استبشرت جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ والتلميذات الذين يبلغ عددهم 1100 متعلم ومتعلمة في إعدادية الدرفوفي في وجدة، خيرا عندما انطلقت الأشغال لإقامة قاعة متعددة الوسائط والاختصاصات داخل المؤسسة، بهدف تمكين هؤلاء التلاميذ من ولوج عالم المعلوميات والأنترنت وممارسة مختلف الأنشطة التربوية والتعليمية كباقي زملائهم وزميلاتهم في المؤسسات التعليمية الأخرى في وجدة أو في الجهة الشرقية، لكن اليأس دبّ إليهم وأصيبوا بإحباط، بعدما توقفت الأشغال سنة 2007 ولم تُستأنَف إلى يومنا هذا، حيث تكاد البناية تتحول إلى أطلال... «ففي الوقت الذي كان من المفروض أن تستقبل هذه القاعة مئات التلاميذ ويستفيدوا من العديد من الدروس في المعلوميات والأنشطة الأخرى، ويُثْروا قواميسَهم العلمية والأدبية، ويساهموا في تكوين شخصياتهم، أصبحت هذه البناية معرَّضة لكلّ عوامل التعرية والخراب»... يقول بكلّ أسف وأسى، عبد الناجي التوزاني، رئيس جمعية آباء وأولياء تلاميذ ثانوية «محمد الدرفوفي» الإعدادية في وجدة، قبل أن يضيف بغضب: «كانت لنا وكنا نعتبرها مفخرة فإذا بها تتحول إلى «فاخْرَة» (من «الفاخْر»، أي الفحم الحطبي) وسط مؤسسة تعليمية»!... تنتصب البناية التي صُرف عليها 30 مليون سنتيم، وسط ساحة المؤسسة، حيث أنشئت لاستقبال عدد هائل من التلاميذ في آن واحد لممارسة مختلف الأنشطة التربوية والثقافية والتكوينية، مع العلم بأن أغلب التلاميذ الذين تستقبلهم هذه المؤسسة التعليمية يأتونها من الأحياء المجاورة المتواضعة لحي «كولوش» وحي «الطوبة» الآهلَيْن بالسكان... لكن بناية القاعة بدأت تتآكل، بعد أن أصبحت مياه الأمطار تخترق سقفها وتنساب على جدرانها، مما حولها إلى «خربة»: «حرام أن نترك هذه القاعة في هذه الوضعية، وسنعمل على إتمامها بدقّ جميع الأبواب، لما فيه مصلحة أبنائنا، شعلة مستقبل بلدنا»، يؤكد رئيس الجمعية. لقد سبق للجمعية أن وجهت إلى والي الجهة الشرقية، عامل عمالة وجدة -أنجاد رسالة في الموضوع، بتاريخ 7 أكتوبر 2007، من أجل العمل على رصد مبلغ مالي من ميزانية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مبلغ قد لا يتعدى 50 مليون سنتيم لإتمام البناء وإضفاء جمالية على البناية وتحويلها بالفعل إلى مفخرة للمؤسسة التعليمية، والتي سيكون تلامذتها مَدينين للمسؤولين عنها... ومما جاء في الرسالة: «بما أنكم، يا سيادة الوالي المحترم، فاتحة خير من أجل انطلاقة بناء هذه القاعة في فترة رئيسها السابق، فإنني، بصفتي الرئيس الجديد للجمعية، على قناعة تامة ويقين جازم بأنكم ستكونون خاتمة خير من أجل إتمام بناء القاعة، نظرا إلى ما عرف عن شخصيتكم الحريصة على السير قدما من أجل تحقيق وإنجاز كلّ المشاريع التي تشرعون فيها، خاصة إذا تعلق الأمر بمشاريع تندرج في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية». كما أشارت الرسالة إلى أن الأسباب التي كانت وراء توقف الأشغال في هذه القاعة كيفما كانت، فلا يمكن أن يذهب ضحيتَها التلاميذُ الذين لا ذنب لهم فيها. وتلتمس الجمعية من الوالي الجديد إعطاء أوامره من أجل إتمام بناء القاعة والسهر على المشروع، إلى جانب مدير المؤسسة وأساتذتها وأطرها وتلامذتها، البالغ عددهم 1100 تلميذ، ورئيس وأعضاء جمعية آباء وأولياء تلاميذ ثانوية محمد الدرفوفي الإعدادية في وجدة.