اقتحمت مجموعة الشرق للمكفوفين المعطلين بوجدة، صباح يوم الثلاثاء الماضي، مقر قصر بلدية الجماعة الحضرية لمدينة وجدة وباشرت اعتصامها أمام مكتب رئيس مجلس الجماعة، احتجاجا على صمت المسؤولين وعدم الوفاء بالوعود التي التزموا بها تجاه هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة خلال اللقاءات الحوارية. وردد هؤلاء المكفوفون البالغ عددهم 15 شابا ضمنهم مكفوفات، شعارات تنديدية واستنكارية، وأكدوا على مواصلة وقفاتهم واعتصاماتهم الاحتجاجية إلى أن تتم الاستجابة لمطالبهم، والتي على رأسها توظيفهم المباشر في المناصب التي يتوفر عليها المجلس البلدي والمخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة على رأسها مجموعة المكفوفين، كما هددوا باللجوء إلى عمليات قوية وتصعيدية قد تخلف ضحايا تتحمل مسؤوليتها السلطات المحلية والمنتخبة. «كانت هناك سلسلة من الحوارات مع اللامسؤولين، وأكرر اللامسؤولين، ولم يكن هناك حوار جادّ، حيث اقترحوا علينا اجتياز المباراة ونحن نزلنا إلى الشارع من أجل التوظيف المباشر، وهو الحلّ الوحيد وليس هناك سواه»، يؤكد براهمي عبد الرحمان، عضو المجموعة في تصريح ل«المساء»، كما يؤكد على استمرار نضالاتهم إلى أن يتم تحقيق مطلبهم، وأضاف أن المجموعة ستقوم بأعمال خطيرة إذا لم يتم النزول إلى أرض الواقع ومحاورتها بجدّية. وسبق للمجموعة ذاتها، التي تتكون من 25 فردا من حاملي الشهادات أن اعتصمت، صباح يوم الخميس 24 نونبر الماضي، أمام مقر قصر بلدية الجماعة الحضرية لمدينة وجدة وأغلقت بابه الرئيسي، واقتحمت يوم الاثنين 31 أكتوبر الماضي، بلدية وجدة واعتصمت بسطحها طيلة اليوم، كما نفذت سلسلة من الوقفات والاعتصامات والمسيرات الاحتجاجية بمدينة وجدة بعد أن عجز المكفوفون عن التنقل إلى العاصمة الرباط. وأصدرت المجموعة بيانا موجها «إلى كلّ الجماهير (فقراء، طلبة، معطلين، مهمشين)، وإلى كلّ الإطارات السياسية والنقابية والحقوقية، وإلى كلّ غيور ومدافع عن القضايا العادلة والمشروعة». وجاء في بيان مجموعة الشرق للمكفوفين المعطلين بوجدة الذي توصلت «المساء» بنسخة منه «لأننا محرومون من حقنا في الشغل ولأننا نتشبث بالإدماج المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية، نعلن رفضنا للمقترح المقدم من طرف السلطات المحلية والمتمثل في إجراء مباراة لولوج أسلاك الوظيفة العمومية، للإجهاز على حق مناضلي ومناضلات مجموعة الشرق للمكفوفين المعطلين والمهمشين في الشغل والعيش الكريم». وأشار البيان إلى أن معركة المكفوفين المعطلين مفتوحة على كلّ الاحتمالات، وفي ظلّ سياسة الآذن الصماء التي تنهجها السلطات واللامبالاة في التعاطي مع هذا الملف، قررت المجموعة وبإجماع أعضائها الدخول في معركة نضالية تصعيدية من أجل الحقّ في الشغل والعيش الكريم انسجاما مع شعارها «إما الشغل أو الممات». وفي تصريح لعمر حجيرة، رئيس المجلس البلدي للجماعة الحضرية لمدينة وجدة، قال إنه فتح حوارا مع مجموعة الشرق للمكفوفين المعطلين بوجدة، على أساس تخصيص الكوطا القانونية لذوي الاحتياجات الخاصة المحددة في 8 في المائة من المناصب المتوفرة التي سيتم التباري من أجلها في 31 دجنبر من تنظيم وزارة الداخلية، «لكن رفضت المجموعة الاقتراح وصممت على التوظيف المباشر، وهذا لا يدخل في اختصاصاتي، كما لا يخول لي القانون حق التوظيف المباشر».