تستعد مدينة مراكش لاحتضان الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الدولي للفيلم، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الفترة الممتدة بين 29 نونبر الجاري و07 دجنبر المقبل. الفنان المغربي محمد خيي على مدى 8 أيام سيضيء نجوم الفن السابع من مختلف أنحاء العالم سماء مراكش، تتقدمهم النجمة العالمية شارون ستون، إلى جانب صناع السينما من مختلف الجنسيات٬ لتؤكد مراكش أنها أرض اللقاء والحوار والتعايش. ستعيش المدينة الحمراء على نبض السينما٬ بين عروض أفلام تتنافس على جوائز المهرجان٬ وعروض متنوعة خارج المسابقة٬ وفقرات تكريم٬ ودروس في السينما٬ ولقاءات مفتوحة بين النجوم وجمهور المدينة، وستشهد دورة هذه السنة عرض أزيد من 110 أفلام تمثل 23 دولة، إضافة إلى تكريم خاص للسينما الاسكندنافية. ويستقطب هذا اللقاء السنوي الذي يعمل على نشر الثقافة السينمائية بالمغرب، كفاءات عالية ووجوه عالمية بارزة في الفن السابع، خصوصا بعدما أضحى من المواعيد القارة للفن السابع على غرار كبريات مهرجانات السينما العالمية منذ انطلاقه. ويزداد البريق والتألق لهذا اللقاء الفني السنوي الذي أصبح من أهم المحطات السينمائية وطنيا وعربيا ودوليا، بما يكرس بامتياز، وبرأي الكثير من السينمائيين، المغرب كقطب جذب لعدد من الفاعلين السينمائيين والإعلاميين والمثقفين العالميين. فيلم هندي في افتتاح الدورة 13 تفتتح فعاليات الدورة 13 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بنكهة هندية، من خلال عرض الفيلم الجديد "رام ليلا" للمخرج سانجاي ليلا بانسالي صاحب فيلم "ديفداس"، الذي قدم ضمن القائمة الرسمية المشاركة في مهرجان "كان" السينمائي سنة 2002 والحاصل على جائزة "بافتا " لأفضل فيلم أجنبي، بحضور كل من المخرج سانجاي ليلا بانسالي والممثلة ديبيكا بادوكون. تكريم السينما الاسكندنافية اختارت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تكريم السينما الاسكندنافية، خلال دورته الثالثة عشرة، لتتوج بذلك ثراء وحيوية هذه السينما خلال السنوات الأخيرة وعمق العلاقات التي جمعتها بالمهرجان، بعد التكريم، الذي حظيت به السينما المغربية سنة 2004، والإسبانية سنة 2005، والإيطالية سنة 2006، والمصرية سنة 2007، والبريطانية سنة 2008، والتيلاندية سنة 2009، والكورية سنة 2010، والمكسيكية سنة 2011، والهندية خلال السنة الماضية. ويواصل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش دعمه للمواهب من خلال تكريم الصناعة السينمائية للدول الاسكندينافية، حيث منذ بدايته والمهرجان يشيد بغناها وتنوعها من خلال اختيار أفلام للتنافس في المهرجان ومكافأة الفيلم الدانماركي "اختطاف" للمخرج "توبياس ليندولم" بجائزة لجنة التحكيم وجائزة أفضل ممثل، وسيواصل المهرجان في دورته الثالثة عشر تسليط الضوء على الروابط المشتركة بين أضواء الشمال والنجوم الساطعة بالمغرب. وسيتميز برنامج التكريم الذي سيقام ليلة الأربعاء 4 دجنبر 2013، بحضور وفد مكون من ممثلين ومخرجين ومنتجين اسكندنافيين، برئاسة المخرج الدنماركي بيل أوغوست الحاصل مرتين على جائزة "السعفة الذهبية" بمهرجان كان، عن فيلميه "بيلي الفاتح" و"أفضل النوايا". سكورسيزي رئيسا للجنة التحكيم اختيار سكورسيزي رئيسا للجنة تحكيم الأفلام الطويلة المتنافسة على لقب الدورة 13، يؤكد مواصلة مهرجان مراكش مسيرة تكريم فن الإخراج، إذ سبق للمخرج وكاتب السيناريو والمنتج البريطاني جون بورمان أن ترأس لجنة تحكيم الدورة 12، والمخرج الصربي أمير كوستوريكا لجنة تحكيم الدورة ال11 للمهرجان، فيما ترأس المخرج الأمريكي جون مالكوفيتش لجنة تحكيم الدورة العاشرة، بينما ترأس المخرج الإيراني عباس كياروستامي لجنة تحكيم الدورة التاسعة، والمخرج الأمريكي باري ليفنسون لجنة تحكيم الدورة الثامنة، والمخرج التشيكي ميلوس فورمان لجنة تحكيم الدورة السابعة، والمخرج البولوني رومان بولانسكي لجنة تحكيم الدورة السادسة، والمخرج الفرنسي جون جاك أنو لجنة تحكيم الدورة الخامسة، والمخرج البريطاني آلان باركر لجنة تحكيم الدورة الرابعة، والمخرج الألماني فولكر شلونورف لجنة تحكيم الدورة الثالثة، والممثلة الفرنسية جان مورو لجنة تحكيم الدورة الثانية، والممثلة الإنجليزية شارلوت رامبلين لجنة تحكيم الدورة الأولى. وتتجسد روابط المخرج الأمريكي سكورسيزي المتينة مع المغرب والمغاربة من خلال فيلم "الحال" لأحمد المعنوني (1981)، الذي اهتم بمجموعة ناس الغيوان، حيث يعتبر المخرج الأمريكي أن الروح الموسيقية مصدر حقيقي للإلهام. فيلمان مغربيان في المسابقة الرسمية