قالت مصادر عسكرية يمنية إن وحدات من قوات الجيش اليمنية سيطرت على عدد من المواقع المهمة بمحور "الملاحيظ" بمحافظة صعده ومحور سفيان بمحافظة عمران شمال اليمن في مواجهات مع المسلحين الحوثيين خلال الساعات الماضية.فارون من الحرب على الحدود اليمينة السعودية (أ ف ب) وذكرت المصادر، أمس الخميس، إن وحدات عسكرية و أمنية بالتعاون مع المواطنين شنت هجوما كاسحا في محور سفيان على "الأوكار الإرهابية" وتمكنت من السيطرة على سودة بجاش، وسودة الشنتري، وجبل جتان، وتطهيرها من عناصر الإرهاب والتخريب التي تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد بالإضافة إلى ضبط كميات من الأسلحة والذخائر والمتفجرات كانت بحوزة تلك العناصر. وأوضحت المصادر أن وحدات من القوات المسلحة في جبل الزعلاء تصدت لمحاولة تسلل للمسلحين وكبدوها خسائر فادحة وأجبروها على الفرار بعد أن لقيت العديد من تلك العناصر مصرعها بينها أحد القادة الميدانيين للمسلحين في سفيان. أما في محور صعدة فأشارت المصادر إلى أن العديد من عناصر الإرهاب والتخريب سقطوا بين قتيل وجريح في اشتباكات مع المواطنين في بني عوير و دمر رجال القوات المسلحة و الأمن سيارة محملة بالمؤن والأسلحة قرب الجبل الأحمر بالإضافة إلى تدمير عدد من أوكار تلك العناصر في المنطقة كما سيطروا على أهم المواقع التي كانت تتحصن فيها عناصر الإرهاب. من جهة أخرى، دعا قائد التمرد الزيدي في شمال اليمن، عبد الملك الحوثي، السعودية إلى وقف عملياتها ضد الحوثيين على الحدود مع اليمن نافيا في عينه الوقت أي ارتباط بين حركة التمرد وتنظيم القاعدة أو أي أجندة أجنبية. وقال الحوثي في كلمة صوتية بثت على الموقع الخاص بالمتمردين ندعو النظام السعودي إلى وقف عدوانه واحترام حسن الجوار وتغيير السياسة التي يستدرجه إليها النظام اليمني وأن يدرك أن تصعيد اعتداءاته ليس لمصلحة البلدين. وأضاف الحوثي إنه إذا استمر العدوان فإننا مضطرون للدفاع عن النفس، داعيا السعوديين إلى التفاهم والأخوة الإسلامية. إلى ذلك نفى الحوثي أي ارتباط بين جماعته وبين تنظيم القاعدة كما أفادت بعض التقارير الإعلامية إضافة إلى بعض المحللين. وقال إن القول بارتباط بين الحوثيين والقاعدة محض افتراء فمن الثابت أن بيننا وبين ما يسمى تنظيم القاعدة تباينا ثقافيا ومنهجيا. وبالنسبة لأساس اندلاع المواجهات مع السعوديين، كرر الحوثي التأكيد بأن لا أطماع للمتمردين بالأراضي السعودية وأنهم دخلوا جبل الدخان السعودي لتطهيره من القوات اليمنية التي قال إن السعوديين سمحوا لها باستخدام مواقع استراتيجية فيه. من جانب آخر، قالت مصادر رسمية إن قائد مقاتلة سوخوي الروسية الصنع، التي سقطت الأحد الماضي في منطقة رازح نتيجة خلل فني يرقد حاليا في المستشفى العسكري بصنعاء. ورداً على تصريحات وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متقي، رفض اليمن ما أسماه ب"الوصاية على شعبه"، داعياً القوى الإقليمية الخارجية إلى البقاء بعيداً عن معركتها مع الحوثيين في شمال غرب البلاد، في ظل خشية من جر السعودية وإيران إلى الصراع. وقال مصدر يمني مسؤول بوزارة الخارجية "لقد تابعنا في اليمن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي حول اليمن" وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ". وأضاف "وإننا بالقدر الذي نرحب فيه بما أكده متقي حول موقف إيران إزاء وحدة اليمن واستقراره، فإن الجمهورية اليمنية تؤكد مجدداً بأنها ترفض رفضاً مطلقاً التدخل في شؤونها الداخلية من قبل أية جهة كانت أو ادعاء الوصاية أو الحرص على أي من أبناء شعبنا اليمني". وكان متقي نفى دعم بلاده للحوثيين، وحذر دول جوار اليمن من التدخل في الشؤون الداخلية لها، داعياً إلى الحوار لإنهاء الأزمة الداخلية اليمنية. وتتهم حكومة صنعاء إيران بدعم الجماعات الشيعية، التي تصفها بالمتمردة، وتخوض ضدهم حملة عسكرية شرسة منذ غشت الماضي.