أسفر تدخل أمني عنيف لتفريق مظاهرة حاشدة نظمها، أول أمس، طلبة جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، عن سقوط العديد من الجرحى، واعتقال آخرين تم إطلاق سراحهم فيما بعد. وفرضت السلطات طوقا أمنيا مشددا على محيط الجامعة في محاولة استباقية لإحباط مسيرة سلمية كان الطلبة يعتزمون خوضها للدفاع عن ملفهم المطلبي. ولجأت القوات العمومية، المشكلة أساسا من عناصر التدخل السريع ورجال الأمن الوطني والقوات المساعدة، إلى استعمال الهراوات والعصي لردع المتظاهرين، وقامت بمطاردتهم حتى البوابة الرئيسية للجامعة. وأدى هذا التدخل، الذي أشرف عليه شخصيا فؤاد بلحضري، والي أمن القنيطرة، وتتبع تفاصيله حقوقيون ومسؤولون بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومنظمة «هيومان رايتس ووتش»، إلى اعتقال العديد من الطلبة وإصابة البعض الآخر، مما استدعى تدخل عناصر الوقاية المدنية، التي نقلت طالبا وهو في حالة غيبوبة إلى قسم المستعجلات بالمركب الاستشفائي الإقليمي لتلقي العلاجات الأولية. ورفع الطلبة المحتجون شعارات تندد بما أسموه الممارسات البائدة لأجهزة القمع المخزني، ورفضوا مغادرة مكان الاحتجاج إلى حين انسحاب القوات العمومية من محيط الجامعة، حيث نظموا اعتصاما في عين المكان. وحسب مصدر طلابي، فإن ما يفوق 30 سيارة أمن و15 دراجة نارية، إضافة إلى عدد كبير من عناصر البوليس السري، شاركت في تعنيف المتظاهرين، مضيفا أن الطالب «ب ك»، الذي يدرس بشعبة البيولوجيا، أصيب برضوض خطيرة جراء الضرب المكثف الذي تعرض له، فيما سقط أربعة آخرون مغشيا عليهم. وكشف المصدر ذاته أن الطلبة قرروا مواصلة المعركة حتى تتحقق مطالبهم، سواء فيما يتعلق بشقها المادي أو الديمقراطي أو البيداغوجي، حيث قرروا الاستمرار في الخروج في مسيرات للمطالبة بالتراجع عن عسكرة المنطقة وتجييشها، والتنديد بالعنف المسلط على المظاهرات السلمية، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، واحترام الحريات السياسية والنقابية للطلبة. و بالمقابل، برر مصدر أمني لجوء السلطات إلى استعمال القوة لتفريق المتظاهرين بكون الطلبة المحتجين كانوا بصدد تنظيم مسيرة غير مرخص لها، وقال إنه بالرغم من إشعار المنظمين بطريقة حضارية بهذا المنع، فإنهم رفضوا الامتثال، وقرروا خرق القانون في محاولة منهم لاحتلال الشارع العام.