علمت «المساء» من مصادر مطلعة داخل مستشفى الشيخ زايد أن بعض التصرفات اللاأخلاقية الصادرة عن الجرحى الليبيين، الذين يتلقون العلاج بالمستشفى المذكور أثارت حفيظة الطاقم الطبي، وأضافت المصادر ذاتها أن عددا مهما من الجرحى، الذين وصل عددهم إلى 31 جريحا، سيغادرون المستشفى في اتجاه ليبيا بعد المشاكل التي ظهرت الأسبوع الماضي. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن بعض الجرحى يصرون على استقبال فتيات في غرفهم داخل المستشفى رغم كون القوانين تمنع هذا النوع من التصرفات، مضيفة أن الجرحى الليبيين الذين يتلقون العلاج تحت نفقة اللجنة التسييرية للجالية الليبية بالمغرب يلجؤون إلى الاحتجاج من أجل تحقيق مطالبهم. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الطاقم الطبي والتمريضي بالمستشفى المذكور أصبح ينتظر بفارغ الصبر تماثل الحالات المتبقية للشفاء من أجل مغادرتها المستشفى. وفي سياق متصل، نفى مصدر مسؤول داخل اللجنة التسييرية للجالية الليبية بالمملكة المغربية الاتهامات الموجهة إلى الجرحى الليبيين، الذين يتلقون العلاج داخل مستشفى الشيخ زايد، وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن إدارة المستشفى لم تقم بطرد أي من الجرحى الليبيين. واعتبر المصدر ذاته أن تسريب مثل هذه الأخبار يسيء إلى العلاقات المغربية الليبية، مضيفا أن المستشفى الذي يقيم به الجرحى من الثوار الليبيين محترم، كما أن الثوار لا يمكنهم أن يقوموا بأمور غير أخلاقية من قبيل الاتهامات التي وجهت إليهم. واتهم المصدر ذاته مسؤولين سابقين في السفارة الليبية بالرباط بتسريب مثل هذه الأخبار لتشويه سمعة الثوار، الذين يحترمون المغرب وحسن ضيافته ولا يمكنهم أن يقوموا بمثل تلك الأفعال. معتبرا أن ثمانية جرحى تماثلوا للشفاء ومن المقرر أن يغادروا المغرب خلال اليومين المقبلين. يذكر أن «المساء» اتصلت، أمس الثلاثاء، بإدارة مستشفى الشيخ زايد من أجل معرفة وجهة نظرها بخصوص الاتهامات الموجهة إلى الجرحى الليبيين، إلا أن هاتف مدير الشؤون القانونية بالمستشفى الذي أحيلت عليه «المساء» ظل يرن دون جواب. وكانت السلطات التركية قد طردت الأسبوع الماضي عددا من جرحى الثوار الليبيين، بعد تكرار حوادث وفضائح أخلاقية في مستشفيات تركية يخضع بها هؤلاء الثوار للعلاج. ونقلت مواقع إعلامية تابعة للثوار أن «طائرة قادمة من تركيا ومحملة بعدد غير معروف من الجرحى، حطت الجمعة الماضي بمطار بينينة، بضواحي بنغازي، دون أن يستقبلهم أحد من المسؤولين». وجاء الإجراء التركي بعد أسابيع على قيام المغرب بطرد ثوار من ليبيا، خضعوا أيضا للعلاج في المستشفى العسكري بالرباط، بعد تسجيل تكرار حوادث تحرش بممرضات من طرف جرحى ثملين، أصروا على الخروج ليلا للتسكع رغم منعهم من قبل عناصر من الدرك، وعمدوا إلى التسلل خارج أسوار المستشفى بعدما كسروا بابه الخلفي.