ناظوربريس: واصل معطلو فرع الناظور اليوم الجمعة برنامجهم الاحتجاجي بوقفة بساحة الكورنيش، كان مسطرا لها أن تتحول في نهايتها إلى مسيرة غير أن السلطات الأمنية تدخلت لتفرض طوقا امنيا شديدا على المحتجين حال دون ذلك. وجدد المعطلون في كلماتهم عزمهم الأكيد على مواصلة النضال حتى دخول السلطات المعنية في حوار جاد معهم بغية تمكينهم من تحقيق على مطالبهم العادلة في الشغل الكريم، مشددين في نفس الوقت على استنكارهم لاعتماد السلطات المحلية لمنطق المقاربة الأمنية في التعاطي مع مطالبهم المشروعة. وندد المحتجون بالمناسبة بالتدخل العنيف الذي نفذته قوات التدخل السريع، أول أمس الأربعاء، لتفريق وقفة احتجاجية كان الفرع المحلي ينظمها في ساحة التحرير، وسط المدينة، ما أسفر عن إصابة مالا يقل عن 20 معطلا ومعطلة بإصابات مختلفة، وكان المعطلون يوم الاربعاء الماضي يرددون شعارات تطالب المسؤولين بإيجاد حلول جدية لملف التشغيل بالإقليم، قبل أن يفاجؤوا بدون إشعار مسبق بالهراوات تنهال عليهم من كل جانب، وشوهد العديد من المعطلين يسقطون أرضا في اتجاهات مختلفة بعد دفعهم وتعنيفهم بقوة، فيما عاد بعضهم للجلوس إلى الأرض، ليتعرضوا مجددا لتدخل عنيف من قبل عناصر من القوات المساعدة والأمن العمومي، الذين لم يكونوا يترددون في تعنيف كل من وجدوه أمامهم من المارة والمتضامنين مع المعطلين، بينما تم اقتياد عدد من المعطلين الآخرين نحو سيارات الأمن أين تعرضوا للتعنيف مجددا قبل إطلاق سراحهم. وبحسب ما عاينته "ناظوربريس" بجناح المستعجلات بمستشفى المدينة، فان من بين المصابين خمس معطلات تعرضن للضرب بالهراوات في مناطق حساسة من أجسادهن، كما لم يسلم من الضرب المبرح معطل من ذوي الاحتياجات الخاصة، تعرض لضربات مباشرة بينما كان ملقى على الأرض، وتراوحت الإصابات في صفوف أعضاء الجمعية الآخرين بين كدمات في أنحاء مختلفة من الجسم، وإصابات بليغة لبعضهم سيما في الظهر والرأس وأماكن حساسة أخرى، كما أصيب احد المعطلين بكسر في يده، وتتطلب عدد من الحالات تتبعا طبيا دقيقا، لتحديد نوعية الإصابة. وأعرب عدد من أعضاء جمعية المعطلين في تصريحات ل"ناظوربريس"، أن القوات الأمنية قصدت هذه المرة إيقاع اكبر الإصابات بصفوفهم كما استهدفت مناطق حساسة من أجسادهم، ما يعد بحسب قولهم سلوكا غير مسبوق في التعامل مع احتجاجاتهم السلمية، سيما وان تشتيت الوقفة الاحتجاجية لم يكن مسبوقا بإنذار شفوي عبر مكبر صوت صادر من المسؤول الأمني المكلف بالمهمة، كما أن الاستعمال المفرط للقوة لم يكن مبررا تحت أي ظرف من الظروف التي يحددها القانون. وبحسب المصادر نفسها، فان الوقفة كانت تندرج في سياق الأشكال الاحتجاجية التي دأب أعضاء الجمعية على تنظيمها منذ سنتين للمطالبة ب" فتح حوار جاد ومسؤول لإيجاد حلول جدية لتشغيل حملة الشهادات محليا"، غير أن السلطات المحلية بدل ذلك تلجأ إلى تغليب المقاربة الأمنية في التعاطي مع مثل هذه الأشكال الاحتجاجية، على الرغم من أن "أعضاء الجمعية لا يطالبون إلا بفرصة عمل لا أقل ولا أكثر". جدير بالذكر، أن فرع جمعية المعطلين بالناظور كان قد تعرض في مناسبتين أخريين إلى تدخلين أمنيين، وصفا بالعنيف والمبالغ فيه، واعتقل على خلفية التدخل الأول في مارس من العام الماضي، احد عشر عضوا بالجمعية جرى اقتيادهم إلى مقر الشرطة القضائية وحررت لهم محاضر رسمية، قبل إطلاق سراحهم بعد ساعات من ذلك، بينما تم خلال أيام شهر رمضان الماضي تنفيذ تدخل امني لتشتيت اعتصام نظمه عشرات من العاطلين من حملة الشواهد قبالة مقر العمالة.