في الصورة جيسيكا بييل بطلة فيلم "خوم أوف دا برايف" الذي تم تصويره في المغرب تحول المغرب في السنوات الأخيرة إلى عراق صغيرة، ومدنه غدت عواصم شرق أوسطية تعج بالحركة والأحداث المثيرة، إذ وجدت أكبر شركات الإنتاج الهوليودية والمؤسسات الكندية وغيرها من الاستوديوهات العالمية في المغرب ضالتها، باعتباره بلاتوها طبيعيا للتصوير يشبه بشكل كبير فضاءات الشرق الأوسط التي اتخذتها صناعة السينما الأمريكية محورا لأفلام الحركة والتجسس ومحاربة الإرهاب. وقبل أن يلتفت الجميع إلى هذه الحركة السينمائية الدؤوبة مع مقدم النجم العالمي "ليوناردو دي كابريو" لتصوير فيلم "بادي أوف لايز" فقد تم تصوير أفلام عديدة تدور حول الحرب في العراق بالأساس مثل فيلم "هوم أوف دا برايف" الذي أخرجه "إيروين وينكلار" وقام ببطولته النجم الأمريكي "سامويل إل جاكسون" و"جيسيكا بييل" ومغني الراب الشهير "فيفتي سانت". ويحكي عن عودة أربعة جنود قاتلوا في العراق إلى الولاياتالمتحدة لكن هذه العودة لم تكن سهلة بالمرة. وقد تم التصوير بنواحي مدينة ورزازات، وساعدت القوات المسلحة الملكية بالكثير من المعدات مثل الدبابات والمروحيات، في حين تم اقتناء بعض الأسلحة المتطورة من شركة فرنسية مختصة. كما نجد أيضا فيلم "ستوب لوس" الذي قام ببطولته "رايان فيليب" وأخرجه "كيمبرلي بيرس"، ويحكي قصة جندي أمريكي قاتل في العراق يعود إلى وطنه، لكنه لن يتمكن من التأقلم مع حياته الجديدة. وعندما سيطالبه الجيش مرة أخرى للعودة إلى القتال في العراق يرفض دخول الجحيم مجددا. ولا يمكننا أن نتطرق لموضوع هذه النوعية من الأفلام دون الحديث عن "إن دا فالي أوف إيلاه" ومخرجه بول هاغيس الذي حقق شهرة واسعة من خلال فيلم "كراش". وقام ببطولة هذا العمل الكبير نجوم مرموقون في هوليوود من طينة "سوزان ساروندون" و"تومي لي جونس" و"شارليز تيرون". ويحكي الفيلم قصة جندي أمريكي عاد إلى الولاياتالمتحدة بعد القتال في العراق، لكنه سيختفي في ظروف غامضة، الأمر الذي سيعتبره الجيش تهربا من الخدمة العسكرية، فيتكلف والداه بالبحث عنه. إلا أن اكتشافاتهما ستغير منظورهما إلى الحرب في العراق إلى الأبد. وقال "هاغيس" في تفاؤل إن المقاتلين في العراق الذين شاهدوا الفيلم متأكدون أنه صور في بغداد، في حين انه استغل نواحي مدينة مراكش والكثبان الرملية كفضاء لضاحية العاصمة العراقية. ويأتي هذا الاهتمام بالمغرب انطلاقا من معطياته الطبيعية المتنوعة (صحراء، جبال...) وكذا التسهيلات التي اعتمدها المغرب لاستقطاب الانتاجات الخارجية التي تدر مداخيل كبيرة، وتشغل يدا عاملة من تقنيين وممثلين وكومبارس لا يستهان بها. كما أن السينما في المغرب تتمتع بدعم أعلى سلطة في البلاد، ففي تصريح للفنان المغربي جمال دبوز أكد أن فيلمه "أنديجان" الذي حصد جائزة في مهرجان "كان" لم يكن ليرى النور قط لولا دعم صاحب الجلالة الذي وضع رهن إشارة طاقم الفيلم وحدة من القوات المسلحة الملكية للمساهمة في إنجاح هذا العمل السينمائي الضخم. هذا بالإضافة إلى أن التصوير في المغرب لا يخضع لبيروقراطية معقدة كما هو الحال في مصر مثلا، ويمكن لأي فريق تصوير استغلال الشارع أو محل بتصريح بسيط، ولم لا الاستفادة من مقرات إدارية تابعة للدولة لاستغلالها كفضاء للتصوير كما حدث مع فيلم "بادي أوف لايز" الذي صور عدة مشاهد للنجم ليوناردو دي كابريو في مقر وزارة المالية في الرباط على أنها المديرية العامة للاستعلامات الأردنية. وفي تصريح لمدير المركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل لجريدة "وول ستريت جورنال" ذائعة الصيت حول الموضوع أكد أن الأمر "ليس قرارا سياسيا متعمدا، إنه بيزنس فقط" ثم أضاف "لقد خلد تاريخ السينما أكبر الأفلام التي صورت عن حرب الفيتنام، وأتمنى أن يكون أحسن الأعمال التي تنقل الحرب في العراق قد صور في المغرب لأن التاريخ سيحتفظ لنا حتما بذلك". ""