تحولت أزقة حي المعاريف بمدينة الدارالبيضاء، عصر أول أمس الأربعاء، إلى ساحة مواجهات بين محسوبين على أنصار الرجاء والوداد، لم تخلف أي ضحايا ونتجت عنها إصابات خفيفة في صفوف الجماهير، واستعمل المحسوبون على أنصار الفريقين في هذه المواجهات الشهب الاصطناعية والحجارة والعصي، ولولا الألطاف الإلهية لتحولت تلك المواجهات إلى ما لا تحمد عقباه، خاصة أن الحجارة والعصي كانت تستعمل دون رقيب أو حسيب، كما أن إطلاق الشهب الاصطناعية، كان يتم دون تمييز بين صغير أو كبير. ونقلت مجموعة من الأنصار الأحداث على الهواتف النقالة، لتنقل في ما بعد على المواقع الاجتماعية، سواء الفايسبوك أو اليوتيوب، الذي بثت عبره مجموعة من مقاطع الفيديو التي تظهر مسلسل الأحداث وافتخار كل طرف بما حققه من «مغانم» تجاه الطرف الآخر. وبدأت قصة المواجهات، عند اصطدام الطرفين في أحد الأزقة المؤدية إلى الوازيس، معقل تداريب الرجاء والوداد، فجمهور الوداد كان يستعد لتقديم ما يسمى «كورطيج» وهي مسيرة شعبية كان الهدف منها المسير على الأقدام وبأعداد كبيرة من أحد شوارع البيضاء إلى مركب الوداد بنجلون، في خطوة لتقديم الدعم للاعبي الفريق الأحمر قبل التوجه إلى تونس، أما بالنسبة إلى الرجاء، فقد تزامن الموعد مع تنظيم مجموعة من الإلترات الرجاوية اجتماعا لتدارس وضعية الرجاء الحالية، وكذا جمع الانخراطات، وهي الاجتماعات التي كان مخططا لها سابقا وغالبا ما تشهد حضورا كبيرا للجماهير. وهو ما أجج الخلاف، الذي حمل كل طرف، في اتصال ب«المساء»، اندلاع فتيله للطرف الآخر. وفي سياق متصل، ألغى مدرب الوداد السويسري دي كاستيل حصة تدريبية للفريق كانت مبرمجة مساء أول أمس الأربعاء، بعدما شهد ملعب بنجلون، حضور أعداد كبيرة من جماهير الوداد، فاق عددها الثلاثة آلاف مشجع، إذ امتلأ المركب بأنصار الوداد، بل إن عددا من الجماهير نجحت في اقتحام أرضية الملعب، وهو الأمر الذي فرض على السويسري دي كاستيل، التوجه إلى الجماهير وسط حراسة أمنية مشددة، مخاطبا إياها قائلا إنه قرر إلغاء الحصة بداعي التخوف من إصابة لاعبي الفريق. ولم يخل المشهد من حس الطرافة، بعدما قرر ديكاستل مخاطبة كل فئة على حدة معلنا لها عن شكره وامتنانه لها بالحضور ومساندتها للفريق، وهو الأمر الذي تطلب منه مجهودا بدنيا مضاعفا، في ظل غياب مكبر للصوت، وكثرة الجماهير الوافدة على مركب الوداد.