ألقت فرقة مكافحة المخدرات الإسبانية مساء أول أمس الأربعاء القبض على محمد أحمد الطيب الوزاني، الملقب ب«النيني»، الذي تمكن من الفرار من سجن القنيطرة في شهر دجنبر الماضي ومغادرة المغرب عبر معبر باب سبتة حسب ما صرح به حينها محاميه ريكاردو ألفاريث أوسوريو. وكشفت مصادر أمنية إسبانية ل«المساء» أنه تم اعتقال النيني بعد توصل الفرقة التابعة للواء الشرطة الوطنية الإسبانية بمذكرة الاعتقال الدولية الصادرة في حقه، حيث ألقت عليه القبض لحظة تجوله في أحد شوارع مدينة سبتة، ليتم تسليمه لمديرية الأمن بالمدينة. وتضيف مصادرنا أن «النيني» مازال يخضع، إلى حدود الآن، للتحقيق من طرف الأجهزة الأمنية الإسبانية ومصالح مكافحة المخدرات. كما لم تتمكن المصادر ذاتها من معرفة ما إذا كان سيطلق سراحه أم سوف يتم تطبيق مذكرة الاعتقال في حقه والصادرة من طرف شرطة الأنتربول. وكانت «المساء» قد انفردت في السابق بنشر صور النيني، البالغ من العمر 33 سنة، وتصريحاته بعد دخوله مدينة سبتة، حيث أشارت مصادرنا حينها إلى أنه صعد إلى تل جبلي يطل على الحدود المغربية بمعبر باب سبتة وبدأ يصيح ويسب بأعلى صوته: «لن ترونني بعد اليوم أيها الأوغاد»، وهي جملة اختصر بها «النيني» مغامرته الناجحة في الفرار من سجن القنيطرة، مقابل أموال طائلة كان يدفعها للمسؤولين عن السجن. ويقدر النيني ثروته بأكثر من 30 مليون أورو، حيث صرح بعد وصوله إلى إسبانيا بأن «رقم ثروته المالية يفوق عدد سنوات عمره». وكانت مصادر قضائية إسبانية أكدت ل«المساء» أن إسبانيا سوف لن تقوم بتسليم «النيني» إلى المغرب رغم صدور مذكرة بحث دولية عن طريق مكتب الأنتربول في الرباط في حقه، لأنه حسبها «لا توجد ضده أية متابعات قضائية إسبانية، طبقا للمادة الثالثة من اتفاقية تسليم المطلوبين للعدالة، المبرمة بين المغرب وإسبانيا سنة 1997، باعتبار أن الاتفاقية لا تنص على تسليم دول أوربية، وإسبانيا على الخصوص، لمواطنيها للمغرب»، حيث يتوفر النيني على جنسية إسبانية. ورغم أن السلطات المغربية حاولت قدر المستطاع إعادته إلى زنزانته بسجن القنيطرة، إلا أن النيني كان دائما يتحدى كل ذلك من خلال زياراته المتعددة لعائلته وأصدقائه بإقامته الكائنة بشارع «بوستيغو بمدينة سبتة، قادما إليها من إقامته الفاخرة بمدينة مالقة. أول لقاء للنيني بالسجن كان سنة 1991 عندما اشتبك مع أحد عناصر شرطة المرور بمدينة سبتة، لتتوالى فيما بعد لائحة من السوابق المتمثلة في 24 قضية من مختلف التهم كقضايا تهريب المخدرات والضرب والجرح، ليكسب بعدها خبرة كبيرة في تهريب المخدرات، حيث كان يقوم بتهريب 5 أطنان من المخدرات المغربية سنويا إلى التراب الإسباني ومنه إلى دول أوربا. «شحنة من كل عشر تصل إسبانيا كانت في ملك النيني»، يكشف أحد أقربائه، لكن سجله العدلي في إسبانيا الذي كان، وفق دفاعه، لا يشمل أية متابعة قضائية في حقه، لم يعد كذلك بعدما أصبح متابعا بحكم صدور مذكرة اعتقال دولية في حقه، والتي ربما قد ترغم إسبانيا على تسليمه إلى المغرب. وقد تمت إحالة «النيني» صباح أمس الخميس على محكمة سبتة، وعلمت «المساء» أن قاضي التحقيق أرسل مذكرة إلى المحكمة الوطنية الإسبانية بمدريد ليستشيره حول إمكانية ترحيله إلى المغرب.