أسفر تدخل أمني في حق معطلين كانوا قد اقتحموا، عصر أول أمس، مقر ولاية جهة الغرب -الشراردة -بني احسن في القنيطرة، احتجاجا على إهمال ملفهم المطلبي، عن إصابة العديد من المُحتجّين بجروح متفاوتة الخطورة. وقد شوهد مسؤولو الأجهزة الأمنية مترددين في تنفيذ هذا التدخل، لاسيما أنه كان بين المحتجين حوامل ومرضى، إلا أن ضغط كبار المسؤولين في الولاية أجبر عناصر القوات العمومية على اللجوء إلى استعمال القوة لإخلاء بهو الولاية من معطلي ومعطلات المجموعة الوطنية للمجازين، الذين كانوا بصدد تنظيم اعتصام إنذاريّ في عين المكان، وهو ما أدى إلى توتر الوضع واحتقانه. وقد طاردت قوات الأمن المعتصمين في الأزقة المحيطة بالولاية، في محاولة منها لتفريقهم، وصادرت لافتاتهم وشعاراتهم والأعلام الوطنية. ورغم وجود جرحى متساقطين على الأرض، فإن ذلك لم يشفع لهم في أن يكونوا في منأى عن التدخل الأمني، بعدما بادرت عناصر الفرق الأمنية، بزيها الرسمي، إلى حمل أجساد المعطلين بطريقة لا إنسانية و«رميها» في الشارع العامّ، وهم يئنّون تحت الأمطار، أمام أنظار عموم المواطنين. واستنكر المعطلون إقدام مسؤولين أمنيين على منع سيارة الإسعاف، التي حضرت إلى مكان الاحتجاج، من نقل المصابين، بينهم يوسف محفوظي، الكاتب العام للمجموعة، وسميرة إسولغن وحسناء حسناوي وإكرام رواني، وقال أحدهم إن مسؤولا أمنيا بارزا أعطى أوامره لسائق سيارة الإسعاف بعدم التوقف وحذره من حمل أي جريح إلى المركّب الاستشفائي الإقليمي، وهو ما اعتبروه تصرفا يسيء إلى دولة الحق والقانون ويكرس سياسة القمع والاستبداد و«الحكرة» التي تنهجها السلطات في مواجهة الحركات الاحتجاجية السليمة. وقد رفع المتظاهرون شعارات تطالب برفع الحيف والتجاهل وتُندّد بطريقة تعامل أحمد الموساوي، والي الجهة، مع مطلبهم «المشروع» في الإدماج الفوري والمباشر في سلك الوظيفة العمومية وأعلنوا، في كلمة ألقاها عضو في المجموعة الوطنية للمجازين المعطلين، عن عزمهم التصعيد من وتيرة نضالاتهم، احتجاجا على التماطل والتسويف في معالجة مشكلة العطالة التي تزيد من تأزيم أوضاعهم الاجتماعية المتردية. وفي بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، أكدت المجموعة إصرارها على متابعة المسؤولين عن هذا التدخل، الذي وصفته ب»الهمجي»، قضائيا قصد الإنصاف، وحمّلت مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع لوالي جهة الغرب -الشراردة -بني احسن شخصيا.