على مدى أسبوع، ستعيش المدينة الحمراء على نبض السينما، بين عروض أفلام تتنافس على جوائز المهرجان، وعروض متنوعة خارج المسابقة، وفقرات تكريم، ودروس في السينما، ولقاءات مفتوحة بين النجوم وجمهور المدينة. ويستقطب هذا اللقاء السنوي الذي يعمل على نشر ثقافة سينمائية وسط شرائح واسعة من المجتمع المغربي، كفاءات عالية ووجوها عالمية بارزة في الفن السابع، خصوصا بعدما أضحى من المواعيد القارة للفن السابع، على غرار كبريات مهرجانات السينما العالمية، منذ انطلاقته. ويزداد البريق والتألق لهذا اللقاء الفني السنوي، الذي أصبح من أهم المحطات السينمائية وطنيا وعربيا ودوليا، بما يكرس بامتياز، وبرأي الكثير من السينمائيين، المغرب كقطب جذب لعدد من الفاعلين السينمائيين والإعلاميين والمثقفين العالميين. ويسعى المهرجان الدولي للفيلم، لجعل المدينة الحمراء عاصمة للسينما، ومحطة كونية لاستقطاب ألمع الأسماء السينمائية الدولية والعالمية، فضلا عن جعل السينما، فضاء للإبداع العالمي، ومناسبة كبيرة لترسيخ قيم الحوار والتواصل الكوني، فضلا عن تكريس روح التسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والأجناس والمشاركين. ويواصل المهرجان الدولي للفيلم في مراكش المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، استقطاب كبار نجوم السينما العالمية، ليصبح قبلة للسينمائيين وصناع الفن السابع من مختلف بقاع العالم، إذ استطاع في فترة وجيزة أن يستقطب جمهورا واسعا وعريضا، ومازال يجذب أسماء مؤثرة وفاعلة في مسار السينما العالمية. تكريم السينما الكندية في إطار التقليد الذي دأبت عليه مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، خلال الدورات السابقة، تقرر في دورة هذه السنة تكريم السينما الكندية، إحدى التجارب السينمائية الفريدة من نوعها، التي تخاطب التجارب السينمائية الطامحة لإثبات وجودها وهويتها، وسيمكن مهرجان مراكش من خلال هذا التكريم، متتبعيه ومحبيه من عشاق الفن السابع، المغاربة والأجانب، من التمتع بجمالية هذه السينما وإبداعاتها الفكرية والثقافية. ومايميز دورة هذه السنة قرار المنظمين تمتيع الجمهوربجمالية السينما الكندية وإبداعاتها الفكرية والثقافية، من خلال تكريم روادها، واكتشاف أعمالهم عن قرب، من أمثال جيمس كاميرون، مخرج "تيتانيك"، و"أفاتار"، اللذين حققا أكبر نجاحين في تاريخ السينما، نموذجا لحنكة المخرجين الكنديين ومدى قدرتهم على تأكيد أنفسهم لدى الجمهور العالمي، وعلى خطاه سار بول هاكيس في فيلم "اصطدام"، وكوي مادين في "حذر"، وسارة بولي في "خذ هذا الفالس" في صيغة أكثر حميمية، فأصبحوا بذلك أفضل واجهة لتمثيل السينما الكندية على الصعيد الدولي، كما صار ممثلون من قبيل جيم كاري، دونالد سودرلاند، وريان كوسلينك من الوجوه المألوفة لدى جمهور السينما العالمية. وبدأت السينما الكندية أولى خطواتها سنة 1897، مباشرة بعد العرض الباريسي الأول للأخوين لوميير، ورغم مجاورتها لهوليوود وتجذرها في ثقافة أمريكا الشمالية، شهدت كيف تبني هوية خاصة بها بفضل التنوع اللغوي والعرقي للشعب الكندي، وكذا