أبرزت لطيفة العابدة، كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، أهمية بناء "نموذج جديد" في العلاقة بين المدرسة والأسرة، ينخرط فيه جميع الفاعلين والمتدخلين، وأهمية الارتقاء بالمدرسة العمومية، وإعادة الثقة لها حتى تضطلع بأدوارها كاملة، معتبرة أن الاستثمار في هذا المجال يشكل أولوية الأولويات. مشاركون في المائدة المستديرة في اليوم الوطني لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ(ت:محسن) وأكدت الوزيرة، خلال مائدة مستديرة نظمتها وزارة التربية الوطنية، أمس الأربعاء، بالرباط، بمناسبة الانطلاقة الرسمية لليوم الوطني الأول لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، أنه، من أجل إعطاء هذا اليوم بعده التشاركي، تجسيدا لشعار "جميعا من أجل مدرسة النجاح"، ينبغي التركيز على حملات التعبئة في صفوف الأمهات والآباء، لإشراكهم في النهوض بالحياة المدرسية، إلى جانب التلميذات والتلاميذ، والأساتذة، والإداريين، والجماعات المحلية، وفعاليات المجتمع المدني، والعناية بالبيئة الداخلية ومحيطها الخارجي، حتى تكون في مستوى الرسالة التربوية المنوطة بها. ودعت العابدة إلى الانخراط لتحقيق أهداف البرنامج الاستعجالي للتربية والتكوين، الذي دخل حيز التنفيذ بداية من الموسم الدراسي الحالي، والذي قالت إنه "يتمحور حول مبدأ توجيهي قوي، يضع المتعلم في قلب منظومة التربية والتكوين"، كما دعت إلى تعبئة الطاقات المهنية بالمدرسة والأسر، باعتبارها الطرف الأول المعني بالتربية والتكوين. من جهته، قال يوسف القاسمي، الكاتب العام لقطاع التعليم المدرسي، ل"المغربية" إن "وضع الاحتفال باليوم الوطني لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ في محور البرنامج الاستعجالي أمر أساسي، ويتضمن البرنامج مشروعا متخصصا في التعبئة والانخراط لجميع المتدخلين في الإصلاح، والارتقاء بالمنظومة التربوية"، مشيرا إلى أن "هذا الإصلاح لا يمكن أن يتأتى دون انخراط الفاعلين الأساسيين، وهم آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، والجمعيات التي تمثلهم". وأكد المشاركون في المائدة المستديرة، على دور هذه الجمعيات في الإصلاح، باعتبارها شريكا استراتيجيا للمؤسسة التربوية في مختلف مستويات تدبير المنظومة التربوية، مبرزين موقع هذه الجمعيات ودورها في مد جسور التواصل بين المؤسسات التعليمية والأسر، ونسج الروابط الاجتماعية بينها وبين مختلف أطر هيئة التدريس، والإدارة التربوية، وتوعية الأمهات والآباء والأولياء، وتحسيسهم بدورهم الأساسي في النهوض بأوضاع المؤسسات التعليمية، تربويا وإداريا، وفي تطوير خدماتها، والمساهمة في إشعاعها الاجتماعي والثقافي والفني. ودعا المشاركون إلى تمكين الجمعيات من فضاءات للاجتماع، وتنظيم أنشطتها، ومن المعطيات الإحصائية، ومختلف مؤشرات المؤسسة التعليمية الكمية والنوعية، إلى جانب النصوص التشريعية والتنظيمية، والمذكرات الوزارية، وكل الوثائق المرتبطة بالحياة المدرسية، حتى تتمكن من أداء الدور المنوط بها. ومن بين أهداف "مشروع ميثاق العلاقات بين جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ والمؤسسة التربوية"، حسب ما جاء في المذكرة الوزارية 134، ترسيخ نهج التواصل والتفاعل بين الجمعيات، وتمتين ومأسسة الشراكة بين الأسرة والمدرسة، ودعم مجهود التعبئة الوطنية حول المدرسة، وتعزيز انفتاح نظام التربية والتكوين على المحيط الاقتصادي والاجتماعي، والرفع من جودته، والمساهمة في إعداد المتعلمات والمتعلمين للحياة العملية، وترسيخ ثقافة وقيم حقوق الإنسان، والمواطنة، والديمقراطية، والتسامح والسلم، لديهم.