سد حاجياته وحاجيات أسرته. وكان مجد قد قال إنه طرد من الجزء الثالث لسلسلة «كلنا جيران» التي تنتجها شركة «عليان» لنبيل عيوش، وأشار إلى أنه اقترحت عليه المشاركة في 3 حلقات فقط من أصل 30، علما أنه كان يعد من الأضلاع الرئيسية في الجزأين الأول والثاني. من جهته، قال الفنان الكوميدي محمد الخياري، إنه لا يفهم المغزى من الاستعانة بممثل جزائري (عبد القادر السيكتور) وآخرين مصريين للمشاركة في أعمال مغربية 100%، وتساءل بسخرية: «الفنان المغربي اليوم أصبح يجلس في المقهى طيلة اليوم ينتظر الفرج والظهور على الشاشة. هل شاهدتم يوما عبد القادر مطاع في مسلسل «المال والبنون» أو الخياري في «زهرة وأزواجها الخمسة»؟». وأوضح الخياري أن الأولوية يجب أن تعطى للفنان المغربي في الأعمال المحلية، لا أن تتم الاستعانة بفنانين من المشرق العربي، يشتغلون في أعمال على طول السنة.