قال عبد الله أهرام الملقب ب«أبي ياسين» إن اعتقاله وتضخيم ملفه له علاقة بالسياسة. وأوضح الرجل، الذي تشتبه فيه السلطات الأمنية المغربية بكونه زعيم «خلية سبتة» التي تم تفكيكها الأسبوع الماضي، أن علاقته بزعيم خلية أنصار المهدي، التي تم تفكيكها سنة 2006، تنحصر في لجوئه إليه طلبا للاستشفاء، ودار الحديث بينهما حول قضايا السحر والمس، وأضاف «كنت حينها حديث عهد بالالتزام الديني، كنت ملتحيا وأرتدي قميصا فضفاضا، وتم اعتقالنا والغريب هو أن رجال المخابرات أنفسهم أكدوا لي علمهم بعدم وجود أية علاقة لي بذلك الملف، ليتم الحكم علي بسنتين حبسا». بعد مغادرة السجن توجه «أبي ياسين» إلى تطوان، ومنها إلى إسبانيا حيث تم اعتقاله في مالقة للتحقيق معه من طرف المخابرات الإسبانية حول علاقاته في السويد وحول علاقته بملف الخطاب. اعتقال المخابرات المغربية ل»أبو ياسين» يعود إلى يوم 6 ماي الماضي بعد أسبوع على عودته رفقة إخوته إلى المغرب قادمين من طريفة الإسبانية إلى ميناء طنجة، إذ يؤكد أن الاعتقال تم في تركيست، مضيفا أن «أول سؤال وجهه إلي أحدهم كان حول مكان وجود وصيتي، كانوا يعتقدون أننا بحكم تواجدنا في منطقة تركيست فإننا كنا نعتزم التوجه إلى معاقل تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» بالجزائر. ليتم اقتيادنا إلى معتقل تمارة السري الذي قضينا فيه 34 يوما معصوبي الأعين، و12 يوما في مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالمعاريف». في معتقل تمارة تم التحقيق مع «أبي ياسين» حول ماضيه في أوربا، وفي السويد تحديدا. «انطلقوا في استنطاقي بسؤال عن أشخاص لا تربطني بهم سوى علاقة جد عادية، أشخاص تعرفت عليهم هناك لمدة ثلاثة أشهر، حيث كنت قد تقدمت بطلب لتسوية وضعيتي لكن تم رفضه» يستعرض «أبو ياسين» في حديثه مع «المساء»، مشيرا إلى أن «ما يقال حول خلية سبتة هو محض افتراء، فالمخابرات المغربية استجوبتني فقط حول معرفتي ببعض الأشخاص في السويد وآخرين كنت معهم في سبتة، وهم أشخاص كانت تربطني علاقة سطحية بحي البرينسيبي بسبتة». وحول علاقته بعثمان الخمليشي، الذي كان هرب من سطح شقة بتطوان بعد مداهمة عناصر مكافحة الإرهاب لمنزل عائلته، ذكر «أبو ياسين» أنه التقاه مرة أو مرتين في مسجد استوكهولم بالسويد، «لا تربطني بهم أية علاقة وطيدة». وبخصوص ميلود العياشي، وهو أيضا من سبتة وتم اعتقاله يوم 20 ماي الماضي، نفى «أبو ياسين»، معرفته به، «لم أره في حياتي، بينما يقول ميلود في محضر الاستنطاق إنه رآني مرتين في حي البرينسيبي»، أما حول إقحام اسم ميلود في الملف فيعود، حسب «أبو ياسين»، «لضبطه بسيارة في باب سبتة، تعود ملكيتها لأحد أصدقائه المبحوث عنهم». والدليل على عدم نيته في استعمالها في أي تفجير هو عودته فور إصلاحها لدى أحد الميكانيكيين بتطوان إلى سبتة» يوضح «أبو ياسين». ووفق ما علمته «المساء» فإن ميلود العياشي قضى عقوبة سجنية في سجن روساليس بسبتة سنة 2008 بعدما صدم بسيارته وهو في حالة سكر رجل أمن للمرور، وفق ما هو مثبت في محاضر الأمن بالمدينة، حيث قضت عليه المحكمة بغرامة قدرها 2800 أورو، وهو ما يزال موضوع بحث واعتقال من طرف الشرطة الإسبانية لعدم أدائه الغرامة المالية». من جهتها اعتقلت عناصر الحرس المدني الإسباني، الأربعاء الأخير، خمسة مغاربيين، من بينهم مغاربة، يشتبه في انتمائهم إلى «خلية سبتة» الإرهابية المفترضة، المفككة أخيرا، بالمغرب. يوجد من بينهم (محمد. خ) الذي يعتقد أنه زعيم الشبكة، الذي كشف، حسب المصادر ذاتها، عن هويات أفرادها بناء على التحقيقات التي أجريت مع الخمسة الموقوفين في المغرب من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. ووفق تحريات الحرس المدني الإسباني فإن «الخلية» خططت لاعتداءات إرهابية بواسطة سيارات مفخخة ضد منشآت سياحية، وأخرى عمومية في شمال المغرب. وأكدت مصادر من وزارة الداخلية الإسبانية، أن أعضاء هذه الخلية كانوا يتعاطون تهريب المخدرات، وأنشطة أخرى غير شرعية قصد تمويل خلية إرهابية، كانت تعتزم تنفيذ اعتداءات في المغرب، مشيرة إلى أن الموقوفين يمتلكون محلات تجارية بالجزيرة الخضراء، منها محل للجزارة وآخر لبيع الحلويات. مضيفة أن عمليات التفتيش قادت إلى حجز عدة وثائق ومبالغ مالية وسيارات فاخرة.