أضرم معتقلان إسلاميان سابقان النار في نفسيهما، أمام أبواب السجن المحلي بطنجة، عندما كانا رفقة عدد كبير من أسر وأهالي المعتقلين السلفيين، الذين أتوا إلى السجن للاطمئنان على معتقليهم، بعدما أخبروهم بأنهم يتعرضون ل«القمع والضرب» من قبل قوات الأمن داخل السجن. ونقل أحد المصابين إلى مستشفى محمد الخامس من أجل تلقي الإسعافات الأولية، فيما فضل المصاب الثاني أن يعالج في إحدى المصحات الخاصة، تفاديا لاعتقاله كما قال، وهي نفس المصحة التي مازال يرقد فيها والي أمن طنجة بعد إصابته على مستوى الرأس خلال مناوشات بين محتجين وأفراد أمن في منطقة بني مكادة الأحد الماضي. وقالت مصادر طبية بمستشفى محمد الخامس، إن الحروق التي أصيب بها هذا الشخص، الذي صب البنزين على جسده، تعتبر حروقا من الدرجة الثانية. وأضاف المصدر الطبي أن المصاب يتلقى العلاجات الضرورية وقد يغادر المستشفى في الساعات المقبلة. وقال رضوان ثابت، وهو معتقل سلفي سابق، «إنه أضرم النار في جسده بعدما رأى تدخل قوات الأمن أمام أبواب السجن الذي وصفه ب«العنيف» ضد أهالي المعتقلين الذين جاؤوا للاطمئنان على معتقليهم»، وأضاف في تصريح ل«المساء»، أنه جاء إلى السجن «ليعلن تضامنه مع إخوانه»، وليطالب بضرورة إطلاق سراحهم. من جهتها، قالت مصادر طبية ل«المساء» إن الحروق التي أصيب بها الشخص الثاني، ليست «بالغة الخطورة»، وإن حالته قد تتحسن في الأيام المقبلة. وعاش السجن المحلي بطنجة حالة تمرد غير مسبوقة من لدن السجناء السلفيين الذين اعتصموا فوق سطح السجن تضامنا مع معتقلي سجن «الزاكي» بسلا، الذي عاش أحداثا خطيرة يوم الاثنين الماضي. وانطلقت حالة التمرد بعدما نظم العشرات من السلفيين بالسجن المحلي بطنجة، أول أمس الثلاثاء، وقفة تضامنية مع السلفيين المعتقلين بسجن «الزاكي» بسلا، بسبب ما قالوا إنهم تعرضوا له من تدخل «عنيف» من قبل عناصر الأمن، يوم الإثنين الماضي، عندما كان السجناء يطالبون بإطلاق سراحهم. وقالت مصادر من داخل السجن المحلي بطنجة إن السجناء السلفيين بطنجة قرروا خوض اعتصام تضامني مع زملائهم في سجن سلا، وإنهم لن يعودوا إلى زنازنهم إلا بعد أن تتحقق مطالبهم، والتي تتمثل أساسا في وقف التدخل الذي وصفوه ب«الوحشي» ضد السجناء السلفيين بسلا. وتحدثت مصادر عن سقوط سجين إسلامي من أعلى سطح السجن المحلي بطنجة، وأسفر هذا السقوط عن كسور في مختلف أنحاء جسمه وصفت ب«الخطيرة»، وتؤكد نفس المصادر أنه رغم دعوات السجناء من أجل إحضار سيارة الإسعاف، إلا أن إدارة السجن بدت وكأنها غير مكترثة بإصابة السجين. ولم تنته حالة التمرد داخل السجن إلا عندما قررت الإدارة إدخال أهالي المعتقلين، من أجل الإطمئنان عليهم والتأكد من أنهم لم يصابوا بأذى. من جهة أخرى، لم تستبعد مصادر مطلعة أن يتم ترحيل السلفيين الذين اعتصموا فوق سطح السجن بطنجة إلى سجن آخر، وقد يخلق هذا القرار في حالة حدوثه وفق نفس المصادر توترا جديدا بين المعتقلين وبين إدارة السجن.