اندلعت، مساء أول أمس، اشتباكات عنيفة بين طلبة يقطنون في الحي الجامعي في منطقة «الساكنية» في القنيطرة وعناصر من القوات العمومية، أثارت حالة من الرعب والفزع وسببت ذعرا شديدا في نفوس ساكنة الأحياء المجاورة لمسرح الأحداث. وقال شهود عيان إن قوات الأمن تدخلت لتفريق مجموعة من الطلبة كانوا بصدد تنظيم وقفة احتجاجية قبالة الشارع الرئيسي، المحاذي للحي الجامعي، دفاعا عن حق الزيارة لغير القاطنين وتنديدا بالاستفزازات اليومية التي يتعرضون لها من طرف الإدارة وأعوانها واستنكارا لأسلوب هذه الأخيرة في تسيير الحي، الذي يُشبّهه الطلبة بالسجن، وهو ما أدى إلى نشوب مواجهات خلّفت إصابات طفيفة بين الطرفين. وكشفت المصادر أن العشرات من الطلبة لجؤوا إلى رشق عناصر القوة العمومية بالحجارة من داخل الحي الجامعي، ردا على ما وصفوه بتحرشات عناصر الأمن واعتدائهم على المحتجين بالضرب بالهراوات والسب والشتم، مما أسفر عن تخريب أكثر من سيارة أمن، بينها سيارة المسؤول الأمني المشرف على عناصر الأمن العمومي، التابعة لولاية أمن القنيطرة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن قوات التدخل طاردت العشرات من الطلبة في الأحياء والأزقة المجاورة، وهو ما أربك حركة المرور وحوَّل المنطقة إلى ساحة حرب حقيقية، كان من ضحاياها مواطنون أبرياء لم يسلموا هم أيضا من بعض الأحجار «الطائشة». وتضاربت الروايات حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وقوع هذه الاشتباكات، ففي الوقت الذي حمَّل الطلبة الغاضبون رجال الأمن مسؤولية ما وقع، متهمين إياهم بسوء التصرف، قال مصدر مسؤول، ردا على ذلك، إن قوات الأمن تعاملت مع المتظاهرين بشكل سلمي وأشعرتهم بعدم قانونية احتلال الشارع الرئيسي وعرقلة حركة السير، نافيا وجود اعتقالات في هذا الإطار. وساهم توافد قياديين في الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى عين المكان في تهدئة الأوضاع وفي التخفيف من حالة الاحتقان التي سادت محيط الحرم الجامعي. وقد أسفر اللقاء الذي جمع الحقوقيين ببعض المسؤولين الأمنيين عن التقليل من التواجد الأمني في مسرح المواجهات.