غموض كبير يلف تفكيك الخلية الإرهابية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية. بخصوص تشعب علاقاتها، حيث أن المعلومات التي تم تسريبها أماط اللثام عن ارتباطات شبكات الإرهاب داخل التراب الوطني بجماعات متطرفة تنشط بالساحل، على غرار خلية أطلق عليها خلية الساحل سبق لمتزعمها أن خضع لتداريب عسكرية. كشفت مصادر مطلعة أن اعتقال بعض أفراد الخلية التي تم تفكيكها مؤخرا تم بمطار محمد الخامس الدولي ومن بينهم تاجر أحذية بسوق القريعة، كان يعتزم رفقة ثلاثة أفراد الذهاب نحو دولة كينيا التي تردد عليها مرات عديدة، وأن المصالح الأمنية المغربية توصلت بمعلومات من جهاز الاستخبارات الأمريكية تفيد تردد مغاربة على دول إفريقية منها الصومال وكينيا وغيرها وربطهم اتصالات بتنظيمات إرهابية على صلة بتنظيم القاعدة هناك، وذلك على غرار مهاجرين مغاربة تم اعتقال ثلاثة مغاربة اثنين منهم يحملون الجنسية الهولندية، واعتقلوا عند محاولتهم دخول منطقة «كيونغا» القريبة من الحدود الكينية الصومالية، قبل أن يتم ترحيلهم نحو هولندا عبر مطار العاصمة البلجيكية بروكسيل. أفراد الخلية المعتقلين والذين كشف بلاغ وزارة الداخلية المغربية أن عددهم وصل إلى 24 فردا اعتقلوا منذ أسابيع، واعتبرت عمليات اعتقالهم بمثابة اختطاف، خاصة أنهم اقتيدوا نحو وجهة مجهولة وقبل أن يتبين أنهم في ضيافة الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالمعاريف بالدارالبيضاء ثم أحيلوا على سجن سلا، والأخطر أن من بينهم أربعة سجناء سابقين كانوا قد أدينوا من أجل تورطهم في قضايا إرهابية وعاودوا الإنخراط ضمن الخلايا الإرهابية. بلاغ وزارة الداخلية يؤكد ما سبق أن أعلنت عنه جهات حقوقية وإعلامية من أن الاعتقالات همت أفرادا ينحدرون بالخصوص من أحياء مدينة الدارالبيضاء خاصة أحياء القريعة ودرب غلف وبنجدية وحي الأسرة وعين الشق باستثناء شخص ينحدر من مدينة برشيد، وأن غالبيتهم من الباعة المتجولين. جمعية «الكرامة» كشفت عن بعض من أسماء المعتقلين واعتبرتهم مختطفين من بينهم «عدنان زخباط» تقول عائلته إنه الذي اختطف قرب مسجد الزهراء ببرشيد يوم الإثنين 29 مارس 2010، و«عبد الرحيم لحجولي» الذي اعتقل بتاريخ 30 مارس المنصرم في محله بجوطية درب غلف بالدارالبيضاء، و(ب. س) البالغ من العمر 29 سنة المختفي يوم 3 أبريل الجاري من شارع محمد السادس وهو الذي قضى سنتين بالسجن بتهمة الإرهاب، وأيضا «يوسف صابر» وهو تاجر بسوق القريعة بالدارالبيضاء، وانقطعت أخباره عن عائلته منذ تاريخ 27 مارس الماضي، وأيضا «فؤاد الرويمي» في ربيعه الثاني وهو ذو مستوى دراسي متوسط ويقطن بحي الرويمي بالعرائش وكان يستعد لعقد قرانه على قريبة له مقيمة بإسبانيا ويمارس أعمالا حرة على متن دراجته، إلى جانب «يونس زارلي» المختفي منذ 12 أبريل الجاري والبالغ من العمر 29 سنة والذي عاش في إيطاليا حوالي عشر سنوات ومستواه الدراسي لا يتعدى الخامسة ابتدائي ويعمل لحاما (سودور). وتمت تبرئته من تهمة الإرهاب وقضى سنتين في السجن بتهمة تزوير وثيقة، إلى جانب أفراد آخرين تتهمهم المصالح الأمنية بالاستحواذ على سلاح ناري (مسدس) وذخيرة استولوا عليهما بعد الهجوم على رجل أمن بالدارالبيضاء والعديد من الأسلحة البيضاء والتهييء للقيام باغتيالات وأعمال تخريبية داخل الوطن، خاصة ضد أجهزة أمنية ومصالح أجنبية. اعتقال أفراد الخلية قد يكون حسب المصدر ذاته بأنه نتيجة تعاون بين استخبارات دولية أوروبية وأمريكية خاصة منها جهاز الإستخبارات الهولندي «أي. أي. في. دي»، الذي سبق أن جمع معلومات حول مغاربة من الإسلاميين الجهاديين سبق أن حاولوا الالتحاق بصفوف القتال المسلح بالصومال، وكان حينها من بينهم حسب النيابة العامة الهولندية شخص سبق أن تم اعتقاله في أذريبجان في شهر نونبر سنة 2005 وذلك حين كان في طريقه إلى العراق، وقد تكون التحقيقات مع المهاجرين بهولندا قادت إلى كشف عدد من المغاربة بأوروبا المكلفين بالدعم اللوجيستيكي والذين يسعون إلى استقطاب شباب مغاربة للالتحاق بصفوف الجماعات الإرهابية بالعراق والصومال والساحل والصحراء. للإشارة فإن مصالح استخبارات العديد من الدول الأوروبية قد طلبت من المغرب والجزائر وغيرها من بلدان الساحل تعزيز التعاون معها لرصد الخلايا السلفية النائمة في أوروبا، وخاصة مساعدتها على تفكيك شفرات رسائل إلكترونية متبادلة بين نشطاء سلفيين توصلت بها مشفرة برموز عربية غير مفهومة، خاصة بعد تفكيك تنظيم إرهابي كان في طور التشكل يتكون من11 مغربيا يرتبطون بالإرهاب الدولي وله صلات مع مجموعات تنشط بمنطقة الساحل والصحراء وروابط وطيدة مع عناصر مجموعة أخرى تنشط على الحدود الجزائرية المالية.