لم تستبعد النقابة الوطنية للصحافة المغربية متابعة محمد ركراكة، الكاتب العام الملحق بولاية الرباط، لكونه فاه بكلمات اعتبرت «مهينة» في حق مجموعة من الصحافيين، خاصة العاملين بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة الرسمية، مساء أول أمس، أثناء انتخاب عمدة الرباط. وقال محمد سراج الضو، الأمين العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية ل«المساء» إن النقابة قررت رفع دعوى قضائية، ضد ركراكة إذا رغب الصحافيون المعنيون بأمر الإهانة التي تعرضوا لها اللجوء إلى هذه المسطرة القانونية، مشيرا إلى أن نقابة الصحافيين أصدرت بيانا نددت من خلاله باستمرار مثل تلك السلوكات الحاطة بكرامة الإنسان. كما ساندت العريضة التي وقعها الصحافيون الذين حضروا لتغطية حدث انتخاب عمدة الرباط، لكنهم منعوا بدون وجه حق، بدعوى تنفيذ تعليمات. إلى ذلك، حصلت «المساء» على بعض تفاصيل انتخاب العمدة الجديد للرباط. وقالت مصادر متطابقة إنه بعد تسمية عبد السلام برقية، من حزب الاستقلال، العضو الأكبر سنا، لرئاسة جلسة انتخاب العمدة، اصطدم أعضاء مجلس مدينة الرباط بإشكالية تخص كيفية كتابة اسم المتنافسين الاثنين، فتح الله ولعلو، وعمر البحراوي، متسائلين إن كان سيتم الاكتفاء بذكر الاسم العائلي أو الشخصي، أو ستترك حرية التصرف للأعضاء الناخبين. وأوضحت نفس المصادر انقسام الأعضاء إلى فريقين، الأول ضم عبد العالي حامي الدين، وعبد المنعم المدني ،من حزب العدالة والتنمية، وإدريس لشكر، من حزب الاتحاد الاشتراكي، والثاني ضم حكيم بن شماش، وعبد الفتاح زهراش، من حزب الأصالة والمعاصرة، مشيرة إلى أن الفريق الأول شدد على ضرورة توضيح أمر كتابة اسم المرشح، تجنبا للتأويلات أثناء فرز الأصوات، فيما أكد الفريق الثاني على ترك المجال واسعا لكتابة اسم المتنافسين بالطريقة التي تعجب العضو الناخب. وبعد أخذ ورد توصل أعضاء مجلس مدينة الرباط إلى صيغة موحدة تفيد الاكتفاء بكتابة إما اسم «ولعلو» أو «البحراوي» وانطلقت عملية التصويت السري بشكل عادي، حيث منى كل فريق النفس للفوز بعمودية الرباط. وأكدت نفس المصادر أن تحالف ولعلو، وتحالف البحراوي، عاشا لحظة عصيبة، كتمت أنفاس الفريقين، أثناء فرز الأصوات، إذ انتظر الفريق الأول بترقب شديد صوتا واحدا لإعلان ولعلو فائزا بعد حصوله على 43 صوتا، وحصول البحراوي على 27 صوتا، لكن لم تجر الأمور بما تشتهيه سفينة أنصار ولعلو، إلى درجة أن بعضهم اعتقد أن ما تبقى من أظرفة ستعلن اسم البحراوي، حيث توالى ذكر اسمه بشكل مسترسل إلى غاية رقم 36 ، أي ما يقارب تسعة أصوات إضافية للبحراوي. وبعد دقائق مشوبة بالحذر، تم ذكر ولعلو، وهلل أنصاره، داخل قاعة الجلسات، فانشرحت أساريرهم، فتأكد الجميع من حسم الموقف لفائدة ولعلو، وتم إعلان النتيجة النهائية المعروفة: 47 لفائدة ولعلو و39 لفائدة البحراوي. وحسب المعطيات المتوفرة صوتت لفائدة ولعلو أحزاب العدالة والتنمية ب19 صوتا، والاستقلال ب9 أصوات، والاتحاد الاشتراكي ب6 أصوات، والتجمع الوطني للأحرار ب6 أصوات، من أصل 7 بعد تغيير عضو واحد لموقفه، ومجموعة الجماني المستقلة المشكلة من 6 أعضاء، إضافة إلى صوت واحد مثهل حزب التقدم والاشتراكية، فيما حصل البحراوي على أصوات حزبه الحركة الشعبية 19 ، والأصالة والمعاصرة، 13 من أصل 19 المصوتة، بعد انسحاب مجموعة الجماني، والإصلاح والتنمية 2 وجبهة القوى الديمقراطية2 ، والحزب الاشتراكي واحد، والحزب المغربي الليبرالي واحد، ومستقل واحد كان في السابق منتميا إلى حزب التجمع الوطني للأحرار. وانتخب مجلس المدينة نواب رئيس مجلس المدينة، وهم على التوالي، الحسن الشرقاوي، عن حزب الاستقلال، وعبد المنعم المدني، عن حزب العدالة والتنمية، وإبراهيم الجماني، مستقل، والحسين كرومي عن التجمع الوطني للأحرار، ومحمد رضى بنخلدون عن العدالة والتنمية، ورقية الداودي عن حزب الاستقلال، ولحسن بنعدي، مستقل، ورشيد الساسي عن التجمع الوطني للأحرار، وعبد السلام بلاجي عن حزب العدالة والتنمية، وإدريس لشكر عن حزب الاتحاد الاشتراكي. وقال عمر البحراوي ل«المساء» إن ما جرى مساء أول من أمس، يعد «مهزلة»، لكون أقلية حكمت العاصمة الرباط، مشيرا إلى أن حزبه احتل مرتبة مشرفة وله 19 عضوا في مجلس المدينة، في حين توفر حزب الاتحاد الاشتراكي فقط على 6 أعضاء.