من خلال تطور سينمائي يعكسه بشكل خاص الفيلم الوثائقي. واكتسبت السينما الكندية حظوتها بفضل مخرجين عرفوا كيف يستميلون عشق جمهور دولي، حيث قدم أتومإيكويان ببراعة، موضوعات تتحدث عن عزلة الفرد في علاقته بمجتمع جفائي من خلال أفلام "إكزوتيكا" و"غد أفضل" و"رحلة فيليسيا". وبرز دافيد كروننبرك ("الذبابة"، "كراش"، "إيزيستينس") كرائد لسينما النوع، قبل أن يوقع على أعمال رائعة تتحدث عن العنف في الحضارة البشرية ("تاريخ من العنف" و"وعود الظل"). وبعيدا عن التموقع في منزلة أدنى من جارتها الأنغلوفونية، شهدت السينما الكيبيكية كيف تؤكد نفسها ثقافيا، وأن تتبنى إيقاعا تصاعديا، خلال "الثورة الهادئة"، فأصبح دينيس أركاند بمثابة الرقيب الحازم للعالم الفكري والأكاديمي الكيبيكي، من خلال أفلام من قبيل "انحدار الإمبراطورية الأمريكية" و"الغزوات البربرية"، الذي نال عنه جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي سنة 2003. كما أضحى عدد من المخرجين في الفترة الأخيرة، أمثال جون مارك فالي، الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم في دورة 2005 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، و"نادي دالاس للمشترين"، و"وحشي" ،ودونيسفيلنوف مخرج "سجناء" و"سيكاريو"، وكزافي دولان، الذي وقع على "مومي"، روادا لهذه السينما بفضل أعمال تشارك بشكل منتظم في كبريات المهرجانات في جميع أنحاء العالم. وبمناسبة هذا التكريم، سيستضيف المهرجان الدولي للفيلم بمراكش وفدا من الممثلين والمخرجين الكنديين، الذين يعتبرون اليوم أفضل مثال عن حيوية هذه السينما التي لا تتوقف عن التطور. ومنذ سنة 2004، كرم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تجارب سينمائية مختلفة هي المغرب سنة 2004، وإسبانيا سنة 2005، وإيطاليا في 2006، ومصر سنة 2007، والمملكة المتحدة سنة 2008، وكوريا الجنوبية سنة 2009، وفرنسا سنة 2010، والمكسيك سنة 2011، والهند سنة 2012، واسكندنافيا سنة 2013، واليابان سنة 2014. كوبولا رئيسا للجنة تحكيم المسابقة الرسمية اختارت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، السنيمائىالأمريكي البارز فرانسيس فورد كوبولا، رئيسا للجنة تحكيم الدورة 15 من المهرجان. وتتشكل لجنة تحكيم هذه الدورة، من أعضاء سمتهم الأساسية التنوع والقدرات السينمائية العالية، وتتكون هذه اللجنة من شخصيات لامعة ومعترف بها دوليا، وتضمناووميكاوازي، مرورا من اليابان، وريشا سادا من الهند، وأولكاكوريلينكو من أوكرانيا، وطوماسفينتبرك من الدنمارك، والهولاندي أنطون كوربين، وجون بيير جوني من فرنسا، وسيرجيو كاستييتو من إيطليا، والممثلة أمال عيوش من المغرب. ويتجلى التنوع الذي يطبع لجنة تحكيم هذه السنة في اختيار أعضاء من مشارب متعددة، كل على حدة يعتبر مرجعا في فنه وأدائه، إنه اختيار يؤكد تموقع وهوية المهرجان حدثا منفتحا على العالم، شغوفا ومتحمسا لهذا الفن، مع تمسكه بأصالته وتجذره في بيئته الثقافية والمجتمعية. تكريم 5 وجوه سينمائية عالمية في إطار التقليد الذي دأبت عليه مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، خلال الدورات السابقة، تقرر في دورة هذه السنة تكريم خمسة وجوه بارزة من آفاق سينمائية متعددة، ويتعلق الأمر بالممثلين الأميركيين بيل موراي، كأبرز وجه سينمائي في بلده وويلامديفو، والمخرج الكوري بارك شان ووك، والنجمة الهندية مادهوريديسكيت، ومدير التصوير المغربي كمال الدرقاوي. واختارت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم، في دورة هذه السنة بيل موراي، بعد أدواره الكوميدية التي لاقت نجاحا في ثمانينيات القرن الماضي مثل "إس أو إس فانتوم" و"توتسي"، وبعد دوره المؤثر في فيلم "لوست إن ترانسلايشن" لمخرجته صوفيا كوبولا عام 2003، ما مكنه من الترشح لجوائز الأوسكار والغولدنكلوبز، وكذلك جائزة الفيلم للأكاديمية البريطانية، فضلا عن كونه أيقونة لسينما الكتاب الأميركيين. أما تكريم الممثل ويلام ديفو فيعود لمساره الفني الذي يشمل 80 فيلما من بينها الفيلم الشهير "ذا لاست تمبتاشين أوف كريست" لمخرجه مارتن سكورسيزي، الذي صورت بعض لقطاته في جنوب المغرب. بعدها، فرض ديفو نفسه لنشاهد له أفلاما من إخراج لارس فان ترير، أبيل فيرارا، ويس أندرسن، دافيد لينش، سام رايمي، كذلك أولفر ستون وكاثرين بيكلو. أما فيما يتعلق بتكريم السينارست الكوري بارك شان ووك، ووفق بيان إدارة المهرجان، فإنه يعود لروح الإبداع والدينامية التي تتسم بها السينما الكورية، ففي سنة 2004 حصل ووك على الجائزة الكبرى في مهرجان "كان" عن فيلمه "أولد بوي" للمخرج الأميركي كانتان تارانتينو، ثم الاعتراف بأعماله سنة 2009، وحصوله على جائزة لجنة تحكيم "كان" عن فيلمه "ثيرست، سوسي إمونسون". يضاف إلى أعماله، فيلمه "ستوكير"، الذي لعبت بطولته النجمة نيكول كيدمان، مما جعله نموذجا في عالم الإخراج. كما ستكرم مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم، الممثلة الهندية ماهوريديكسيت، التي اشتهرت بأفلامها الشعبية، منذ تسعينيات القرن الماضي، ولعبها لشخصية شاندراموخي في فيلم "ديفاس". ومن القارة الإفريقية، سيمثل المغرب كمال الدرقاوي، الذي استقى خبرته الفنية في موسكو، خاصة مع مدير التصوير الروسي فادييم لوسوف، وهو يعمل حاليا في كندا بنظرته الثاقبة المفعمة بثقافة بلده الأصلي. جواكيم رئيسا للجنة تحكيم 'سينما المدارس' أعلنت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، عن أعضاء لجنة تحكيم مسابقة "سينما المدارس" للأفلام القصيرة، الخاصة بالدورة 15 من المهرجان، ويتعلق الأمر بالمخرج البلجيكي جواكيملافوس، رئيس اللجنة، والممثلة الفرنسية آناييسدومستيي، والممثلة والمخرجة فاليريابروني طاديتشي (فرنسا-إيطاليا) والممثلة الإيطالية فاليرياكولينو، والممثل نيلزشنايدر (فرنسا-كندا)، والمخرج المغربي سعد الشرايبي. في دعوته لسينمائيين شباب، يهدف مهرجان مراكش إلى التعبير عن هويته كقاعدة لسينما الغد، بكل تجلياتها وتعابيرها. لهذا يولي المهرجان عناية فائقة لفقرة سينما المدارس لتكون دائما في مستوى هذا التصور. وتترجم هذه الرؤية في تشكيلة لجنة تحكيم ذات مهنية عالية وحظوة كبرى، من خلال أعضائها