شيعت، بعد صلاة ظهر أول أمس الخميس، في موكب جنائزي رهيب بمقبرة المجاهدين بطنجة، جنائز ضحايا جريمة حي البرانص، التي راح ضحيتها ثلاث نساء بعد تعرضهن لمجزرة بشعة.جانب من الموكب الجنائزي (العاقل) وحضر مراسيم الجنازة المئات من المواطنين، رجالا ونساء، توافدوا على مسجد عمر بن الخطاب، وانطلق من هناك الموكب الجنائزي مشيا على الأقدام إلى المقبرة. تعود وقائع الجريمة النكراء إلى الثلاثاء الماضي، عندما لقيت ثلاث نساء من عائلة واحدة مصرعهن ذبحا بأحد المنازل بحي البرانص 1 (خلف مسجد الأزهر) بمدينة طنجة، في أبشع جريمة قتل عرفتها مدينة البوغاز. ويتعلق الأمر بالأم (السعدية) البالغة من العمر 55 سنة، وابنتها (هنيدة) البالغة من العمر 32 سنة، أما الضحية الثالثة فهي إحدى قريباتها وتدعى رشيدة ( 35) سنة، التي كانت لدى العائلة في إطار زيارة عزاء في وفاة والدة الزوج. وأكد مصدر مقرب من الأسرة المكلومة أن الجثث عثرت عليها (فاطمة الزهراء) إحدى بنات الضحية (السعدية)، بعد عودتها من المدرسة، إذ طرقت باب المنزل دون سماع أي رد فانتقلت إلى الواجهة الأخرى للمنزل، حيث يوجد مرآب السيارة ، فوجدت باب (الكاراج) مفتوحا فدخلت منه للمنزل فبدأت تنادي أمها انطلاقا من الطابق السفلي، ولما صعدت للطابق الثالث لقيت أمها وأختها وصديقة العائلة مضرجات في دمائهن، بعد أن تعرضن للذبح من الوريد إلى الوريد بطريقة بشعة. وخرجت فاطمة الزهراء تصرخ طالبة النجدة من الجيران، الذين عاينوا الحادث المأساوي فقاموا بالاتصال بزوج الضحية (محمد عنان)، الذي يعمل جمركيا بدرجة (ملازم) بالإدارة الجهوية للجمارك بطنجة، مقبل على التقاعد. وعرف حي البرانص فور علم المصالح الأمنية بالجريمة البشعة استنفارا أمنيا، إذ طوق الحي بعناصر الشرطة القضائية، والقوات المساعدة. وانتقلت عناصر الشرطة العلمية إلى مسرح الجريمة لمعاينة واقتفاء آثار مرتكبي هذه المذبحة، التي تجهل لحد الساعة أسبابها، إذ يعتقد أن تكون بدافع الانتقام أو السرقة، خاصة بعد اختفاء الهواتف المحمولة للضحايا والعثور على كيس بداخله بعض المجوهرات من ذهب . وأمام هذه الجريمة النكراء، التي اهتز لها سكان المدينة، أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق شامل لكشف ملابسات الجريمة وتحديد هويات المتورطين، إذ قامت عناصر الشرطة القضائية بحملات تمشيطية واسعة النطاق بالأحياء المجاورة للبرانص والأماكن المشبوهة. يشار إلى أن مصالح الشرطة القضائية، رفقة عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي قدمت من الرباط في الساعات الأخيرة من ليلة وقوع الجريمة، تعمل على قدم وساق قصد الوصول إلى فك لغز هذه الجريمة.