أسفر تدخل القوات العمومية لتفريق مسيرة طلابية، مساء أول أمس، في القنيطرة، عن إصابة طالب بجروح طفيفة، واعتقال آخرين، بينهم أعضاء في الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وقال مصدر طلابي، إن عناصر الأمن والقوات المساعدة طوقت محيط الحي الجامعي بمنطقة الساكنية بعدما حاول عشرات الطلبة القيام بمسيرة غير مرخصة إلى مقر ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن، احتجاجا على تجاهل المسؤولين لمطالب المحتجين، والمتجلية أساسا في ضرورة توسيع الطاقة الاستيعابية للحي الجامعي، والتسريع بصرف المنحة وتعميمها والزيادة فيها، وتوفير مطعم جامعي، والحق في الزيارة، إلى غير ذلك من المطالب التي تستدعي حلولا مستعجلة. وكشف شهود عيان، أن هذا التدخل أسفر عن اعتقال خمسة طلبة، بعضهم تعرض للتعنيف داخل سيارات الأمن، وقالوا، إن آثار الضرب والصفع كانت بادية للعيان، هذا في الوقت الذي تلقى فيه أحد القاطنين في الحي الجامعي المذكور العلاجات الأولية بالمركب الاستشفائي الإقليمي بعدما أصيب على مستوى الصدر بحجرة طائشة مجهولة المصدر. الحقوقيون بدورهم نددوا بالحادث، واعتبروا استعمال القوة في مواجهة المظاهرات السلمية أمرا مرفوضا ويعاكس انتظارات وطموحات عموم الجماهير الشعبية، مشيرين إلى أن اثنين من أعضائها كانا من ضمن المعتقلين، ويتعلق الأمر بكل من «أ. رضوان» و«أ. حسني»، جرى إطلاق سراحهما فيما بعد. وشوهدت عناصر الأمن وهي مرابضة بسياراتها بالقرب من مبنى الحي الجامعي، فيما انهمكت باقي القوات في تشتيت تجمعات الطلبة، وتنظيم حركة السير والجولان في المنطقة، قبل أن تنسحب أعداد كبيرة منها مباشرة بعد عودة الهدوء إلى محيط الحي. وأشار بلاغ منسوب إلى الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، توصلت المساء بنسخة منه، إلى أن المسيرة التي تم قمعها تدخل في إطار الأشكال النضالية التصعيدية التي يخوضها الطلبة، منذ أسبوعين، احتجاجا على تماطل إدارة الحي الجامعي ورئاسة الجامعة في فتح باب الحوار مع الطلبة على أرضية ملفهم المطلبي، محملا الجهات المعنية مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع، خصوصا في ظل الاحتقان الذي تعرفه المدينة، حسب تعبيره.