لم تكشف وزارة الداخلية بعد عن أسماء أعضاء الخلية الإرهابية المكونة من خمسة أشخاص، ثلاثة منهم من مغاربة سبتة، ينتمون إلى ما يسمى ب«السلفية الجهادية». رغم مرور خمسة أيام على كشفها اعتقال أفراد الخلية، فإن وزارة الداخلية ما زالت تتحفظ عن نشر هويات الأشخاص الذين تم القبض عليهم، فيما تفيد مصادر أخرى بأنه من المرجح أن يكون بينهم شاب من مدينة سبتة يدعى «ميلود العياشي» سبق للجريدة أن أوردت، في عدد سابق، أنه يخضع للتحقيق في معتقل تمارة للاشتباه في علاقته بأحد المبحوث عنهم من طرف المغرب لعلاقتهم بالإرهاب. ووفق مصادر متطابقة، فإن جهاز «الديستي» مازال يحقق معه منذ اعتقاله يوم 20 ماي الماضي، في معبر باب سبتة الحدودي أثناء محاولته مغادرة المغرب في اتجاه سبتة بسيارة أثبتت التحقيقات أن وثائقها مزورة وأن ملكيتها تعود إلى مبحوث عنه في ملف إرهابي يدعى رشيد حسين، معروف في سبتةبرشيد الوهابي، يرأس «جمعية ابن رشد». وكان المعتقل ميلود العياشي، الحامل للبطاقة الوطنية الإسبانية رقم:Z-4510303، وهو من مغاربة سبتة، قد غادر سجن «روساليس» سنة 2008، بعد قضائه عقوبة سجنية هناك. وكشفت نفس المصادر أن مديرية المحافظة على التراب الوطني «الديستي» كانت تبحث عن الحسين بعد تفكيك شبكة يشتبه في كونها على علاقة بجماعة إرهابية، حيث تم اعتقال ثلاثة أشخاص بمدينتي أكادير والراشيدية قبل حوالي شهر، تبين فيما بعد أن لهم ارتباطات بجماعة في سبتة من بين عناصرها المسؤول عن مركز «ابن رشد». ونقلا عن مصادر أمنية، فإن الخلية يتزعمها شخص يلقب ب«أبو ياسين»، يبلغ من العمر 34 عاما، مقيم بمدينة سبتة، حيث مازالت عائلته الصغيرة تعيش هناك. وأضاف المصدر أن تفكيك هذه الخلية مكن من حجز ثلاث سيارات ووثائق، إضافة إلى أشرطة سمعية تحث على «الجهاد وتبيح العمليات الانتحارية وقتل الرهائن الذين يسقطون في يد تنظيم (القاعدة)». وأضاف المصدر أن التحقيقات في القضية، التي سيتم تقديم أفرادها إلى العدالة قريبا، أظهرت كذلك أن عناصرها ذات صلة بمغاربة أفغان وبتنظيم إرهابي في السويد. وفي هذا السياق، أفاد مصدر أمني رفيع المستوى أن التحقيقات قد تكشف ارتباط خلية سبتة بعثمان الخمليشي البالغ من العمر 24 سنة.. هذا الأخير الذي كان قد لاذ بالفرار إلى منزل أخيه بسبتة، ليلة 25 دجنبر 2007، حيث هرب من سطح شقة بحي سفير بتطوان بعد مداهمة عناصر مكافحة الإرهاب لمنزل عائلته إثر عملية خاصة أسفرت عن تفكيك شبكة إرهابية أطلق عليها اسم «خلية تطوان»، والتي كان يتزعمها -على حد قول المسؤول الأمني- مغربي يدعى أحمد الصوفري، وهو سويدي من أصل مغربي ومتزوج من سويدية، كان قد اعتقل ليلة 25 دجنبر 2007، قبل أن يتم الحكم عليه بعشر سنوات سجنا. من جهتهم، ينفي مقربون من المعتقل ميلود العياشي علاقته بأي تنظيم إرهابي، بينما تؤكد التحقيقات الأمنية المغربية أن أفراد الخلية كانوا يهربون المخدرات إلى إسبانيا ويزورون وثائق السيارات قبل أن يعمدوا إلى بيعها في المغرب، حيث أسفر تفكيك الخلية عن حجز ثلاث سيارات مرقمة في سبتة ووثائق وأقراص محرضة على الجهاد وأخرى تبارك العمليات الانتحارية لتنظيم القاعدة وقتل الرهائن. وأثبتت التحقيقات، إلى حد الآن، أن الخلية الجديدة، التي لها ارتباطات بسبتة، كانت تستعد لتنفيذ تفجيرات بواسطة سيارات مفخخة وأنها تلقت التدريبات في معسكرات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. إن لجوء عدد من المتطرفين الإسلاميين إلى مدينة سبتة أصبح يثير تساؤلات عديدة لدى المصالح الاستخباراتية المغربية، كما أن المخابرات الوطنية الإسبانية أثبتت عجزها عن كشفهم، رغم تنسيقها مع رجالها المتمركزين في القنصلية الإسبانية بتطوان والذين أشعرتهم إدارتهم المركزية بإنهاء مهمتهم ومغادرة المغرب إلى مدريدوسبتة، أياما بعد توصلها بخبر تفكيك المغرب للخلية الإرهابية. مصادر إسبانية أخرى أكدت ل«المساء» أن المخابرات الوطنية الإسبانية أصبحت تحس بفشل كبير لعددٍ من عناصرها، حيث طردت كوبا كذلك عملاء لها هذا الأسبوع بعد تورطهم في القيام بأعمال تتنافى مع مهامهم، وقبلهم تم طرد عناصر استخباراتية أخرى من طرف تونس للأسباب ذاتها.