فاجأ عمر البحراوي، العمدة السابق لمدينة الرباط، المستشارين الحاضرين في دورة مجلس المدينة لشهر أبريل، التي انعقدت صبيحة أمس، حينما دخل القاعة، لأول مرة بعد غياب دام عامين كاملين، قاطع خلالهما جميع أشغال المجلس، الذي يقوده الاتحادي فتح الله ولعلو. وقد أثارت عودة البحراوي عدة تساؤلات بين المستشارين الذين تكهَّن بعضهم باحتمال وقوع مفاجآت خلال الفترة المقبلة، كمحاولة الضغط على ولعلو وتفكيك التحالف الذي يربطه بأحزاب أخرى، خاصة حزب «العدالة والتنمية»، أو إعادة خلط الأوراق وترتيب تحالفات جديدة على مستوى مجلس العاصمة، خاصة أن الحركة الشعبية أصبحت هي القوة العددية الأولى في المجلس، إلى جانب حليفها حزب «الأصالة والمعاصرة». ولم تستبعد بعض المصادر إعادة إحياء السيناريو السابق حول إبعاد حزب «العدالة والتنمية» عن التسيير في المجلس، والذي كان مطلبا ملحّا لحزبَي العنصر وبيد الله خلال مفاوضاتهما مع ولعلو خلال الأشهر الماضية. وكان عمر البحراوي قد اختفى عن الأنظار منذ هزيمته أمام فتح الله ولعلو في سباق رئاسة مجلس مدينة الرباط، وفضّل التوجه إلى كندا، رفقة عائلته للاستقرار هناك، ولم يعد يحضر اجتماعات المجلس. وعرفت الدورة الحالية مناقشة الملف الشائك، المتعلق بالنقل الحضري، بعد رحيل شركة «ستاريو»، حيث ناقش الحاضرون قرار إنشاء شركة التنمية المحلية لتعويض شركة «ستاريو» في تدبير ملف النقل في العاصمة وضواحيها في مدة شهرين، يتم بعدها فتح طلب عروض لاختيار شركة جديدة للإشراف على القطاع. كما كان ضمن جدول أعمال الدورة موضوع إضراب سكان دوار «الكورة» ودراسة دفتر التحملات الخاص بمجال الإشهار ودفتر التحملات الخاص بالمراحيض العمومية وتسمية الشوارع والأزقة في مدينة الرباط ووضعية دور الصفيح في المدينة وإبرام اتفاقية شراكة مع وكالة تهيئة وادي أبي رقراق بخصوص نزع ملكية بعض الأراضي. وقد عرف انطلاق الدورة احتجاج مجموعة من الأطر والموظفين، الذين رفعوا شعارات يطالبون فيها بتسويتهم مع باقي الموظفين الذين يستفيدون من علاقات القرب التي تجمعهم ببعض المستشارين، بسبب الحسابات السياسية، حيث استنكروا التمييز الذي يطالهم.