تفتح المسابقة الرسمية للمهرجان، كالعادة، عيون عشاق السينما على آفاق إبداعية متنوعة، وتجارب طليعية من أقوى مراكز إنتاج السينما عبر العالم. ففضلا عن الحضور المغربي المتمثل في فيلم "المتمردة" لمخرجه المغربي جواد غالب المقيم ببلجيكا، تحضر في المسابقة أعمال تمثل دول اليابان والبرازيل وكوريا الجنوبيةوالهند وكازاخستان وإيران وتركيا ولبنان وإيسلندا والدانمارك وبلجيكاوكندا والولايات المتحدةالأمريكية والمكسيك. وعلى مدى أسبوع كامل، ستعيش مدينة مراكش على إيقاع السينما بين عروض أفلام تتنافس على جوائز المهرجان، وعروض متنوعة خارج المسابقة، وفقرات تكريم، ودروس في السينما، ولقاءات مفتوحة بين النجوم وجمهور المدينة، وستعرف دورة هذه السنة عرض بانوراما خاصة بتكريم السينما الكندية. ويسعى المهرجان الدولي للفيلم، إلى جعل المدينة الحمراء عاصمة للسينما، ومحطة كونية لاستقطاب ألمع الأسماء السينمائية الدولية والعالمية، فضلا عن جعل السينما، فضاء للإبداع العالمي، ومناسبة كبيرة لترسيخ قيم الحوار والتواصل الكوني، وتكريس روح التسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والأجناس والمشاركين. وتميز حفل الافتتاح، الذي استقطب كبار نجوم السينما العالمية، بعرض الفيلم الأمريكي "روك القصبة" لمخرجه باري ليفينسون، وهو فيلم درامي كوميدي موسيقي تدور أحداثه في أفغانستان، تم تصويره في المغرب. الفيلم الذي يمتد زمن عرضه لساعة ونصف الساعة تقريبا، كتب له السيناريو والحوار ميتش غليزر، يقوم ببطولة الفيلم، النجمان الكبيران بيل موراي وبروس ويلز، والنجمتان كيت هدسون وزوي ديشانيل. وتدور أحداث الفيلم في أفغانستان، حيث يحاول المنتج الموسيقي الفاشل بروس ويلز، سعياً منه لتحقيق بعض النجاح في مجال عمله، إقناع آخر المتعاونين معه من المغنيين، ويدعى "ريشي"، ويقوم بدوره بيل موراي، بالذهاب إلى أفغانستان والغناء هناك للقوات الأمريكية. وبعد عدة محاولات ومفاوضات يقتنع موراي بالغناء، وبالفعل يسافر، ويتعرض هناك للعديد من المضايقات والمشاكل والسرقة أيضاً، وضياع جواز سفره، ويفشل بالطبع في إنجاز المهمة التي ذهب من أجلها، لكن وسط كل هذا، يكتشف موراي بمحض الصدفة فتاة شابة ذات صوت عذب لم يسبق أن سمع مثله من قبل. وبالفعل يقنع موراي الفتاة بالذهاب معه إلى كابول، والمشاركة في برنامج "أفغان ستار"، وهو النسخة المحلية هناك من البرنامج الشهير لاكتشاف النجوم "أمريكان أيدول". ويوجد في رصيد المخرج والممثل والمنتج السينمائي القدير باري لفينسون أزيد من خمسة وثلاثين فيلما سينمائيا طويلا وتليفزيونيا وقصيرا، إلى جانب المسلسلات. وحصل باري على العديد من الجوائز والترشيحات العالمية، وكان أهمها أوسكار أحسن مخرج، وذلك عن فيلمه الشهير "رجل المطر" (1988)، بطولة داستن هوفمان وتوم كروز. وتتمثل المشاركة العربية التي دائما تخرج بخفي حنين دون الحصول على جوائز من هذه التظاهرة السينمائية العالمية، في الفيلم المغربي "المتمردة" للمخرج المغربي جواد غالب المقيم ببلحيكا، وهو إنتاج مشترك مع بلجيكا، يتناول فيه المخرج جانب الخيال بعد تجربة مهمة في مجال