نجحت القوات الجوية اليمنية خلال الساعات الماضية في توجيه ضربات "مؤثرة" و"موجعة" للمتمردين الحوثيين في محور محافظة "صعدة" شمال اليمن وفي مناطق أخرى، حسب ما أفاد به مسؤول عسكري يمني أمس الاثنين. ونقلت تقارير إخبارية عن المصدر قوله إنه جرى "استهداف أوكار متفرقة في أكثر من منطقة تضم تجمعات لما اسماها ب "عناصر التمرد والتخريب" وسقط العديد من القتلى والجرحى في صفوفهم من بينهم عدد من قادة التمرد مشيرا إلى أن وحدات عسكرية"سيطرت على بعض المناطق حيث دمرت أوكارا ومواقع لعناصر التمرد". وأضاف المصدر أن القوات المسلحة قامت ب "تدمير عدد من مواقع المتمردين وأوكارهم وتجمعاتهم في مناطق أخرى بمحافظة صعدة". وأشار المصدر إلى أن وحدات من الجيش دمرت سيارة للمتمردين تحمل أسلحة وذخائر و سيارتين أخريين تحملان أسلحة وكميات من المؤن للمتمردين. وتزامن ذلك مع قيام وحدة عسكرية بوضع كمائن محكمة للمتمردين سمحت بإلقاء القبض على عدد منهم. من جهته، أصدر المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي، بيانا أكد فيه قصف الطيران المدني قرى الطلح وضحيان وآل حميدان ومران وجمعة بن فاضل بمحافظة صعدة، مشيرا إلى أن قنابله خلفت دمارا هائلا في المنازل والمحلات التجارية. وقال البيان إن السلطة تحاول الزحف المكثف على مدينة سفيان التابعة لمحافظة عمران من ثلاثة محاور. للتذكير فإن الموجة السادسة من المعارك بين القوات اليمنية والحوثيين، التي اندلعت في 2 غشت الماضي تعد"الأعنف" مقارنة بالمواجهات الخمس التي سبقتها والتي بدأت في 18 يونيو 2004 مخلفة مقتل نحو6 آلاف شخص وإصابة ضعفهم واعتقال آلاف الأشخاص بين الجانبين و نزوح عشرات الآلاف. للإشارة فإن الحوثيين يطالبون بالعودة إلى حكم الإمامة الذي كان مطبقا في اليمن قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام1962 ويطعنون في شرعية النظام الحاكم في البلاد. في غضون ذلك قال الصليب الأحمر الدولي إن أوضاع النازحين في عمران وصعدة حرجة، وإن فرق الإغاثة لم تستطع الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب ضراوة القتال. وذكرت المنظمة أن فرقها نجحت في إيصال بعض المساعدات الطبية إلى صعدة بعد تأخير دام خمسة أيام بسبب ضراوة القتال. وأشار البيان إلى أن المساعدات تتضمن تسعة أطنان من مواد الرعاية الصحية الأولية، وهي مخصصة لتغطية احتياجات المراكز الصحية التابعة للصليب الأحمر والهلال الأحمر اليمني في صعدة لثلاثة أشهر مقبلة. وأشار مراسل الجزيرة إلى أن المنظمات الإغاثية المحلية والدولية ما زالت عاجزة عن إنقاذ المدنيين النازحين من مناطق القتال. وتقدر الأممالمتحدة أن نحو 150 ألف مدني نزحوا من ديارهم في اليمن منذ بداية المواجهات بين الحكومة والحوثيين عام 2004.