«نفّذنا هذه الوقفة الاحتجاجية الطارئة بعد أن فقدت، البارحة، مجموعة المكفوفين التي اقتحمت وزارة التنمية الاجتماعية واعتصمت فيها، أحدَ أعضائها بسبب تدخل قوات الأمن لفض الاعتصام وطاردوا أعضاء المجموعة، فسقط المرحوم ميلود الحمراوي، المناضل في جمعية النجاح للمكفوفين في الرباط، داخل هوة المصعد ولقي حتفه»، يوضح عبد الرحمان براهمي، عضو مجموعة الشرق للمكفوفي ن المعطلين، عضو اللجنة الحوارية في وجدة. وقد حمّل براهمي الحكومة مسؤولية ما وقع، مضيفا أن «هذا الحادث لا يزيدهم إلا إصرارا في ظل تنصل الوزارة من مسؤولياتها وتماطلها في إيجاد حلول ناجحة لوضعية المكفوف»، مهددا باستمرار الوقفات الاحتجاجية وبتصعيد النضال بخوض معارك أكثر شراسة حتى الاستجابة لمطالبهم. ونفذت مجموعة الشرق للمكفوفين المعطلين بوجدة، مساء يوم الجمعة، 30 دجنبر 2011، وقفة أمام مقر ولاية الجهة الشرقية عمالة وجدة -أنجاد في شارع محمد الخامس، لمدة أربع ساعات طوال، تضامنا مع أعضاء مجموعتي المكفوفين والمعاقين، الذين اقتحموا وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن واحتجاجا على هلاك المكفوف ميلود الحمراوي، الذي توفي بعد أن سقط في المستوى الأرضي للمصعد، فتم نقله على الفور من طرف الوقاية المدنية، وهو في حالة إغماء، إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا في الرباط، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. ولم يكفَّ هؤلاء المكفوفون، البالغ عددهم 25 شابا، عن ترديد شعارات تنديدية واستنكارية حول وضعية المكفوفين وتهميش حاملي الشهادات في المغرب، مؤكدين أنه لا سكوت بعد حادثة «الحمراوي»، كما جاء على لسانهم، محملين المسؤولية للحكومة وأنه «مهما برّأت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن نفسها من التسبب المباشر في الحادث، فإن الحكومة لو كانت قد قد وضعت حدا لعطالة الكفيف لَما وقعت هذه الحادثة». وجاء في البيان الذي أصدرته مجموعة الشرق للمكفوفين المعطلين بوجدة، بالمناسبة، أنه «في ظل أجواء يسودها الاحتقان الاجتماعي وإحساس بالظلم والمهانة، نتيجة استمرار سياسة التهميش والإقصاء والتعسف والمماطلة، وبعد دستور جديد واستحقاقات قيل إنها تخدم دولة الحقّ والقانون والتطلع إلى اعتناق أبسط الحقوق المادية، يستشهد المعطل المكفوف ميلود الحمراوي في هذا البلد الحبيب في موقع الرباط، الصامد نتيجة التدخل الهمجي الدموي لقوى القمع صبيحة يوم الخميس، 29 دجنبر 2011، لا لشيء إلا أنه قال لا للتهميش، لا للإقصاء». وقد عبّر البيان الذي تم توزيعه عن إدانة مجموعة الشرق للمكفوفين المعطلين بوجدة لِما وصفته بالهجمة القمعية على كلّ المكفوفين والشرفاء المناضلين المطالبين بحقهم العادل والمشروع، وهو حقهم في الشغل، وعن شكرهم كل الإطارات الداعمة لمعركتهم المفتوحة على كلّ الاحتمالات وتشبثهم بحقهم في التشغيل الفوري والمباشر في سلك الوظيفة العمومية وبإطارهم العتيد «مجموعة الشرق للمكفوفين المعطلين»، وفق تعبيرهم.