نقل ظهر أمس الجمعة، بارون المخدارت «النيني» إلى العاصمة الإسبانية مدريد للتحقيق معه من طرف المحكمة الوطنية الإسبانية. وقال مصدر قضائي إسباني ل«المساء» إن المحكمة الوطنية الإسبانية، ستشعر النيني الذي ألقي عليه القبض الأربعاء الماضي في سبتة بعد أن فر من سجن القنيطرة في 7 دجنبر الماضي، اليوم بوضعيته القانونية وكذا بالتهم الموجهة ضده، قبل أن يتم ترحيله فورا إلى المغرب الذي يطالب باستلامه لإكمال عقوبته في السجن. وحسب ما أفادت به مصادر أمنية إسبانية ل«المساء» فإنه سبق لها أن أوقفت «النيني» منذ شهر عندما كان بصدد النزول رفقة اثنين من أصدقائه من على متن قارب نفاث بشاطئ بينيتيث، لكن لم تتم متابعته بأي تهمة، لكونهم لم يجدوا أي شيء على متن القارب رغم بحثهم وتفتيشهم الدقيق له. وأضافت المصادر ذاتها أنه أياما بعد ذلك علمت المصالح الأمنية بأن النيني صدم مجموعة من السيارات كانت مركونة بشارع «ثورون» بسبتة، «لكن الحادث لم يستدع اعتقاله، باعتبار أن الأضرار كانت مادية وبسيطة» يقول محدثنا. وتشير نفس المصادر إلى أنها اعتقلت النيني ليلة الأربعاء عندما كان يتجول على بعد 40 مترا من مفوضية الأمن الواقعة بشارع «فوينتي كابايو»، على متن سيارة تعود ملكيتها لأخيه، حيث أمدها ببطاقة تعريف تحمل اسم «محمد أوزماني» وهو أحد الأسماء التي كان يستعملها مستغلا جنسيته الإسبانية. لكن رغم ذلك قامت مصالح مكافحة المخدرات بنقله إلى مفوضية الأمن للتأكد من هويته عبر إخضاع بصماته للبحث والتقييد، حيث كانت نفس المصالح قد توصلت 24 ساعة قبل ذلك بمذكرة بحث دولية موجهة من العاصمة مدريد تأمر باعتقاله بعد التأكد من هويته. وحسب المحضر الأمني المنجز في حق النيني، فإن مديرية الأمن للشرطة القضائية بسبتة قامت أولا بالتأكد من أن بصمات محمد الطيب الماثل أمامها هي نفس بصمات الشخص الذي يحمل بطاقة تعريف إسبانية باسم محمد أوزماني، «بعد ذلك بدأنا في إنجاز المحضر بحضور فرقة أمنية مختصة في ضبط الفارين من العدالة»، يقول محدثنا. ساعات بعد ذلك جرى مثول النيني أمام قاضي التحقيق، من أجل استكمال الإجراءات القانونية قبل نقله إلى مدريد، حيث من المحتمل، تقول مصادرنا، أن يتم إيداعه سجن «بالديمورو» أو سجن «سوتو ديل ريال» في انتظار صدور قرار نقله وإعادته إلى المغرب تنفيذا لطلب سبق أن تقدم به وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمدينة القنيطرة يوم 18 دجنبر الماضي إلى مكتب شرطة الأنتربول بالرباط. ويعتبر الأمن الإسباني النيني أكبر مهرب للمخدرات على التراب الإسباني، مؤكدا توصله بمعلومات تفيد أن عشرة في المائة من الحشيش المستهلك في إسبانيا يمر عن طريق النيني باعتباره خبيرا في تهريب الحشيش حيث يشرف بنفسه أحيانا على توزيع شحنات المخدرات. فيما تشير مصادر أخرى إلى أن الأمن الإسباني يجهل أماكن إيداع النيني لثروته التي تقدر بأكثر من ثلاثين مليار سنتيم، والقنوات الخاصة التي تعمل على تبييضها، حيث يملك النيني عددا من العقارات في شمال المغرب، وفي منتجع مارينا سمير السياحي بتطوان، كما سبق أن أشارت مصادر أخرى إلى مغادرته لسجن القنيطرة في إحدى المرات من أجل حضور حفل زفاف أحد أفراد عائلته في نفس المنتجع. من جهة أخرى أوضحت مصادر متطابقة أنه في حالة موافقة إسبانيا على تسليم النيني إلى المغرب، فإن هذا الأخير «لن يقبل بتسليمه عبر مدينة سبتة باعتبارها مدينة محتلة».