الأفلام الوثائقية. ويحكي الفيلم، وهو الثاني لمخرجه، قصة ليلى، وهي فتاة مغربية حاصلة على شهادة في المعلوميات، عانت البطالة، فقررت السفر للاشتغال في جني المنتوجات الفلاحية في بلجيكا، قبل أن تصطدم بواقع عيش المهاجرين العاملين في الضيعات الفلاحية، لتقرر قيادة تمرد للدفاع عن حقوق المهاجرين. فقرات متنوعة اختارت دورة 2015 من المهرجان الدولي للفيلم الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، برمجة خصبة وممتعة، وذلك من خلال تنوع وقوة في أفلام المسابقة الرسمية، ولجنة التحكيم، فضلا عن مسابقة أفلام المدارس الخاصة بأفلام المعاهد والكليات والجامعات، ومنتديات للحوار السينمائي (ماستر كلاس)، والتي سيديرها ويؤطرها سينمائيون دوليون. وتعمل لجنة تنظيم هذا المهرجان الذي تنظمه مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم، بالتعاون مع المركز السينمائي المغربي، والعديد من الشركاء، على مدار السنة من أجل إخراج كل دورة على حدة في حلة جديدة، تتماشى وروح السينما الدولية، فضلا عن تكريم وحضور نجوم سينمائيين عالميين، في أشهر مدينة سياحية في المملكة. وحسب عدد من المهتمين بشأن السينمائي، فإن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي أصبح من بين أهم المهرجانات السينمائية ببلدان البحر الأبيض المتوسط، أكد منذ دورته الأولى حضوره القوي كتظاهرة سينمائية عالمية بفضل انفتاحه على كل التجارب السينمائية ما أكسبه إشعاعا على المستوى الدولي، وأصبح موعدا سينمائيا يحرص الكثيرون من صناع السينما المشاركة فيه. وأضافوا في لقائهم ب"المغربية"، أن المهرجان الدولي للفيلم أصبح مرجعا سينمائيا بمعايير دولية يؤسس لثقافة الاحتراف السينمائي بخصوصيته، ويتيح فرصا للسينمائيين المغاربة بالاحتكاك بنجوم وفنانين أجانب. وأشاروا إلى أن مهرجان الفيلم الدولي بمراكش، يشكل فرصة مواتية للفنانين المغاربة لتأسيس علاقات مهنية وعرض إمكاناتهم للظفر بالمشاركة في الانتاجات السينمائية العالمية، وفرصة لتطوير النقد السينمائي المغربي، سواء ضمن ندوات المهرجان أو خارجها. 15 فيلما طويلا في المسابقة الرسمية يدخل ابتداء من اليوم السبت 15 فيلما طويلا غمار المنافسة على إحدى جوائز المهرجان (جائزة النجمة الذهبية "الجائزة الكبرى"وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل ممثل وممثلة)، في المسابقة الرسمية للدورة 15 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. وأفردت قائمة الافلام الطويلة المشاركة في المسابقة الرسمية، جانبا واسعا من اهتمامها للشباب والتنوع، من مختلف القارات، وتشمل الفيلم الياباني "ذكريات عالقة" لمخرجه كييكو تسويروكا، والفيلم البرازيلي "ثورالنيون كابرييل ماسكارو" وهو انتاج مشترك مع الأوروغواي وهولاندا، والفيلم الايراني "فردوس" لمخرجه سينا أتيان دينا، مشترك مع ألمانيا، وفيلم "المتمردة" لمخرجه جواد غالب، وهو إنتاج مشترك بلجيكي مغربي، يتناول فيه المخرج جانب الخيال بعد تجربة مهمة في مجال الأفلام الوثائقية، والفيلم الكوري الجنوبي" زهرة الفولاذ" لمخرجه بارك سوك يونغ، وفيلم "تيتي" وهو