فجّرت التضامن مع القدس والشعب الفلسطيني صراعا بين «مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين» و»الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني» و»الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة»، التابعة لجماعة العدل والإحسان. وقد فرض الصراع الذي خرج إلى العلن تنظيم مسيرتين وطنيتين للتضامن مع القدس، كانت أولاهما يوم 25 مارس الجاري من تنظيم «الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة»، بينا تنظَّمُ الثانية يوم فاتح أبريل المقبل وتشرف عليها «مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين» و»الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني». ومن جانبهما، تبادل محمد بنجلون أندلسي٬ رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني٬ ومحمد الحمداوي، منسق «الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة»، الاتهامات حول أحقية كل هيئة في تنظيم المسيرة على اعتبار أنها من كانت سباقة إلى الإعلان عنها. وقال الحمداوي، في تصريح ل»المساء»، إن هيئته كانت مستعدة لتأجيل موعد المسيرة الوطنية في حال وجود تنسيق بينها وبين باقي الهيآت الأخرى التي دعت إلى المسيرة. وشدد الحمداوي على أن «مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين» و«الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني» دعتا إلى مسيرة فاتح مارس في يوم الثلاثاء، 13 مارس، أي حوالي أربعة أيام على دعوة الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، مؤكدا أن إعلانهم عن موعد المسيرة الوطنية جاء بعد فشل اجتماع جمعه مع خالد السفياني ومحمد بنجلون أندلسي، حاول خلاله إقناعهما بضرورة مشاركة الهيئة، التي أكد أنها تأخذ مسافة مع جماعة العدل والإحسان، غير أنهما رفضا، بدعوى أن جميع الهيآت السياسية الأخرى ستريد المشاركة باسمها إذا فتح باب المشاركة. وعلق الحمداوي على الاتهامات الموجَّهة لهيئته ولجماعة العدل والاحسان ب»استغلال مسيرة 25 مارس الجاري من أجل تصفية حساباتها مع حكومة بنكيران»، بأنه «من العيب أن تطرح قضية القدس وفلسطين لتصفية حسابات مع أي جهة»، مضيفا أنه إذا أرادت جماعة العدل والإحسان الخروج إلى الشارع من أجل قضية وطنية فمن سيمنعها من ذلك؟.. إلى ذلك، أكد محمد بنجلون أندلسي، أنه عادة ما كان بين الفعاليات المهتمة بنصرة قضايا القدس والشعب الفلسطيني تنسيق، مضيفا أنهم اعتادوا جميعا أن من بادر بالإعلان عن المبادرة هو من يستدعي الآخرين لكي تكون مسيرة الشعب المغربي موحدة، على اعتبار قضية الشعب الفلسطيني قضية واحدة ولا يمكن لأي جهة أن تستأثر بها. وشدد أندلسي على أن مسؤولي «الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة»، التابعة للعدل والإحسان، قاموا في منتصف ليلة إعلامهم بخبر تنظيم المسيرة، بإصدار بيان يعلنون فيه عن تنظيم مسيرتهم الخاصة. وكشف أندلسي أنهم اتصلوا بالقائمين على الهيئة على أساس اجتماع تُقرَّر فيه صيغة موحدة للمسيرة، لأن كل المسيرات السابقة كانت تنظم باسم الشعب المغربي، مضيفا أن الهيئة أصرّت على أن يكون اسمها بارزا خلال الاجتماع الذي استمر لأكثر من ساعتين وعشر دقائق، لكنهم لم يقتنعوا بالأمر وخرجوا للدعوة إلى مسيرتهم الخاصة.