مازالت قضية سبتة ومليلية المحتلتين تغذي الاحتقان الموجود حاليا بين الرباطومدريد. كان آخر ذلك رفض السلطات الإسبانية مؤخرا مذكرة ديبلوماسية وجهتها إليها السلطات المغربية، وفيها تستعمل هذه الأخيرة كلمة ثغر من أجل الحديث عن سبتةالمحتلة. وقد ثارت ثائرة السلطات الإسبانية لاستعمال المغرب هذه الكلمة في مراسلة ديبلوماسية بعث بها إلى السفارة الإسبانية الأسبوع الماضي (يوم الجمعة 21 ماي 2010). وفي هذه المراسلة، تخبر السلطات المغربية نظيرتها الإسبانية بكونها اعتقلت مواطنا إسبانيا كان يحاول الدخول إلى سبتة سباحة. وقالت صحيفة «أ.ب.س» الإسبانية، على موقعها على شبكة الأنترنيت، صباح أمس الخميس، إن «المغرب يستعمل كلمة الثغرين بالنسبة إلى سبتة ومليلية من أجل التأكيد على أنهما محتلتان، وأنه لا يعترف بالسيادة الإسبانية عليهما». وقالت الصحيفة إن لفظة «الثغر» تستعملها السلطات المغربية من أجل المطالبة باسترجاع سبتة ومليلية المحتلتين، ولكنها لا تستعملها في المراسلات الديبلوماسية بين البلدين. وأضاف المصدر ذاته أن السفير الإسباني، لويس بلاناس، نفسه تحدث إلى مسؤول كبير في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون من أجل التعبير عن احتجاج بلاده، فيما اكتفى المسؤول في الخارجية المغربية، الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، بتلقي كلام السفير. ويفهم من كلام الصحيفة أن المسؤول المغربي لم يعلق على كلام السفير الإسباني واكتفى بنقله إلى الجهات العليا. واكتفى مسؤولو وزارة الشؤون الخارجية بإغلاق هواتفهم المحمولة بمجرد سماعهم للموضوع، وهو ما يعني أنهم يرفضون التعليق على الخبر أو إعطاء وجهة نظر السلطات المغربية في هذا الأمر. فقد اتصلت «المساء» صباح أمس بمسؤول كبير كان بالمطار في انتظار أن يطير إلى إحدى البلدان العربية، وعندما علم بموضوع المكالمة طلب مهلة دقيقتين بمبرر اجتياز الحاجز الجمركي، وعندما عاودت «المساء» الاتصال به وجدتْ هاتفه مغلقا. ويذكر أن التصريح الحكومي الذي تقدم به الوزير الأول عباس الفاسي أمام غرفتي البرلمان، يوم الاثنين 17 ماي الجاري، وعبر فيه عن تشبث المغرب باسترجاع المدينتين المحتلتين والجزر الأخرى، وطلب فتح حوار مع مدريد من أجل إنهاء احتلالهما الذي عمر قرونا، كان بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس، إذ تعالت الأصوات داخل إسبانيا منددة بهذا التصريح بالرغم من أن الإسبان يعرفون مسبقا أن ما ورد على لسان الوزير الأول عباس هو الموقف الرسمي الدائم للمغرب بشأن هاتين المدينتين. وانتقدت النائبة الأولى لرئيس الحكومة الإسبانية، ماريا تيريز فيرنانديز دي لافيغا، تصريح عباس الفاسي، وقالت، يوم الثلاثاء 18 ماي الجاري، إن «سيادة وإسبانية سبتة ومليلية ليستا محل نقاش، بأي حال من الأحوال. والمغرب يعرف هذا الموقف». وفضلا عن تصريح عباس الفاسي أمام البرلمان، فإن إسبانيا احتجت أيضا، في شهر أبريل الماضي، على لافتة علقت قبالة معبر بني أنصار في مليلية، كتبت عليها عبارة «مليلية، المدينةالمحتلة». وتمت إزالة اللافتة بعد احتجاج السلطات الإسبانية.