انتاج مشترك بين الهند والولايات المتحدةالامريكية، لمخرجه رام ريدي، والفيلم الكازاخستاني " الحاجز" لمخرجه زاسولان بوشانوف، والفيلم اللبناني "كتير كبير" لمخرجه ميرجان بوشعيا وهو إنتاج مشترك مع قطر، والفيلم الاسلندي "الجبل البكر" لمخرجه داكور كاري، والفيلم الدانماركي " مفتاح بيت المرآة" لمخرجه مايكل نوير، وفيلم " كيبر" لمخرجه كيوم سينيز، وهو انتاج مشترك بين بلجيكا وسويسرا وفرنسا، والفيلم المكسيكي المشترك مع فرنسا "الصحراء" لمخرجه خوناس كارون، والفيلم الامريكي" سيارة الشرطة" لمخرجه جون واتس، والفيلم الكندي "خزانة الوحش" لمخرجه ستيفن دان، والفيلم الألماني " باباي" لمخرجه فيزار مورينا، وهو انتاج مشترك كوسوفو ومقدونيا وفرنسا. وحسب بلاغ لمؤسسة المهرجان، فإن أكثر من ثلثي الأفلام المتنافسة على النجمة الذهبية هي إما أول أو ثاني عمل (إبداعي يتم إنجازه)، موردة سمات أخرى تطبع هذه الأفلام من قبيل التنوع الجغرافي. وتظل الأفلام غير المشاركة في المسابقة الرسمية وفية لبرمجة المهرجان، التي دأبت على الانفتاح على أفلام جديدة كان أبطالها نجوما، وتناولت تيمات قوية، فضلا عن كونها تحظى بإعجاب جمهور السينما، كما هو الحال بالنسبة لفيلم الافتتاح (روك القصبة) لباري ليفينسون مع بيل موراي، الذي يحتفي به المهرجان وفيلم الاختتام "كارول" لطود يانس وكايت بلانشيت، وتشمل الأفلام غير المشاركة في المسابقة الفيلم المغربي الجديد "المسيرة الخضراء" ليوسف بريطل. 7 أفلام قصيرة من 'سينما المدارس' برمجت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، خلال دورة هذه السنة سبعة أفلام قصيرة، التي ستدخل غمار المنافسة على جائزة " سينما المدارس"، أنتجها متخرجون من مدارس السينما، من مدن مغربية مختلفة تشمل مراكش والرباط والدار البيضاء وورزازات باعتبارها مدينة الإنتاجات الدولية التي تمثلها برسم العام الجاري مؤسستان للتكوين. ويتعلق الأمر بفيلم "لا تناغم" لمخرجه يوسف شيكي، من المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش، وفيلم " خروج" لسارة الرخى ولوكاس جاكيي من المدرسة نفسها، وفيلم " الفتاة المجهولة" لمخرجه رضا جاي من استوديو M بالدارالبيضاء، وفيلم "ليلى" لمخرجه مصطفى عناق من IHB للفن والإعلام بالدارالبيضاء، وفيلم "غير بالفن" لمخرجه نبيل كرجيج، من المعهد المتخصص للسينما والسمعي البصري بالرباط، وفيلم " مرآة الزمن" لمخرجه كريم تاجواوت، من المعهد المتخصص في مهن السينما بورزازات، وفيلم "منصة" للمهدي الخطابي، أمين مغيلف وجون شاردون كواديو، من ستوديو M بالدارالبيضاء. وحرص المهرجان الدولي للفيلم على الاحتفاء بالشباب، من خلال تحفيزهم، وإتاحة فرص التنافس بينهم، والاهتمام بالمواهب الصاعدة، عبر إحداث مسابقة الفيلم القصير، منذ سنة 2010 بمناسبة الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وتخصيص جائزة مالية مهمة للفائز، ليكون المهرجان محطة لإقلاع السينمائيين الشباب. وأهم ما يميز الأفلام القصيرة، التي يجري عرضها في إطار المسابقة، عفوية منتجيها الشباب، الذين تخرجوا من المعاهد السينمائية. وتهدف جائزة