في لحظة فارقة من التاريخ السياسي الأمريكي، بعد انتخابات 2020 التي شهدت فوز جو بايدن، اندلعت موجة من التغيرات السياسية التي دفعت العديد من المقربين من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى التراجع عنه. بل وتوجه البعض منهم للسخرية منه علنًا، ومنهم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي لم يفوت فرصة الاستهزاء بترامب بعد فترة طويلة من التوتر بينهما. لكن وسط هذا المناخ السياسي المتقلب، برز موقف استثنائي من ملك المغرب، محمد السادس، الذي كان الوحيد من بين القادة العالميين الذي قرر تكريم ترامب بطريقة خاصة وغير متوقعة. في يوم واحد قبل مغادرته البيت الأبيض، منح الملك محمد السادس الرئيس الأمريكي السابق أرفع وسام في المغرب، في خطوة لم يكن أحد يتوقعها في ظل الانقلاب الذي شهده ترامب من قبل حلفائه. هذه اللفتة الدبلوماسية المميزة كانت بمثابة اعتراف خاص بمواقف ترامب تجاه المغرب، لا سيما موقفه التاريخي في دعم سيادة المملكة المغربية على الصحراء. ففي وقت كانت فيه الإدارة الأمريكية تغادر البيت الأبيض، وكان ترامب يواجه تحديات داخلية ودولية، قرر ملك المغرب أن يكون الصوت الوحيد الذي يرفع شعار الوفاء ويكرم الرئيس المنتهية ولايته. من خلال هذا التصرف، قدّم ملك المغرب رسالة واضحة للعالم مفادها أن العلاقات الدولية لا تقتصر فقط على حسابات المصالح الضيقة، بل يمكن أن تكون قائمة أيضًا على التقدير المتبادل والوفاء بالوعود. في حين كان العالم يبتعد عن ترامب، كانت المملكة المغربية تقدّر المواقف التي اتخذتها إدارة ترامب، مما يعكس دبلوماسية مرنة في التعامل مع التحولات السياسية.