ذكرت مصادر أمنية أن أعضاء الخلية التي جرى تفكيكها واعتقال أعضائها في الأيام الأخيرة ، كانوا يخططون لتفجير عدد من المواقع السياحية والمقرات الدبلوماسية في شمال المغرب، عن طريق سيارات مفخخة ، وفق نفس الأسلوب الذي ينهجه «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي » المستقر في الجزائر، مضيفة أنه في هذا الإطار ، سبق للمعتقلين أن تلقوا تدريبات على يد أعضاء هذا التنظيم في «الجار الشرقي» . وكانت السلطات المغربية أعلنت رسميا ، الجمعة الماضية، عن تفكيك هذه الخلية واعتقال عناصرها الخمسة، عند نقطة الحدود الوهمية مع مدينة سبتةالمحتلة ، موضحة أن المعتقلين من أصل مغربي كانوا مستقرين في سبتة ، بينهم ثلاثة يحملون أيضا الجنسية الإسبانية . وبالاضافة إلى الخمسة الذين جرى اعتقالهم، أضافت المصادر الأمنية المغربية أنه تم «حجز ثلاث سيارات مرقمة بسبتةالمحتلة، بالاضافة الى كمية هامة من الوثائق والوسائط السمعية ذات الطابع الاسلامي المتشدد التي تحض على الجهاد وتبيح العمليات الانتحارية وقتل الرهائن الذين يسقطون في يد تنظيم القاعدة». وقد كشفت السلطات المغربية عن زعيم هذه الخلية ، ويتعلق الأمر بشخص من مواليد تطوان سنة 1975، ويلقب ب «أبو ياسين» سبق أن اعتقل ضمن ملف خلية أنصار المهدي سنة 2006 ، حيث حكم عليه بسنتين. ويتضح من خلال المعطيات المتوفرة ، أن «أبو ياسين» بعد الإفراج عنه السنة الماضية، انتقل إلى سبتةالمحتلة حيث عمل على تكوين هذه الخلية مستندا إلى تجربته السابقة «كناشط إسلامي متمرس ومهرب سابق للمخدرات في اسبانيا». وقد عمدت الخلية ، في إطار تمويل أنشطتها ، إلى ممارسة التهريب بمختلف أشكاله ، استنادا إلى مبدأ «الاستحلال» الذي يبيح ، وفق فتاوى لبعض أمراء الدم، اللجوء إلى الجريمة المنظمة لتمويل العمليات الإرهابية ، كما ذكرت المصادر الرسمية، أن المعتقلين ، ربطوا «علاقات تجارية بالمغرب مع الارهابي الفرنسي روبير ريتشار انطوان بيير الملقب بأبي عبد الرحمان» المحكوم عليه بالسجن المؤبد لتورطه في تفجيرات الدارالبيضاء سنة 2003، وعن طريق زعيمها « أبو ياسين» نسجت الخلية أيضا علاقات مع تنظيمات إرهابية في السويد وبمغاربة أفغان. وباسثتناء زعيم الخلية ، لم تفصح السلطات المغربية عن هوية المعتقلين الآخرين ، غير أن مصادر إسبانية أشارت إلى أنه من المرجح أن يكون بينهم حميدو محمد وميلود العياشي، وهما معا كانا مقيمين في سبتةالمحتلة ويتوفران على أوراق إقامة قانونية بإسبانيا، مضيفة أن العياشي اعتقل بنقطة الحدود الوهمية منذ مدة عندما كان يقود سيارة مسروقة، وأن أفراد عائلته المقيمين في المدينة المغربية المحتلة ، لا يعرفون مصيره منذ ذلك الحين. وشددت مصادر إسبانية مطلعة ، على أن تفكيك هذه الخلية جاء ثمرة للتعاون الأمني القائم بين الرباط ومدريد، والذي تعزز بعد تفجيرات الدار البيضاء والعاصمة الإسبانية، مضيفة أن السلطات الإسبانية كانت تراقب تحركات أفراد هذه الخلية وتخطر بشكل مستمر نظيرتها المغربية ، التي كانت بدورها تتوجس من نوايا العديد من المشتبه فيهم والذين تمكنوا بطرق مختلفة من دخول سبتةالمحتلة والاختفاء هناك بعيدا عن الأنظار، وهو ما جعل السلطات المغربية، حسب مصدر تابع لجهاز المخابرات الإسباني، تنبه نظيرتها الإسبانية، إلى التراخي الذي يتم التعامل به مع هؤلاء في سبتةالمحتلة، وتوجسها من أن تصبح المدينة المغربية المحتلة ، نقطة انطلاق للجماعات الإرهابية لتنفيذ عملياتها ضد المصالح المغربية خصوصا في الشمال . ويوجد المعتقلون الخمسة حاليا، رهن الاعتقال بسجن القنيطرة، حيث يجري التحقيق معهم، في انتظار تقديمهم للعدالة، لتبقى صفحة الاعتقالات والمحاكمات ذات الطابع الإرهابي مفتوحة ومرشحة لكل الاحتمالات في مغرب ما بعد 16 ماي 2003 .