اعتقلت سلطات أمن المركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء، الجمعة الماضي، على هامش مباراة الرجاء ضد إنييمبا النيجيري برسم الجولة الرابعة من دور مجموعات رابطة أبطال إفريقيا لكرة القدم، خمسة عشر مناصرا لفريق الرجاء، منهم اثني عشر مناصرا بداعي التهجم على رجال أمن، وثلاثة مشجعين بداعي استعمال الشهب الاصطناعية المحظورة. وجاءت عملية اعتقال هؤلاء بعد أحداث الشغب التي شهدتها مدرجات «المكانة» المعقل الرئيسي لجماهير الرجاء، بين رجال الأمن وإلترات أنصار فريق الرجاء، وهي الانفلاتات التي خلفت سقوط العديد من الجرحى من صفوف أنصار الفريق الرجاوي وفي صفوف رجال الأمن، إذ تم نقل مجموعة من الأنصار على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية، كما أصيب مجموعة من رجال الأمن ويتعلق الأمر بضابط ومفتش استعلامات عامة إضافة إلى ضابط ومفتش شرطة قضائية علاوة على ثمانية رجال أمن متدربين نقلوا على إثرها إلى المستشفى قصد تلقي العلاجات الضرورية، علمت «المساء» أن إصاباتهم خفيفة، وغادروا جميعهم المستشفى ليلة المباراة. وحسب ما أفاد به مجموعة من المناصرين الذين كانوا مرابطين في المدرجات، وكذلك ما رصدته «المساء»، فشرارة الغضب اندلعت مباشرة بعدما حاول أحد الفصائل المشجعة لفريق الرجاء، حمل أحد «الميساجات»، التي كان محتواها يتضمن الرسالة التالية « La Passion Fit Notre Histoire, la Révolte Fera Notre Gloire وهي الرسالة التي دفعت رجال أمن إلى منع الفصيل من حملها بل قاموا بإتلاف اللافتة التي كانت الرسالة مكتوبة عليها أمام معارضة وممانعة الفصيل الرجاوي، ليختلط الحابل بالنابل، وتتحول «المكانة» إلى ساحة للعراك بين الجماهير ورجال الأمن. استخدم فيها الجمهور الشهب الاصطناعية والحجارة، في حين واجه رجال الأمن، المحتجين بالهراوات.
وعلمت «المساء» أن مجموع المعتقلين من المشجعين سيحاكمون بقانون الشغب، الذي دخل حيز التنفيذ مع الموسم الكروي الجاري. وفي سياق متصل، أفادت مصادر عليمة «المساء» بأن السلطات الأمنية بمدينة الدارالبيضاء غاضبة بشدة من رئيس الرجاء عبد السلام حنات، محملة إياه الغليان الذي وقع في المدينة الاقتصادية إبان مباراة الرجاء وإنييمبا من قبل الجماهير، وقبلها ما وقع من تلاسنات واعتداءات بين جماهير الوداد والرجاء، والتي وصلت إلى حد تخريب ملعب الرجاء بنجلون وصولا إلى اعتداء بعض الجماهير على لاعبين من الرجاء والوداد، بحر الأسبوع الماضي. وحسب مصدر «المساء» فإن حنات تلقى اتصالا هاتفيا من قبل جهات نافذة، طالبته بالتعجيل بالرحيل، حتى لا يتفاقم الوضع في الأسابيع القليلة المقبلة، ويحدث ما لا تحمد عقباه.
وفي ارتباط بالغضبة الأمنية، فإن معطيات حصلت عليها «المساء» مفادها أن هناك أمورا تطبخ في الخفاء، لاقتراح بديل لحنات، لإخماد نار غضب جمهور الرجاء. وفي هذا الصدد فإن مجموعة من الشخصيات تجري عملية الإحماء استعدادا لتولي منصب رئاسة الرجاء بدل حنات، ومن أبرز الأسماء، نجد الزيات الرجل القوي في مجموعة الضحى، وبودريقة أحد الساقطين في انتخابات رئاسة الرجاء الموسم الماضي، لكن الإشكال المطروح هو أن الاسمين السالفين، أو الأسماء الأخرى الراغبة في رئاسة الرجاء، متخوفة من الإقدام على هذه الخطوة في ظل المشاكل العديدة التي تمر منها القلعة الرجاوية، كأزمة المديونية، وغياب السيولة المالية، واقتراب انتهاء الميركاتو الصيفي، وخلو الساحة الكروية الوطنية من لاعبين قد يخلقون الفارق، بعدما أتى الوداد على الأخضر واليابس في سوق الانتقالات. مما يؤشر على أن الرجاء تسير نحو تشكيل لجنة مؤقتة تعمل على تدبير أمور الفريق لمدة لا تقل عن ستة أشهر إلى حين إيجاد الرئيس المناسب للفريق.