أعيد بعد ظهر أول أمس الأربعاء، تمثيل وقائع الجريمة البشعة، التي اهتز على وقعها سكان سيدي بنور، وراح ضحيتها رجل تفحمت جثته بشكل كامل، في حريق شب بغرفة نومه، تبين أنه مفبرك، بعدما كشف المحققون أن زوجة الضحية، هي من انتقم منه بتلك الطريقة. وتعود وقائع النازلة المأساوية إلى ليلة السبت الماضي، حين علمت مصالح الأمن بنشوب حريق في أحد المنازل، لقي على إثره شخص حتفه. وهرعت عناصر الضابطة القضائية لدى المفوضية الجهوية للشرطة بسيدي بنور، إلى مسرح النازلة، وباشرت تحرياتها الميدانية، واستعانت برجال الوقاية المدنية، لانتشال الجثة من بين ألسنة النار، بعدما تفحمت عن آخرها. ولاستجلاء حقيقة ما جرى، أخضع المحققون زوجة الهالك للاستنطاق، التي أفادت أن شريك حياتها كان أحيل على التقاعد، بعد اشتغاله حارسا لدى وحدة إنتاجية بسيدي بنور، وكان مدمنا على احتساء الخمر. وأضافت الزوجة، في معرض تصريحاتها، أنه في حدود الحادية عشرة من ليلة السبت الماضي، عاد الهالك إلى المنزل الواقع بحي الفتح، وكان كعادته في حالة سكر طافح، أحس إثره بدوران وآلام في الرأس. وقالت الزوجة "دخل المطبخ، وحمل قنينة غاز من الحجم الصغير، وإبريقا، وأخذهما معه إلى غرفة النوم، بغية تحضير فنجان قهوة. إلا أنه سرعان ما فقد توازنه، ما جعله يسقط قنينة الغاز، التي كانت ألسنة النار الزرقاء تتصاعد منها، وامتدت من ثمة إلى الفراش والأغطية، لتلتهم جسمه، ولم تترك له فرصة للخلاص، خاصة أن باب الغرفة كان مغلقا، كما أن باقي أفراد الأسرة، كانوا يخلدون للنوم، في غرفة بالجوار. ولم يفطن الأهل والجيران إلى النازلة المأساوية، إلا بعد أن سمعوا ذوي انفجار قنينة الغاز". لم يقتنع المحققون بهذه الرواية، التي نسجت الزوجة وقائعها بشكل محبوك لتضليلهم، إذ حاصروها بسيل من الأسئلة التي أحرجتها، وجعلتها تدلي كل مرة بأجوبة ومبررات واهية. وانهارت المتهمة ولم تجد بدا من الاعتراف، والإقرار بكونها الجانية، معللة ذلك بالنزاعات التي كانت تواجهها باستمرار مع زوجها، التي اضطرت جراءها إلى تسجيل 3 شكايات في حقه. واستغلت الزوجة كون زوجها مدمنا على شرب الخمر، لارتكاب جريمتها التي اعتقدت أنها ستكون كاملة، وحضرت لها بإحكام، إذ أرسلت ابنها القاصر، ذا 14 ربيعا، لاقتناء البنزين من محطة للوقود، دون أن يعلم الابن بنواياها ومخططها الإجرامي. وعند عودته، أدخل الزوج معه، وعلى غرار عادته، قنينة غاز من الحجم الصغير، وإبريقا، إلى غرفة النوم، التي كان يوجد داخلها بمفرده. وأضرمت الزوجة خلسة النار فيها، وأحكمت إقفال الباب عليه، وانفجرت "البوطا"، ولقي الضحية مصرعه في الحين، ما أدى إلى تفحم جثته عن آخرها. واعتقدت الزوجة أن وقائع حالة السكر التي كان عليها الهالك، وانفجار قنينة الغاز، وتفحم الجثة، ستضلل المحققين، وأنهم سيدرجون النازلة على أنها عرضية، وبالتالي سيتسنى لها التخلص من زوجها الذي كان يعكر عليها حياتها، حسب تصريحها، وكذا، الاستفادة من الميراث، الذي هو عبارة عن منزل كبير، ناهيك عن أجر المعاش. ووضعت الضابطة القضائية، يوم الثلاثاء الماضي، المتهمة تحت تدابير الحراسة النظرية، في انتظار إحالتها على النيابة العامة، كما استمع المحققون إلى المشرف على محطة البنزين، في حالة سراح.