الشابة، الغنية بتجربتها والمفعمة بتنوعها، اختيار من شأنه أن يعطي فكرة عن توجهات سينما الغد، ويمدنا برسالة حول المستقبل. وحرص المهرجان الدولي للفيلم على الاحتفاء بالشباب، من خلال تحفيزهم، وإتاحة فرص التنافس بينهم، والاهتمام بالمواهب الصاعدة، عبر إحداث مسابقة الفيلم القصير، منذ سنة 2010 بمناسبة الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وتخصيص جائزة مالية مهمة للفائز، ليكون المهرجان محطة لإقلاع السينمائيين الشباب. وأهم مايميز الأفلام القصيرة، التي يجري عرضها في إطار المسابقة، عفوية منتجيها الشباب، الذين تخرجوا من المعاهد السينمائية. وتهدف جائزة الفيلم القصير " سينما المدارس" إلى الكشف عن موهبة وطنية جديدة في مجال الفن السابع من بين طلبة المعاهد ومدارس السينما بالمغرب. وتعتبر الجائزة الكبرى لأفضل فيلم قصير " سينما المدارس" هبة خاصة يمنحها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وتبلغ قيمتها 300000 درهم، تمنح لمخرج الفيلم الفائز، من أجل إنجاز شريطه القصير الثاني. وسيتم تدبير مبلغ الجائزة من قبل مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بحيث سيتم تخصيصها لإخراج فيلم ينجز في غضون ثلاث سنوات، التي تلي الإعلان عنها، وستدعم مؤسسة المهرجان إخراج هذا الفيلم الثاني، من خلال التتبع والمساهمة في مختلف مراحل إنجازه من كتابة السيناريو والإخراج والمونتاج. وحسب مجموعة من الطلبة، الذين يتابعون دراستهم بالمدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش، فإن المهرجان الدولي للفيلم، أصبح فضاء حقيقيا لتبادل التجارب والخبرات بين المهنيين المتمرسين والمخرجين الشباب، ومناسبة تقدم فيها سينما المدارس لأول مرة بالمغرب، وفي إطار تظاهرة كبرى. جامع الفنا ساحة عالمية للفن السابع تستعد ساحة جامع الفنا، قلب مراكش النابض، لاستقبال نجوم السينما العالمية، من خلال عرض أفلام سينمائية من مشارب متنوعة، على شاشة كبرى بالهواء الطلق، جرى نصبها لعرض الأفلام السينمائية المبرمجة خارج المسابقة، طيلة فترة المهرجان الدولي للفيلم، وهو التقليد الذي دأبت عليه مؤسسة المهرجان لعدة سنوات، الهدف منه إيصال السينما إلى الجمهور. وتعتبر مشاهدة الأفلام في ساحة جامع الفنا، التي جرى تصنيفها كتراث للإنسانية من طرف اليونسكو، سحرا في حد ذاته بخصوصيات متفردة، تعود من خلالها عشاق الفن السابع مغاربة وأجانب على مشاهدة الأفلام وسط سحر وجاذبية الساحة، مانحة إياهم فرجة سينمائية ممتعة وليلا ساهرا يكسر برودة الطقس، الذي يجتاح مدينة مراكش، خلال هذه الفترة من السنة. وأصبح فضاء ساحة جامع الفنا،التي ألهمت قصصه الشعبية والدينية المقتبسة من التقاليد الأمازيغية والكناوية والعربية الكثير من الأعمال الأدبية والروائية، أكثر الساحات في المغرب نبضا بالحيوية والحركة . وتوحدت آراء الجمهور حول هذا الفضاء الساحر الذي ازداد جمالا ورونقا بفضل سحر وعجائبية السينما، التي تحل ضيفا مرحبا به بساحة جامع الفنا مع كل دورة من دورات المهرجان، منافسا ل"الحلقات"وقصصها المستوحاة من ألف ليلة وليلة.