أعلنت الحكومة المحلية في مدينة سبتة المغربية المحتلة أنها ستشرع في فرض البطاقة الممغنطة على المغاربة الذين يرغبون في دخول المدينة، في إطار تشديد المراقبة على الحدود مع المغرب. وقال القنصل العام الإسباني في طنجة، قبل أن ينتقل إلى سويسرا لشغل المنصب نفسه، إن مدينة سبتةالمحتلة التي يقيم فيها حوالي 80 ألفا من السكان تستقبل يوميا ما بين 30 إلى 40 ألفا من الزوار المغاربة مما يجعل مهمة التحكم في هذا التدفق البشري مستحيلا، حسب قوله. ويمكن هذا النظام الجديد من مراقبة الداخلين والخارجين من المغاربة في المنطقة الحدودية بني انصار، وتجار البضائع والمهربين الذي يجتازون الحدود بشكل يومي. وقد دأبت الحكومات المحلية الإسبانية في كل من سبتة ومليلية المحتلتين على اللجوء إلى فرض البطائق الممغنطة بين الحين والآخر بهدف التحكم في تدفق الزوار المغاربة. غير أن تفجيرات محطة القطارات في مدريد في 11 مارس الماضي جعلت السلطات المحلية الإسبانية في المدينتين تفكران في تشديد المراقبة على المغاربة سواء القاطنين أو الزائرين بدعوى التخوف من تسرب المتطرفين إلى التراب الإسباني عبر المدينتين المحتلتين. وكانت جريدة إيل باييس الإسبانية قد ذكرت في الأسبوع الماضي أن السلطات المحلية الإسبانية في سبتةالمحتلة قد رفعت عام 2000 تقريرا إلى الحكومة المركزية بمدريد يشير إلى احتمال تسلل متشددين إسلاميين من أتباع تنظيم القاعدة لأسامة بن لادن إلى إسبانيا. من جانب آخر، صرح الوزير الأول إدريس جطو أول أمس السبت أن المغرب سيعود إلى طرح قضيتية سبتية ومليلية المحتلتين لكنفي إطار حسن التفاهم الموجود حاليا بين المغرب وإسبانيا، مضيفا بأن المغرب لن يطرح المسألة مع مدريد في مناخ من العداء بل كجارين متفاهمين. وقال جطو في لقاء مع بعض الصحافيين الإسبان عقده ببيته يوم السبت الماضي إن قضية سبتة ومليلية المحتلتين كانت دائما تطرحان من طرف المغرب وليس من طرف إسبانيا، واقترح الوزير الأول المغربي آلية للتفكير في الموضوع تأخذ بعين الاعتبار الاندماج وحسن الجوار اللذين يحركان السياسة المغربية اتجاه جارته إسبانيا. يذكر أن الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله كان أول من اقترح على الحكومة الإسبانية في الثمانينات من القرن الماضي مسألة إنشاءخلية للتفكير بين الرباطومدريد لحل قضية المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، لكن إسبانيا ظلت ترفض باستمرار مثل هذه الآلية لحل المشكلة القائمة بين البلدين. إدريس الكنبوري