يدخل 15 فيلما مطولا عبارة عن أفلام أولى أو ثانية، تمثل تجارب ومدارس سينمائية مختلفة، غمار المنافسة على جوائز الدورة 13 من المهرجان، (جائزة النجمة الذهبية، والجائزة الكبرى، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل ممثل وممثلة)، وتتكون لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، التي يرأسها المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي، من المخرجة المغربية نرجس النجار، والممثلات الأمريكية باتريشيا كلاركسون، والفرنسية ماريون كوتيار، والإيرانية غولشيفتيح فرحاني، والمخرجين الألماني التركي فاتح أكين، والمكسيكي أمات اسكلانت، والهندي أنوراغ كاشياب، والكوري الجنوبي بارك تشان-ووك، والإيطالي باولو سورينتينو. وتحضر السينما المغربية في المسابقة الرسمية في دورة هذه السنة، من خلال عملين في إطار الإنتاج المشترك، ويتعلق الأمر بفيلم "حمى" إنتاج مغربي فرنسي إماراتي، من إخراج هشام عيوش، ويشارك في بطولته ديديي ميشون، وسليمان الدازي، وفريدة عمروش ولونيس تازايرت، وتوني هاريسون، أما الفيلم الثاني فهو "خونة"، إنتاج مغربي أمريكي، من إخراج شين غوليت، ويلعب بطولة الفيلم شيماء بن عشا، وصوفيا عصامي، ونادية نيازي، وإدريس الروخ، ومراد الزكندي، ومرجانة العلوي. سينما المدارس يفسح مهرجان مراكش المجال أمام طلبة مدارس السينما لصقل مواهبهم والاحتكاك بأجواء المنافسة السينمائية، من خلال مسابقة للأفلام القصيرة، وحرص المهرجان الدولي للفيلم على الاحتفاء بالشباب، من خلال تحفيزهم، وإتاحة فرص التنافس بينهم، والاهتمام بالمواهب الصاعدة، عبر إحداث مسابقة الفيلم القصير، وتخصيص جائزة مالية مهمة للفائز، ليكون المهرجان محطة لإقلاع السينمائيين الشباب. وتسعى مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، من خلال إحداث مسابقة الأفلام القصيرة، إلى خلق مجال للإبداع السينمائي ومنح فرصة الإدماج المهني لفائدة السينمائيين المبتدئين. وتهدف جائزة الفيلم القصير "سينما المدارس" إلى الكشف عن موهبة وطنية جديدة في مجال الفن السابع من بين طلبة المعاهد ومدارس السينما بالمغرب. وتتكون لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، التي يرأسها المخرج المغربي نورالدين لخماري، من الممثلة الفرنسية استريد بيرغيس فريزبي، والمخرجة الإيطالية وكاتبة السيناريو كريستينا كومانشيني، والكاتب والمخرج الأفغاني طارق رحيمي، والممثلة والمخرجة الفرنسية سيلفي تيستود. ماستر كلاس يواصل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تقديم دروس في "الماستر كلاس" لتقريب السينما من الجمهور، وتقاسم التجارب والتكوين، سيستفيد منها مجموعة من السينمائيين من ضيوف المهرجان، إلى جانب طلبة معاهد التكوين السينمائي، من خلال لقاءات فنية سينمائية مع كل من المخرج الأمريكي جيمس غراي، والمخرج والمؤلف الفرنسي برونو دمون، والمخرج الإيراني عباس كياروستامي، والناقد السينمائي الفرنسي ريجي دوبراي، والمخرج الدانماركي نيكولاس ويندنغ ريفن، الفائز بجائزة الإخراج في مهرجان كان الرابع والستين. وتشكل دروس السينما"الماستر كلاس" التي تنظم في إطار المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أحد الأنشطة الأكثر إثارة للاهتمام من حيث حجم ونوعية الحضور المقبل على الاستفادة من تجارب أسماء محنكة في عالم الفن السابع. دعم الإنتاج المغربي خصصت مؤسسة المهرجان فقرة"نبضة قلب" التي تدعم من خلالها جودة الإنتاج السينمائي المغربي، وستعرف دورة هذه السنة برمجة فريدة لأفلام مغربية تدنو من النضج، في أعمال مميزة، منها فيلم "وراء الأبواب المغلقة" للمخرج محمد أحمد بنسودة، و" كان يا ماكان" للمخرج سعيد سي الناصري، و"سارة" لسعيد الناصري، وفيلم " هم الكلاب" للمخرج هشام العسري تكريم نجوم السينما في إطار التقليد الذي دأبت عليه مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش خلال الدورات السابقة، تقرر في دورة هذه السنة تكريم مجموعة من كبار السينمائيين العالميين، سواء في الإخراج أو التمثيل أو الإنتاج، ويتعلق الأمر بالنجمة الأمريكية شارون ستون، والممثلة الفرنسية جولييت بينوش، الحاصلة على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة ثانوية عن دورها في فيلم "المريض الإنجليزي"، والمخرج الياباني هيرو كازوكوري الفائز بجائزة لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي دورة 2013 عن فيلمه "الولد سر أبيه"، والممثل المغربي محمد خيي الذي تميز في العديد من الأدوار السينمائية، والمخرج الأرجنتيني فرناندو سولاناس.