توصلت «المساء» من مصادر أمنية بالمعطيات الشاملة عن الوثيقة الدبلوماسية المغربية التي رفض سفير إسبانيا في الرباط، لويس بلاناس، منذ أسبوع، تسلمها لكونها وصفت مدينة سبتة، لأول مرة، ب«الثغر». ووفق مصادرنا، فإن الأمر كان يتعلق باعتقال المصالح الأمنية المغربية لشاب من مدينة ويلفا الإسبانية، كان قد ظهر قبل أيام في شاطئ مدينة العرائش، حيث أعلن حينها أنه نجا من حادث غرق في عرض البحر دون أن يكشف ملابساته وظروفه. بعدها، منحته المصالح القنصلية الإسبانية وثيقة رسمية بهدف تمكينه من عبور باب سبتة للعودة إلى مدينته، مع مبلغ مالي بسيط لتغطية مصاريف السفر من سبتة إلى الجزيرة الخضراء ثم إلى غاية مدينة ويلفا. إلا أنه، تضيف مصادرنا، عاد مجددا إلى مدينة الفنيدق، لكنه لم يدخل مدينة سبتة قانونيا عبر المعبر الحدودي «باب سبتة»، رغم توفره على وثيقة رسمية تسمح له بذلك، بل قرر الدخول إليها بطريقة غير شرعية سباحة من الساحل المغربي، وهو ما أثار انتباه السلطات المغربية التي ألقت عليه القبض. وكشفت مصادرنا الخاصة تضاربا كبيرا في أقوال الإسباني المعتقل، الأمر الذي جعل السلطات الدبلوماسية المغربية توجه مذكرة إخبارية باعتقاله إلى سفارة إسبانيا في الرباط، كما هو معمول به دائما في مثل هذه الحالات. مصادر خاصة أخرى كشفت ل«المساء» أن ظهور الإسباني في شاطئ مدينة العرائش كان ليلة السابع من شهر ماي الماضي، حيث تم العثور على زورقين مطاطيين من النوع الذي يستعمل لشحن المخدرات ونقلها من السواحل الشمالية إلى إسبانيا. وبعد تحريات «المساء» في هذا الحادث الغريب، تبين لها أن الأمر يتعلق بشخص إسباني له سوابق قضائية في تهريب المخدرات دوليا، حيث تمت محاكمته في إسبانيا سابقا، بسبب محاولته تهريب ونقل 900 كيلوغرام من المخدرات من المغرب إلى إسبانيا. وكان السفير الإسباني المعتمد في الرباط، لويس بلاناس بوتشاديس، قد تحادث في هذا الخصوص مع موظف سام في وزارة الخارجية المغربية وعبر له عن احتجاجه على ما جاء في الوثيقة من وصف مدينة سبتة ب»الثغر». وأرجعت التمثيلية الديبلوماسية الإسبانية في المغرب الوثيقة إلى وزارة الخارجية المغربية، مشيرة إلى أن المغرب اعتاد دائما في وسائل إعلامه على تسمية سبتة ومليلية بالمدينتين المحتلتين، إلا أنه لم يكن يستعملها في الوثائق الرسمية. وقد جاء رد فعل التمثيلية الدبلوماسية الإسبانية في وقت تزامنت فيه عدة أحداث ساهمت في بروز موضوع المدينتين المحتلتين إلى الواجهة.