كشف مصدر مسؤول في ورزازات تعاون وتنسيق الجيش المغربي مع منتجي أفلام سينمائية أجانب يصورون أفلاما في، ورزازات تتطلب توفير جنودا وعتادا حربيا. لهذا الغرض، يتم استقدام عسكريين مغاربة حقيقيين للعب دور «كومبارس»، وفي نفس الوقت لحماية العتاد الحربي الذي يوضع تحت تصرف منتجي هذه الأفلام لاستعماله في التصوير. يكشف المصدر ذاته خبايا هذا التنسيق السينمائي -العسكري بقولع: «الملك، والذي هو في نفس الوقت القائد الأعلى للقوات الملكية المسلحة، هو المشرف الأول على السينما في المغرب، وبالتالي فإنه يعطي تعليماته للجيش لتوفير شروط إنتاج الأفلام الأجنبية في المغرب. لهذا يعمل جنود في الجيش ك«كومبارس» في عدة أفلام تصور في مدينة ورزازات». وأوضح المسؤول ذاته أن هناك داخل القوات الملكية المسلحة مكتبا خاصا بالسينما، يتكلف بتوفير كل شروط عمل منتجي الأفلام الأجانب الذين يرغبون في تصوير أفلام حربية تتطلب توفير عتاد حربي وجنود. الجيش في المغرب هو الوحيد الذي يملك أسلحة وعتادا، لذلك فهو الوحيد الذي بإمكانه توفير معدات حقيقية لمنتجي الأفلام الأجانب: «في إطار تشجيع الإنتاج السينمائي في المغرب، يقدم الجيش مساعدات كبيرة لمنتجي الأفلام الأجانب من خلال توفير معدات وآليات حربية، بما في ذلك أسلحة ثقيلة ودبابات وطائرات حربية. في الوقت نفسه، يسهر الجيش على نقل المعدات الحربية المعدة للتصوير، والتي يجلبها معهم منتجون أجانب من الخارج. يتكلف الجيش بعملية نقلها في ظروف سليمة من المطار إلى فضاءات التصوير. في المقابل، تقدم الجمارك تسهيلات تنافسية لهؤلاء المنتجين الأجانب من أجل إدخال معدات حربية إلى المغرب»، يبرز المصدر ذاته. في المقابل، يشرف مكتب السينما داخل الجيش على توفير «الكومبارس» لتصوير مَشاهدَ حربية ولقطاتِ معارك. يصير الجنود «كومبارس» يتقاضون أجورا تفوق نسبيا ما يتلقاه «الكومبارس» العاديون. ويفضل بعض المنتجين الأجانب، كما يفيد المصدر المسؤول الذي تحدثنا معه، الاشتغال، أثناء تصوير أفلام حربية ومشاهد عسكرية، مع جنود حقيقيين، لأنهم أكثر انضباطا وقدرة على الظهور بمظهر «الجنود»، لأنهم جنود، بكل بساطة. «ليس التمثيل هو الدور الوحيد الذي يؤديه الجنود المشاركون في تصوير أفلام أجنبية في ورزازات، فأفراد القوات الملكية المسلحة الذين يشاركون ك«كومبارس» في أفلام أجنبية يعملون، في الوقت نفسه، على توفير الأمن طيلة أطوار تصوير الفيلم، علما أنه يشارك عادة في أفلام أجنبية تصور في ورزازات منتجون ومخرجون وممثلون مشهورون. وهدف وجود أفراد الجيش بالقرب من معدات حربية أثناء عمليات التصوير حماية هذه المعدات أيضا، نظرا إلى حساسيتها، لذلك فوحدهم الجنود من يتكفّلون بعملية نقلها بين أماكن التصوير»، يضيف المصدر المسؤول. لهذه الأغراض، تنشط الثكنة العسكرية في ورزازات بشكل كبير في مجال الإنتاج السينمائي. ويُسهّل ارتباط هذه الثكنة بمطار ورزازات أمر المساعدة في تأمين نقل معدات عسكرية خاصة بالتصوير وتوفيرَ طائرات عسكرية لاستغلالها في إنتاج أفلام أجنبية. بهذه الطريقة، أي بالتنسيق مع القوات الملكية المسلحة، تم تصوير أفلام أجنبية في ورزازات، لعل من أشهرها فيلم صور سنة 2001 ويحمل عنوان «Black Hawk Down»، لمخرجه الأمريكي برادلي سكوت، الذي صور أفلاما عديدة في ورزازات، أبرزها «غلادياتور»، ما ساهم في توفير الجيش معدات و«كومبارس» عسكريين استعان بهم سكوت في تصوير فيلمه. كما استعان ريدلي سكوت بجنود مغاربة لتنثيل فيلم آخر في ورزازات، ويتعلق الأمر بفيلم «Body of lies» في سنة 2008، كما تمت الاستعانة بقوات عسكرية مغربية لتصوير مشاهد من فيلم «Indigènes» سنة 2006.