الفيلم القصير "سينما المدارس" إلى الكشف عن موهبة وطنية جديدة في مجال الفن السابع من بين طلبة المعاهد ومدارس السينما بالمغرب. وتعتبر الجائزة الكبرى لأفضل فيلم قصير "سينما المدارس" هبة خاصة يمنحها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وتبلغ قيمتها 300 ألف درهم، تمنح لمخرج الفيلم الفائز من أجل إنجاز شريطه القصير الثاني. وسيتم تدبير مبلغ الجائزة من قبل مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بحيث سيتم تخصيصها لإخراج فيلم ينجز في غضون ثلاث سنوات التي تلي الإعلان عنها، وستدعم مؤسسة المهرجان إخراج هذا الفيلم الثاني من خلال التتبع والمساهمة في مختلف مراحل إنجازه من كتابة السيناريو والإخراج والمونتاج. لجنة التحكيم الدورة 15 تتشكل لجنة تحكيم الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الدولى لمراكش، من أعضاء سمتهم الأساسية التنوع والقدرات السينمائية العالية، حيث يترأس لجنة التحكيم السينمائى البارز فرانسيس فورد كوبولا وتتكون هذه اللجنة من شخصيات لامعة ومعترف بها دوليا، من اليابان مع ناوومى كاوازى إلى أمريكا مع فرانسيس فورد كوبولا، مرورا بالهند مع ريشا سادا، أوكرانيا مع أولكا كوريلينكو، الدنمارك مع طوماس فينتبرك، هولاندا مع أنطون كوربين، فرنسا مع جون بيير جونى، وسامي بوعجيلة ذي الاصول التونسية، وإيطاليا مع سيرجيو كاستييتو والمغرب مع أمل عيوش. ويتجلى التنوع الذى يطبع لجنة تحكيم هذه السنة فى اختيار أعضاء من مشارب متعددة، كل على حدة يعتبر مرجعا في فنه وأدائه، اختيار يؤكد تموقع وهوية المهرجان كحدث منفتح على العالم، شغوف ومتحمس لهذا الفن، مع تمسكه بأصالته وتجذره فى بيئته الثقافية والمجتمعية. وتضم لجنة تحكيم مسابقة "سينما المدارس" للأفلام القصيرة، التي يترأسها المخرج البلجيكي جواكيم لافوس، كل من الممثلة الفرنسية آناييس دومستيي والممثلة والمخرجة فاليريا بروني طاديتشي (فرنسا-إيطاليا) والممثلة الإيطالية فاليريا كولينو والممثل نيلز شنايدر (فرنسا-كندا)، والمخرج المغربي سعد الشرايبي. احتفاء بالسينما الكندية في إطار التقليد الذي دأبت عليه مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش خلال الدورات السابقة، تقرر في دورة هذه السنة تكريم السينما الكندية، إحدى التجارب السينمائية الفريدة من نوعها التي تخاطب التجارب السينمائية الطموحة لإثبات وجودها وهويتها، في حفل سيجري تنظيمه مساء يوم غد الاحد بقصر المؤتمرات، وسيترأس الوفد الكندي المخرج والسيناريست والمنتج أتوم إيكويان. وسيمكن مهرجان مراكش من خلال هذا التكريم، متتبعيه ومحبيه من عشاق الفن السابع، المغاربة والأجانب، من التمتع بجمالية هذه السينما وإبداعاتها الفكرية والثقافية. وما يميز دورة هذه السنة قرار المنظمين تمتيع الجمهور بجمالية السينما الكندية وإبداعاتها الفكرية والثقافية من خلال تكريم روادها، واكتشاف أعمالهم عن قرب، من أمثال جيمس كاميرون مخرج "تيتانيك" و"أفاتار"، اللذين حققا أكبر نجاحين في تاريخ السينما، نموذجا لحنكة المخرجين الكنديين ومدى قدرتهم على تأكيد أنفسهم لدى الجمهور