فرضت قوات الأمن التابعة للأمن الولائي بالقنيطرة، مساء أول أمس الخميس، طوقا أمنيا شديدا على محيط الحي الجامعي بمنطقة «الساكنية» بعد اندلاع مواجهات وصفت ب«العنيفة» بينها وبين مجموعة من الطلبة ينتمون إلى الفرع المحلي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذين كانوا بصدد تنظيم وقفة احتجاجية للتنديد بما أسموه بالتضييق المستمر على الممارسة السياسية والنقابية والحق في التشغيل وفي تعليم حر ونزيه، وبالتراجع الخطير في مجال حرية التعبير نتيجة توالي الأحكام الجائرة في حق الصحافة المستقلة، ومنها الحكم الصادر في حق جريدة «المساء». وكشف بعض الطلبة المتظاهرين، الذين كانوا قد نظموا في وقت سابق وقفات مماثلة بكليتي الآداب والعلوم، أن رجال الأمن احتفلوا بهم على الطريقة «المخزنية المغربية» وتدخلوا بعنف لتفريق المحتجين، دون سابق إنذار، وقاموا بمصادرة لافتاتهم الخشبية، وعمدوا إلى كسرها وتحويلها إلى وسيلة لقمعهم وترهيبهم وإلحاق الأذى بهم، وفق ما جاء على ألسنتهم. وأوضح المتحدثون أنفسهم أن قوات الأمن نجحت في الاستفراد بهم بعد أن بادر حراس الحي الجامعي، بأمر من بعض المسؤولين الأمنيين، إلى إغلاق الباب الرئيسي للحيلولة دون ولوج الطلبة إلى داخله ومنح الفرصة للأجهزة البوليسية للنيل من أجسادهم، حسب قولهم. وأسفرت هذه المواجهات، وفق المصادر ذاتها، عن اعتقال الطالب ياسين حسي، عضو مكتب تعاضدية كليتي العلوم والاقتصاد، لمدة 45 دقيقة، قبل أن يتم إطلاق سراحه فيما بعد وهو في حالة صحية سيئة، وإصابة متظاهرين من الطلبة والطالبات بكدمات وجروح متفاوتة، نتيجة ما قالت المصادر إنهم تعرضوا له من ركل وضرب وصفع عشوائي مصحوب بوابل من السب والشتم بقاموس من الكلمات «يتقزز اللسان من ذكرها»، على حد تعبيرها. وشوهدت عناصر الأمن العمومي وهي تأخذ مواقع لها بمحيط الحي الجامعي «الساكنية»، في حين لجأ أفراد منها إلى تفريق الطلبة وتشتيتهم في محاولة لمنع أي تجمع أو تجمهر بالقرب من الباب الرئيسي للحي الذي توافد عليه كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية، السرية منها والعلنية. هذا في الوقت الذي ظلت فيه العديد من سيارات الشرطة، من مختلف الأحجام، تجاوز عددها العشرة، رابضة بعين المكان إلى ساعات متأخرة من اليوم نفسه، تحسبا لأية مواجهات محتملة. وندد مكتب فرع «جامعة ابن طفيل» للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، في بيان أصدره أول أمس الخميس، بما تعرض له الطلاب من «ضرب وشتم واستفزاز بالكلام البذيء» وب«الاعتقال» الذي طال أحد أعضائه، محملا كافة الجهات المعنية من رئاسة الجامعة وسلطات محلية مسؤولية ما قد يقع بالجامعة من تطورات. وقال البيان نفسه، الموقع من طرف حسن الكاز، الكاتب العام للفرع، إن ما تعرضت له الطالبات والطلبة من تدخل عنيف يزكي ما كان المتظاهرون بصدد التنديد به، شاجبا استمرار انتهاك حقوق الشعب المغربي، ومنها حق أبنائه في تعليم حر وهادف، ومبديا عزم الفرع المحلي على مواصلة النضال والصمود حتى تحقيق كافة المطالب، وفضح كل التجاوزات التي يعرفها ملف التعليم عامة واستمرار تملص الإدارة من مسؤوليتها في ما يخص المطالب البيداغوجية.