أعلنت مندوبية الحكومة المستقلة لمدينة سبتةالمحتلة بشكل رسمي مساء يوم الاثنين 4 ماي الجاري، عبر بلاغ صادر عن مستشارية الشؤون الصحية بالحكومة المستقلة، ثبوت كشف أول حالة إصابة بإنفلوانزا الخنازير بالثغر المحتل، وذلك بعد الاشتباه في أحد المواطنين الإيطاليين المقيمين بالمدينةالمحتلة، القادم لتوه من رحلة قادته الى المكسيك. وحسب ذات البلاغ، فإن المواطن الإيطالي تم إيقافه مباشرة بعد صعوده الى الباخرة التي أقلته الى مدينة سبتة عبر ميناء الجزيرة الخضراء، مساء يوم الأحد، حيث نودي على المواطن الإيطالي (55 سنة) ثلاث مرات عبر المكبرات الصوتية دون أن يستجيب للنداء، مما دفع بربان الباخرة التابعة لشركة Euroferry الى الاستعانة بالطاقم الأمني التابع للشركة، حيث تم عزله عن باقي المسافرين، مما أثار حالة من الرعب في صفوف المسافرين، ليتم نقله مباشرة الى المستشفى المدني إينخيسا بالمدينةالمحتلة لإجراء الفحوصات الأولية التي أثبتت حمله لفيروس «A» الذي يعد إحدى العلامات الأولى للإصابة بإنفلوانزا الخنازير. حيث مباشرة بعد هاته الفحوصات الأولية، نقل المشتبه فيه الى المستشفى العسكري بالمدينةالمحتلة، وتم عزله في غرفة معقمة مخصصة لاستقبال مثل هاته الحالات. كما أضاف البلاغ أنه تم إخضاع 26 مسافراً في ذات الرحلة التي استقلها المواطن الإيطالي للكشوفات الطبية الأولية، خصوصا منهم الذين يشتبه في احتكاكهم المباشر مع المشتبه فيه. كما طلب منهم عدم الاختلاط بمحيطهم الى غاية ظهور النتائج الطبية الأولية، تفاديا لانتشار الوباء. وأفاد مصدر من داخل المدينةالمحتلة أن المواطن الايطالي (رجل أعمال، 55 سنة) يقيم بصفة دائمة بالمدينةالمحتلة، ومتزوج من سيدة إسبانية، هذه الأخيرة يشتبه في كونها هي التي أبلغت السلطات الصحية بالثغر المحتل بقدومه الى المدينة مباشرة بعد رحلة عمل قادته الى المكسيك التي غادرها جوا الى لندن فمدريد، ومن ثم الى الجزيرة الخضراء، التي استقل بها باخرة قصد الوصول إلى المدينةالمحتلة، حيث تم إيقافه داخل الباخرة وقبل وصولها الى ميناء سبتةالمحتلة، ليتم نقله عبر طائرة مروحية الى المستشفى المدني إينخيسا قبل أن يحال على المستشفى العسكري. هذا وفي اتصال لمكتب الجريدة بالمندوب الجهوي لوزارة الصحة بتطوان، أكد هذا الأخير أن السلطات الصحية بالاقليم اتخذت الاجراءات الوقائية اللازمة بالحدود الوهمية مباشرة بعد ثبوت الكشف عن أول حالة إصابة بإنفلوانزا الخنازير بإسبانيا، حيث تم الشروع منذ فترة في المراقبة الحرارية للأجانب الوافدين على المغرب عبر الحدود الوهمية من خلال تثبيت البوابة الحرارية لقياس درجة حرارة المارين بالبوابة. ونفى بشكل قاطع المندوب الجهوي للصحة تسجيل أية حالة، حيث عاد ليؤكد على التشديد في الاجراءات الاحترازية مباشرة بعد الإعلان عن اكتشاف أول حالة بالمدينةالمحتلة، في حين أكدت مصادر طبية بالثغر المحتل أن هناك اتصالات طبية بين الجانب المغربي والإسباني قبل وبعد ظهور الحالة بالمدينة، في أفق تشكيل لجنة طبية مشتركة لمواكبة ومحاصرة الوباء. ومباشرة بعد شيوع خبر اكتشاف هاته الحالة بالمدينةالمحتلة، سجل نوع من الارتباك والخوف في الأوساط السبتية، كما سجل نقص في عدد الزوار والوافدين على المدينةالمحتلة، وهذا الوضع الاستثنائي التي تعيشه مدينة سبتةالمحتلة أرخى بظلاله على سكان مدينة الفنيدق، وسيطرت هاته الحالة على النقاشات داخل المدينة. وتعد الحالة المكتشفة حاليا بسبتةالمحتلة ثاني حالة إصابة بداء إنفلوانزا الخنازير بالقارة الافريقية بعد إعلان دولة جنوب افريقيا اكتشاف حالة مماثلة، فيما تبقى إسبانيا أول دولة في القارة العجوز تسجل أكبر عدد من الإصابات بانفلوانزا الخنازير، حيث بلغت 44 حالة الى حدود مساء أول أمس الاثنين، في حين يخضع 83 شخصا للكشوفات الطبية للتأكد من إصابتهم أو خولهم من الإصابة بفيروس N1H1 الفتاك. ويبقى إقليمكاطالونيا الإسباني أكثر الأقاليم التي اكتشف بها أكبر عدد من الحالات الحاملة للفيروس ب 14 حالة إصابة، متبوعا بإقليم فلينسيا. وأفاد مصدر رسمي ليبي الثلاثاء ان وزراء الصحة بدول اتحاد المغرب العربي أكدوا خلو المنطقة المغاربية من أية حالات إصابة بوباء انفلونزا الخنازير، وذلك إثر اجتماع استثنائي عقدوه الاثنين في طرابلس. وقد شدد الوزراء على ان " أي حالات إصابة بوباء الخنازير لم تسجل في جميع دول الاتحاد; وان المنطقة المغاربية خالية من هذا الوباء حتى هذا اليوم". وقد دعا "إعلان طرابلس " الذي صدر امس في ختام اجتماع وزراء الصحة إلى «التواصل بين دول الإتحاد لمنع وفادة الفيروس ووضع آلية تنفيذية لذلك قبل تحوله إلى جائحة ، ووضع دليل مغاربي موحد يرفع إلى اجتماع خبراء الأمانة العامة للإتحاد» .