تتواصل الاشتباكات بين الجيش اليمني وعناصر جماعة الحوثيين في مناطق متعددة بمحافظة صعدة شمالي البلاد، في حين أعلن مصدر عسكري فجر أول أمس الأربعاء، مقتل 11 من عناصر التمرد وتدمير مواقع لهمقوات يمنية في المناطق الجبلية (أ ف ب) وهدد زعيم الحوثيين السلطات بإعلان الجهاد بعد رفض مقترحه لوقف إطلاق النار، في حين قدمت الأممالمتحدة مقترح هدنة إنسانية لإغاثة المتضررين من القتال. وأشار المصدر العسكري إلى أن قوات الجيش والأمن قصفت أيضا مواقع الحوثيين في مناطق المشتل والعند وسنبل وألحقت في صفوفها خسائر كبيرة، مؤكدا مصرع 11 من عناصر " التمرد والإرهاب" في منطقة دماج. وفي تطور متصل أوضح بيان عسكري أن وحدات أمنية اشتبكت مع ما وصفتها بخلية نائمة للمتمردين في مدينة صعدة القديمة، حيث جرى تطويق المجموعة ويجري التعامل معها حتى الآن لإجبارها على الاستسلام. وكان مصدر عسكري يمني قال أول أمس الأربعاء، إن القوات المسلحة اليمنية تمكنت من طرد المتمردين الحوثيين من مواقع كانوا يسيطرون عليها في محافظة صعدة، وأنها كبدتهم خسائر كبيرة في الساعات الماضية. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن المصدر قوله إنه جرى القبض على عدد من عناصر الحوثيين في منطقة بني معاذ، في حين قتل عدد آخر منهم مع قائدهم عبد العزيز القطابري أثناء محاولتهم الهجوم على مدينة قطابر واستهداف المحكمة. وأشار إلى أن أوامر صدرت إلى وحدات القوات المسلحة والأمن بفتح معابر ونقاط خاصة لمرور واستقبال من يرغب في تسليم نفسه من الحوثيين. وعلى الصعيد الشعبي، كشفت أنباء عن قيام أبناء مديريات صعدة بتشكيل لجان للمقاومة الشعبية في العديد من القرى والعزل، للتصدي للحوثيين، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية. ورداً على رفض السلطة اليمنية عرض وقف إطلاق النار الذي تقدمت بها، توعدت جماعة المتمردين الحوثيين الحكومة بشن "حرب استنزاف". وقالت الجماعة في بيان لها "من الآن وصاعداً فإن السلطات سوف تتحمل كافة التبعات الوخيمة للحرب، وأنها تعد السلطات "بمفاجآت كبيرة". وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية ووزير الإعلام، حسن أحمد اللوزي، في مؤتمر صحفي "إن المبادرة التي وجهها المتمردون لوقف إطلاق النار ليست موجهة للداخل." مضيفاً أن "الرأي العام العربي والعالمي يقف مع اليمن في سعيها لإخماد نار الفتنة والقضاء على الأعمال التخريبية التي تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار". وأكد اللوزي أن الدولة ماضية "في واجباتها الدستورية والشرعية في مواجهة عناصر التخريب والإرهاب والتمرد في محافظة صعدة حتى يجري القضاء على فتنتهم وتخليص أبناء المحافظة من أعمالهم الإجرامية وتعزيز دعائم الأمن والاستقرار فيها". وأوضح اللوزي في مقابلة بثتها إذاعة "صوت العرب" ومحطة "BBC" أن هذه العناصر تقوم بعصيان مسلح وترتكب أبشع الجرائم ضد المواطنين، وصاروا يتدخلون في شؤون السلطة المحلية، ويحاولون القيام بوظائف أجهزة الدولة. وأضاف إن الحوثيين يسعون كذلك إلى إدارة المدارس لتدريس ما وصفه ب"أفكارهم الضالة"، وكذا "إجبار المواطنين على دفع الزكاة عنوة" إلى تلك العناصر، خلافاً لما أوجبه الشرع، بجانب فرض أتاوات على التجارة وعلى الزروع "وكأنهم يريدون أن يشكلوا دولة كهنوتية متخلفة تخضع لمشيئتهم ولأفكارهم التي هي أساساً معادية لنصوص الدستور والقوانين و لقيمنا الإسلامية". وعلى صعيد مواز، أوضحت مصادر يمنية في محافظة صعدة تزايداً في عدد النازحين من الحرب، موضحاً أنهم يعيشون لحظات حرجه. وبالمقابل تحاول العديد من قوافل المساعدات الوصول إليهم لمدهم بالمعونات.