توصل الديوان الملكي بالرباط بالمئات من التوقيعات التي بعث بها الائتلاف العالمي لمناهضة الاختفاء القسري، يلتمس أصحابها من العاهل المغربي الإسراع بالتصديق على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع بتاريخ 20 دجنبر 2006، وذلك في إطار الحملة الدولية التي يقودها الائتلاف العالمي ضد الاختفاء القسري، من أجل حث الحكومات في دول العالم على التوقيع على الاتفاقية الخاصة بحماية جميع الأشخاص من ظاهرة الاختفاء القسري والتصديق عليها. وتضمنت لائحة التوقيعات، التي أرفقها المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف بالرسالة الخطية التي وجهها إلى الملك محمد السادس، عددا من الشخصيات العالمية والحائزة على جائزة نوبل للسلام، وفي مقدمتهم القس توتو من جنوب إفريقيا، إلى جنب عدد من الناشطين في حقوق الإنسان بكل من الأرجنتين وغوانتنامو وايطاليا وقبرص والعراق والبيرو وإندونيسيا والجزائر، وشملت لائحة التوقيعات عددا من الجمعيات والمنظمات الدولية الأعضاء في الائتلاف العالمي، من بينها الجمعية الشعبية لمناهضة الاختطاف بإسرائيل. وخلت لائحة التوقيعات من المنضمات والنشطين السياسيين من تونس ودول الخليج. ووقع عن الجانب المغربي كل من محمد النضراني، المعتقل السابق عن مجموعة بنو هاشم، والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان والجمعية المغربية لحقوق الإنسان وعدد من المعتقلين السياسيين السابقين. وحسب محمد الصبار، رئيس المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف، فإنه لأول مرة يراسل فيها المنتدى الملك أسوة بباقي مكونات الائتلاف العالمي وجمعيات حقوقية في مختلف بقاع العالم، التي وجهت رسائل إلى رؤساء دولها، وأرفقت هذه الرسائل بتوقيعات عدد من الشخصيات العالمية وبعض الشخصيات الحائزة على جائزة نوبل للسلام، إضافة إلى أسماء وازنة من عالم الفن والأدب والسينما. وفي الوقت الذي توصل فيه الديوان الملكي بهذه الرسالة التي تلتمس منه الإسراع بالمصادقة على الاتفاقية الدولية المناهضة للاختفاء القسري، رصدت خديجة الرياضي، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، حوالي 20 حالة اختفاء وقعت خلال سنة 2008، وهو ما يشير، حسب رئيسة الجمعية، إلى عدم وقوع أي تغيير على مستوى تطور حقوق الإنسان بالمغرب رغم بعض التغييرات الطفيفة والجزئية القابلة للتراجع في أي فترة. من جهة أخرى، طرح إقدام المنتدى على بعث رسالة إلى الملك جدلا داخل حركة ضحايا الاختفاء القسري، وما إذا كانت تؤسس لمرحلة جديدة من مسار المنتدى، أو أنها ستعيد بوصلة الزمن إلى الوراء إبان النقاش الذي خاضه الراحل إدريس بنزكري عندما كان رئيسا للمنتدى، حيث دفع في تلك الفترة بأطروحة مراسلة الملك مباشرة، لكنه ووجه برفض مكونات المنتدى التي دعت إلى عدم القفز على المؤسسات. مصادر من داخل المنتدى اعتبرت الخطوة الأخيرة التي أقدم عليها هذا الأخير جديدة على مستوى خطابه، كما أنها تطرح إشكالا في ما يتعلق بمراسلة الجهة التي يعتبرها مسؤولة عن ظاهرة الاختفاء القسري التي عاش على إيقاعها المغرب خلال سنوات الرصاص. محمد الصبار، رئيس المنتدى، رد من جانبه على هذا الجدل الدائر حول هذه الرسالة بأن الحملة الدولية التي يقودها الائتلاف العالمي يندرج ضمن خطة موحدة تستهدف الضغط من أجل الإسراع بالمصادقة على الاتفاقية الخاصة لحماية الأشخاص من الاختفاء القسري، كما أن توجيه هذه الرسالة ليس اختيارا خالصا بل هو قرار جماعي لمكونات الائتلاف العالمي.