العالمي، وعلى خطاه سار كل من بول هاكيس في فيلم "اصطدام"، وكوي مادين في "حذر"، وسارة بولي في "خذ هذا الفالس" في صيغة أكثر حميمية، فأصبحوا بذلك أفضل واجهة لتمثيل السينما الكندية على الصعيد الدولي، كما صار ممثلون من قبيل جيم كاري، دونالد سودرلاند، وريان كوسلينك من الوجوه المألوفة لدى جمهور السينما العالمية. وبدأت السينما الكندية أولى خطواتها سنة 1897، مباشرة بعد العرض الباريسي الأول للأخوين لوميير، وبالرغم من مجاورتها لهوليوود وتجذرها في ثقافة أمريكا الشمالية، فقد عرفت كيف تبني هوية خاصة بها بفضل التنوع اللغوي والعرقي للشعب الكندي، وكذا من خلال تطور سينمائي يعكسه بشكل خاص الفيلم الوثائقي. واكتسبت السينما الكندية حظوتها بفضل مخرجين عرفوا كيف يستميلون عشق جمهور دولي، حيث قدم أتوم إيكويان ببراعة، موضوعات تتحدث عن عزلة الفرد في علاقته بمجتمع جفائي من خلال أفلام "إكزوتيكا" و"غد أفضل" و"رحلة فيليسيا". وبرز دافيد كروننبرك ("الذبابة"، "كراش"، "إيزيستينس") كرائد لسينما النوع، قبل أن يوقع على أعمال رائعة تتحدث عن العنف في الحضارة البشرية ("تاريخ من العنف" و"وعود الظل"). وبعيدا عن التموقع في منزلة أدنى من جارتها الأنغلوفونية، عرفت السينما الكيبيكية كيف تؤكد نفسها ثقافيا، وأن تتبنى إيقاعا تصاعديا خلال "الثورة الهادئة"، فأصبح دينيس أركاند بمثابة الرقيب الحازم للعالم الفكري والأكاديمي الكيبيكي من خلال أفلام من قبيل "انحدار الإمبراطورية الأمريكية" و"الغزوات البربرية"، الذي نال عنه جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي سنة 2003. كما أضحى عدد من المخرجين في الفترة الأخيرة، أمثال جون مارك فالي الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم في دورة 2005 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، و"نادي دالاس للمشترين"، و"وحشي")، ودونيس فيلنوف مخرج "سجناء" و"سيكاريو"، وكزافي دولان الذي وقع على "مومي"، روادا لهذه السينما بفضل أعمال تشارك بشكل منتظم في كبريات المهرجانات في جميع أنحاء العالم. وبمناسبة هذا التكريم، سيستضيف المهرجان الدولي للفيلم بمراكش وفدا من الممثلين والمخرجين الكنديين، الذين يعتبرون اليوم أفضل مثال عن حيوية هذه السينما التي لا تتوقف عن التطور. ومنذ سنة 2004، كرم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تجارب سينمائية مختلفة هي المغرب سنة 2004، وإسبانيا سنة 2005، وإيطاليا في 2006، ومصر سنة 2007، والمملكة المتحدة سنة 2008، وكوريا الجنوبية سنة 2009، وفرنسا سنة 2010، والمكسيك سنة 2011، والهند سنة 2012، واسكندنافيا سنة 2013، واليابان سنة 2014. تكريم 5 نجوم سينمائية عالمية قررت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم، خلال دورة هذه السنة، تكريم خمسة وجوه بارزة من آفاق سينمائية متعددة، ويتعلق الأمر بالممثلين الأمريكيين بيل موراي، كأبرز وجه سينمائي في بلده وويلام ديفو، والمخرج الكوري بارك شان ووك، والنجمة الهندية مادهوري ديسكيت، ومدير التصوير المغربي كمال الدرقاوي. واختارت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم، في