أسفر تدخل القوات العمومية في حق معطَّلي فروع إقليم «الدريوش»، الذين كانوا بصدد تنفيذ اعتصام، بحر الأسبوع المنصرم، أمام مقر العمالة الجديدة، عن إصابة خمسة من المحتجين برضوض متفاوتة وتعرُّض آخر لحالة إغماء استدعت نقله إلى المستشفى المحلي. ودخلت عناصر الأمن، المشكَّلة من رجال الدرك الملكي والقوات المساعدة، في مشادات مع المعطلين، وحالت بقوة دون تنفيذهم الشكلَ النضالي المقرَّر وقامت بمحاصرتهم ونزع اللافتة منهم، بمجرد اقترابهم من باب العمالة، حيث أدى التدافع الذي حصل نتيجة ذلك، سيما في ظل إصرار الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين على خوض اعتصامها، إلى تعرض العديد من مناضلي الجمعية لإصابات على مستوى الظهر والبطن والركبتين، في الوقت الذي حُمل فيه أحد المعطلين على أكتاف زملائه في اتجاه المركز الصحي، مباشرة بعد دخوله في غيبوبة. وقال المعطَّلون إنهم تعرضوا لتدخل أمني، وصفوه بالهمجي، وللدفع والركل بالأرجل، بالرغم من أن عددهم كان قليلا، مقارنة مع حجم الأجهزة الأمنية التي تم إنزالها بشكل غير مسبوق في محيط العمالة، مشيرين إلى أن مناضلي فروع التنسيق الإقليمي «الدريوش» واصلت اعتصامَها إلى حدود الساعة السابعة والنصف من اليوم نفسه، رغم استفزازات السلطات لهم ورغم التعب والإرهاق اللذين نالا من أجساد المحتجين المنهَكة، حسب تعبيرهم. وقد سبق لفروع التنسيق الإقليمي ل«الدريوش» أن نظمت وقفة احتجاجية، في ال23 من يونيو المنصرم، أمام مقر الجماعة القروية «تفرسيت»، في إطار ما أسمته التنسيقية توسيع دائرة الاحتجاج في الإقليم، حيث تعد أول وقفة يتم تنظيمها في المنطقة المذكورة. كما تم تنظيم اعتصام جزئي، يومين بعد ذلك، وسط الطريق المؤدية إلى العمالة، تلاه تنظيم مسيرة شعبية، نهاية الشهر المنقضي، انطلقت من الشارع العام في مدينة «الدريوش» في اتجاه العمالة. وأعرب المعطلون عن تذمرهم الشديد جراء إهمال المسؤولين في الإقليم لملفهم المطلبي وعدم تجاوب جمال خلوق، عامل الإقليم، مع انشغالات المعطلين وتجاهله ملتمسات الحوار التي قدمتها السكرتارية الإقليمية أكثر من مرة، محذرين السلطات من مغبة الاستمرار في نهج مثل هذه الممارسات، مشددين على أن عواقب ذلك ستكون وخيمة. وأكدت كلمة السكرتارية الإقليمية التي أُلقيت في هذا الاعتصام أن مقاربة القمع والحصار التي ينهجها المسؤولون في مواجهة المطالب المشروعة للجمعية، حسب رأيهم، لن تؤدي في نظرهم، سوى إلى تطوير احتجاجات المعطلين ونقل شرارتها إلى مستويات أكبر، مبرزة أن الحل الوحيد الذي يمكن من خلاله تعليق المعركة الإقليمية هو التعامل بشكل جدي مع مطالب فروع الجمعية في الإقليم، من خلال الاستجابة لها، مشيرة، بالمقابل، إلى أن المعطَّلين مستعدون لتقديم أرواحهم دفاعا عن حقهم في الشغل القار والتنظيم، ما دامت هناك إمكانية لتحقيق هذا المطلب، على حد قولها.