أسفر تدخل أمني عنيف في حق العديد من مناضلي الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، الذين كانوا بصدد تنظيم مسيرة شعبية بالرباط، الجمعة الماضي، عن إصابة ما لا يقل عن خمسة معطلين بجروح متفاوتة الخطورة. ولجأت عناصر مختلف الأجهزة الأمنية، التي طوقت بكثافة ساحة باب الأحد، حيث انطلقت المسيرة، إلى استعمال العصي والهراوات والركل والرفس لتفريق المحتجين، في محاولة منها لإجهاض هذه المسيرة، التي شارك فيها أيضا ممثلون عن عدة هيئات سياسية وجمعوية، بينها أطاك المغرب، والهيئة الوطنية للتضامن مع كافة المعتقلين السياسيين، والتنسيقية المحلية لمناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية، وهو ما أدى إلى وقوع مصادمات عنيفة بين القوات العمومية والمتظاهرين، خلفت العديد من الإصابات بين المعطلين، بينهم نور الدين السعيدي وجواد بلقرشي، عضوي المجلس الوطني للجمعية، اللذين نقلا على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن سينا بالرباط، لتلقي الإسعافات الأولية. وكرد فعل على ما وصفوه بالتدخل الهمجي لأجهزة «القمع» بادر المعطلون إلى افتراش الأرض، وترديد شعارات تؤكد استمرار المعركة المفتوحة والعزم على تنفيذ المسيرة، لتندلع المواجهات من جديد، بالقرب من ساحة البريد، لا سيما بعدما حاولت عناصر الأمن انتزاع لافتة كان يحملها المتظاهرون، لكن تشبث هؤلاء بها حال دون ذلك، لتتحول المسيرة بعد هذه الأحداث إلى مطاردات ووقفات متنقلة في الشوارع الخلفية ومحيط البرلمان، الذي فرض عليه طوق أمني شامل، للحيلولة دون وصول المتظاهرين إلى عين المكان. وخاض معطلو ومعطلات الجمعية، في ختام هذه المسيرة، اعتصاما أمام مقر الاتحاد المغربي للشغل، إلى حين عودة المصابين بعد تلقيهم الكشف اللازم والعلاجات الضرورية. وأعرب عبد الله المجيدي، رئيس الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، في تصريح ل«المساء»، عن شديد أسفه لما وصفه بالتدخل الوحشي لقوات الأمن في حق المعطلين، منددا بأساليب القمع والترهيب التي استعملت لتفريق مسيرة سلمية لمناضلين ومناضلات عزل، سلاحهم الوحيد صوتهم الصادح بمطالب اعتبرها مشروعة، من أجل الحق في العمل والتنظيم، والكشف عن قبر الشهيد مصطفى الحمزاوي ومعاقبة المسؤولين عن اغتياله. وقال المجيدي إن قوات القمع لم تستسغ انطلاق المسيرة وعدم تمكنها من إجهاضها منذ البداية، فشرعت في التدخل بشكل همجي في حق المعطلين وكل المتضامنين معهم، مضيفا أن عناصر الأمن لجأت إلى مضايقة واستفزاز حاملي الهواتف النقالة وآلات التصوير، بمن فيهم الرفيق المناضل علي فقير، ومحاولة انتزاعها منهم، لطمس معالم الهجوم الوحشي الذي قادته أجهزة المخزن لنسف هذه المحطة النضالية، حسب تعبيره. للإشارة، فإن هذه المسيرة تأتي في إطار برنامج الشطر الأول من المعركة الوطنية المفتوحة، التي انطلقت منذ 26 أكتوبر المنصرم، بمناسبة الذكرى ال18 لتأسيس الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، والذكرى ال11 لما يسمى ب«الاثنين الأسود»، وهو البرنامج الذي عرف اعتصام المعطلين أمام وزارة العدل ووزارة التربية الوطنية، واختتم بتنظيم لقاء، أول أمس السبت، مع القيادة المنبثقة عن المؤتمر الوطني الرابع للجمعية الوطنية بمقر الاتحاد المغربي للشغل، تلاه اجتماع أمس الأحد لأعضاء المجلس الوطني، الذي خصص للبت في آفاق المعركة الوطنية.