ذكرت وسائل إعلام إسبانية أن سفير إسبانيا بالرباط لويس بلاناس رفض الجمعة الماضي وثيقة دبلوماسية مغربية تتعلق باعتقال مواطن إسباني، وتشير إلى سبتةالمحتلة بعبارة «الثغر» وذكرت صحيفة أ ب س الإسبانية المقربة من اليمين الإسباني وتناقلتها الصحف المحلية لكل من سبتة ومليلية المحتلتين أن بلاناس تحادث في هذا الخصوص مع موظف سامي بوزارة الخارجية المغربية وعبر له عن احتجاجه على ما جاء في الوثيقة. وقالت صحف محلية من مليلية المحتلة إن التمثيلية الإسبانية بالمغرب أرجعت الوثيقة إلى وزارة الخارجية المغربية مشيرة إلى أن المغرب اعتاد دائما في وسائل إعلامه على تسمية سبتة ومليلية المحتلتين إلا أنه لم يكن يستعملها في الوثائق الرسمية. وقد جاء رد فعل التمثيلية الدبلوماسية الإسبانية في وقت تزامنت فيه عدة أحداث ساهمت في بروز موضوع المدينتين المحتلتين إلى الواجهة. ويرجع أول حادث إلى الشهر المنصرم عندما علقت الجمارك المغربية إعلانا مكتوبا بباب بني أنصار تتوجه فيه إلى سكان مدينة مليلية وتضمن الإعلان عبارة السليبة وهو ما دفع سلطات الاحتلال بالمدينة إلى طلب الاحتجاج من الحكومة المركزية الإسبانية على الحكومة المغربية. ولم يتأخر رد فعل بعض الأوساط الإسبانية الرسمية أيضا عقب ما جاء في التصريح الحكومي الذي قدمه الوزير الأول عباس الفاسي أمام مجلس النواب والمستشارين والذي دعا فيه رسميا إلى ضرورة فتح مفاوضات مع إسبانيا والتوجه إلى المستقبل من أجل إنهاء الاحتلال الإسباني لمدينتي سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما. ولم تتأخر الحكومة الإسبانية حيث ردت نائبة رئيس الحكومة الإسبانية السيدة ذي لافيغا على تصريح الوزير الأول قائلة إن إسبانيا اعتادت على هذا النوع من الخطاب من الجانب المغربي. هذا في الوقت الذي صرح فيه وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس أن هذا لا يمكن أن يشكل عائقا أمام استمرار العلاقات الثنائية بين البلدين. ويبقى موضوع سبتة ومليلية المحتلتين نقطة خلاف جوهرية في العلاقات بين البلدين. وقد أخذ طابعا حادا إبان حادث جزيرة ليلى ثم أثناء الزيارة التي قام بها ملك إسبانيا خوان كارلوس إلى المدينتين المحتلتين منذ سنتين مما أثار أزمة دبلوماسية بين البلدين عقب استدعاء المغرب لسفيره بمدريد والذي لم يعد إلا بعد مجهودات مكثفة قام بها موراتينوس انتهت بعودة السفير المغربي إلى مدريد واتفاق البلدين على تجنب مايمكن أن يثير مشاعر الشعبين المغربي والإسباني. ويبدو أن الحادث الدبلوماسي الأخير لا يمكن أن يكون عائقا أمام استمرار العلاقات بين البلدين التي يفرضها الجوار الجغرافي وأيضا استمرار احتلال إسبانيا للثغرين المغربيين سيظل دائما مشكلا عالقا إلى حين أن يتوصل البلدان إلى حله بالطرق الدبلوماسية بعيدا عن التشنج لأن المغرب في آخر المطاف لا يمكنه التنازل عن هذا المطلب كما أن إسبانيا لا يمكن أن تستمر في تجاهل حقوق المغرب.