اندلعت مواجهات عنيفة بعد الساعة الثانية من زوال أول أمس الاثنين، بين طلبة جامعة محمد الأول في وجدة وقوات التدخل السريع، خلفت إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف عناصر الأمن والطلبة وإغماءات وسط الطالبات اللواتي حاولت أغلبهن الفرار من الحي الجامعي، مخافة اقتحامه من طرف عناصر الأمن وقوات التدخل السريع، إلى جانب اعتقالات في صفوف الطلبة وأضرار جسيمة في العديد من السيارات في ملكية أساتذة جامعيين ومواطنين. وقد انطلق مسلسل الأحداث حين قام الطلبة المتحدرون من إقليمالحسيمة بتنظيم حلقية في الحي الجامعي تحدثوا فيها عما يجري في إقليمهم، معبرين عن تضامنهم مع أسر الضحايا والمعتقلين في مدينة الحسيمة وعن مساندتهم لسكان المناطق المجاورة وتنديدهم بالأوضاع المزرية التي تعيشها. ومباشرة بعد فض الحلقية، قرر الطلبة المحتجون بفي الحي الجامعي تنظيم مظاهرة حاشدة والتوجه نحو وسط مدينة وجدة، الأمر الذي جعل قوات الأمن والتدخل السريع تعترض مسيرتهم في مفترق الطرق في «حي القدس» والحي الجامعي، حتى لا تتجاوز هذه المظاهرة المحيط الجامعي. وفي الوقت الذي كانت الأمور تسير بطريقة سلمية، وقع انفلات بين بعض الطلبة المحسوبين على الحركة الطلابية ورجال الأمن وعناصر التدخل السريع الذين تم قذفهم بالحجارة والزجاجات الحارقة وتحوّل طريق كلية الآداب ومفترق الطرق وطريق الحي الجامعي وحي بوعرفة المجاور للجامعة إلى ساحة مواجهة عنيفة بين الطلبة وعناصر قوات الأمن، دفع عناصر قوات التدخل السريع إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع لإيقاف المسيرة وتشتيت المتظاهرين ومطاردة الطلبة الذين أشعلوا فتيل المواجهات بمباشرة عملية الرشق بالحجارة، التي أسفرت عن إصابة بعض رجال الأمن وعناصر قوات التدخل السريع وبعض الطلبة بجروح متفاوتة الخطورة، مع الإشارة إلى أن مجموعة من الطلبة الذين كانوا يجتازون الامتحانات في كلية العلوم انسحبوا من قاعات الامتحانات... وعلى ضوء هذه الأحداث، قام بعض الطلبة الباحثين، وهم محسوبون على فصائل العدل والإحسان واليساريين، بناء على طلب بعض المسؤولين الأمنيين، بالتدخل لدى زملائهم لإيقاف الاشتباكات وعملية الرشق بالحجارة، وهو ما تمّ في حدود الساعة الخامسة من مساء نفس اليوم وعاد الطلبة إلى حيّهم، فيما انسحبت قوات الأمن من الحرم الجامعي، «بالتراضي» بين الطرفين. ومن جهة أخرى، شهدت ساحة 16 غشت أمام قصر البلدية في مدينة وجدة، في نفس الوقت، بعد صلاة العصر، وقفة احتجاجية سلمية ضمّت بعض أعضاء جماعة العدل والإحسان ومعطلي فرع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين في وجدة وبعض أعضاء حركة 20 فبراير رددت فيها شعارات تنديدية بالأوضاع الحالية ومطالبة بإصلاحات اجتماعية واقتصادية وسياسية.