دورة هذه السنة بيل موراي، بعد أدواره الكوميدية، التي لاقت نجاحا في ثمانينيات القرن الماضي مثل "إس أو إس فانتوم" و"توتسي" وبعد دوره المؤثر في فيلم "لوست إن ترانسلايشن" لمخرجته صوفيا كوبولا عام 2003، مما مكنه من الترشح لجوائز الأوسكار والغولدن كلوبز، وكذلك جائزة الفيلم للأكاديمية البريطانية، فضلا عن كونه أيقونة لسينما الكتاب الأمريكيين. أما تكريم الممثل ويلام ديفو فيعود لمساره الفني الذي يشمل 80 فيلما من بينها الفيلم الشهير "ذا لاست تمبتاشين أوف كريست" لمخرجه مارتن سكورسيزي، الذي صورت بعض لقطاته في جنوب المغرب. بعدها، فرض ديفو نفسه لنشاهد له أفلاما من إخراج لارس فان ترير، وأبيل فيرارا، ويس أندرسن، ودافيد لينش، وسام رايمي، وكذلك أولفر ستون وكاثرين بيكلو. أما في ما يتعلق بتكريم السينارست الكوري بارك شان ووك، ووفق بيان إدارة المهرجان، فإنه يعود لروح الإبداع والدينامية التي تتسم بها السينما الكورية، ففي سنة 2004 حصل ووك على الجائزة الكبرى في مهرجان "كان" عن فيلمه "أولد بوي" للمخرج الأمريكي كانتان تارانتينو، ثم الاعتراف بأعماله سنة 2009 وحصوله على جائزة لجنة تحكيم "كان" عن فيلمه "ثيرست، سوسي إمون سون". يضاف إلى أعماله، فيلمه "ستوكير" الذي لعبت بطولته النجمة نيكول كيدمان، مما جعله نموذجا في عالم الإخراج. كما ستكرم مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم، الممثلة الهندية ماهوري ديكسيت، التي اشتهرت بأفلامها الشعبية منذ تسعينيات القرن الماضي، ولعبها لشخصية شاندراموخي في فيلم "ديفاس". ومن القارة الإفريقية، سيمثل المغرب كمال الدرقاوي الذي استقى خبرته الفنية في موسكو وخاصة مع مدير التصوير الروسي فادييم لوسوف، وهو يعمل حاليا في كندا بنظرته الثاقبة المفعمة بثقافة بلده الأصلي. دروس في 'الماستر كلاس' كشفت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، عن أسماء الوجوه السينمائية التي ستنشط دروس "الماستر كلاس"، التي تحمل الكثير من الحكايات والأسرار السينمائية الناجحة، خلال النسخة 15 من المهرجان، ويتعلق الأمر بكل من المخرج الايراني عباس كيروستامي والكوري الجنوبي بارك شان ووك والتركي فاتح اكين. ويحضر المخرج الإيراني كيروستامي إلى مهرجان مراكش الدولي للفيلم للمرة الثالثة، حيث سبق أن كرمته إدارة المهرجان في دورة 2005 كما ترأس لجنة تحكيم دورة 2009. وقالت إدارة المهرجان الدولي للفيلم إن الكووي الجنوبي ووك الذي فاز بجائزة لجنة تحكيم مهرجان كان عام 2009 سيكون ضمن الماستر كلاس ايضا. وتشكل دروس "الماستر كلاس" فرصة يحتشد فيها طلاب السينما ومريدوها في كل سنة وعلى مدى عشر سنوات من عمر المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، من أجل الاستفادة من هذه الدروس، ومن خبرة شخصيات بارزة في عالم الفن السابع بتجارب لأجيال مختلفة واختيارات فكرية وجمالية متنوعة، الذين يقدمون لشباب السينما والإعلاميين والنقاد والممارسين عصارات قصتهم مع السينما وانعطافات مساراتهم المهنية وأحلامهم وإحباطاتهم ثم رؤيتهم إلى السينما في عالم شديد التعقيد.