أحالت أخيرا مصلحة الشرطة القضائية بمفوضية سيدي بنور، أحد تجار المخدرات في المنطقة، بموجب مسطرة تلبسية، على وكيل الملك بمحكمة الدرجة الأولى بسيدي بنور، من أجل الحيازة والاتجار في المخدرات وماء الحياة، وحيازة دراجة نارية متحصلة من سرقة.ويتعلق الأمر بالمدعو توفيق (19 سنة)، يتحدر من دوار القرية المحاذي لمدينة سيدي بنور. وتمكنت المصلحة الأمنية بسيدي بنور من وضع اليد على المتهم، إثر معلومة تلقتها مصلحة الديمومة، الأسبوع الماضي، تفيد وجود المتهم بشارع الأمير سيدي محمد بسيدي بنور، على متن دراجة نارية من نوع "موطوبيكان"، بمحاذاة الثانوية التأهيلية الإمام الغزالي، بصدد الاتجار في المخدرات. وانتقلت فرقة الأبحاث التابعة للقسم القضائي، على متن سيارة غير مميزة إلى المكان المستهدف بالتدخل، وحاصرت المشتبه به، الذي باءت محاولة فراره بالفشل، لتضبط بحوزته كمية من المخدرات معدة للبيع، ومبلغا ماليا، ليجري تصفيده واقتياده إلى المصلحة الأمنية، إذ وضع تحت تدبير الحراسة النظرية، فيما وضعت الدراجة النارية في المحجز البلدي. وإثر تنقيط المتهم على الناظم الإلكتروني وبجذاذات المحفوظات المحلية، تبين أنه من ذوي السوابق العدلية، قضى عقوبات سالبة للحرية، لتورطه في سرقات بالنشل في الأسواق القروية التابعة لإقليم الجديدة، والسكر العلني البين، والضرب والجرح، كما كان يجري البحث عنه، بموجب برقيات ومذكرات بحث وتوقيف، صادرة في حقه على الصعيد الوطني، لضلوعه في ست مساطر جنحية، كانت الضابطة القضائية أحالتها على النيابة العامة. كما أقر جميع المشتبه بهم في تصريحاتهم المدونة في محاضر استماعهم القانونية، أنهم كانوا يتزودون بمختلف أنواع السموم (شيرا وكيف وماء الحياة)، من لدن مروج المخدرات المدعو توفيق، الذي كان يمارس نشاطاته الإجرامية المحظورة، في واضحة النهار، بالحقول المجاورة لدوار القرية. وأبانت التحريات أنه كان يتزود بالمخدرات وماء الحياة، من الملقب ب (ولد الحاجة) والمدعو (خ)، اللذين يقطنان على التوالي بدوار الربيعات، وسبت المعاريف، وكان يعيد بيعها بالتقسيط، خارج منطقة النفوذ الترابي لمفوضية الشرطة بسيدي بنور، تحديدا في الخلاء الفاصل بين دوار القرية والربيعات، وفي الشارع المؤدي إلى الدوارين، وكذا، في الحقول المجاورة. وبالنسبة للمروج الأول (ولد الحاجة)، كان يتزود منه يوميا ب 100 غرام من مخدر الشيرا، وكيلوغرام من مادة الكيف وأوراق التبغ المهرب. وبالنسبة للمروج الثاني المدعو (خ)، فكان يتزود منه يوميا ب 10 لترات من مسكر "الماحيا". وعن الدراجة النارية، التي ضبطت بحوزته لحظة اعتقاله، التي لا تتوفر على رقم إطارها الحديدي، فتبقى متحصلا عليها من السرقة، كان المشتبه به اقتناها من الملقب ب (ب)، الذي يقطن بإحدى الدواوير، المحاذية لسيدي بنور. وإثر استكمال إجراءات البحث والتحريات، أحالت الضابطة القضائية المتهم، في حالة اعتقال، على وكيل الملك بمحكمة الدرجة الأولى بسيدي بنور، فيما أصدرت مذكرات بحث وتوقيف في حق مروجي السموم المدعوين (ولد الحاجة) و(خ)، وسارق الدراجة النارية (ب)، التي كان مروج المخدرات الموقوف يتنقل على متنها، لاقتناء وترويج السموم. وبالموازاة، وضعت الضابطة نسخة من المسطرة القضائية والمحجوزات، رهن إشارة إدارة الجمارك بالجديدة، بغية تقديم عريضة مطالبها المدنية، للمحكمة. ويندرج اعتقال مروج السموم المدعو توفيق، في إطار الحملات التطهيرية، التي تشنها مفوضية سيدي بنور، التي أبانت، بالرغم من محدودية الأطر الأمنية العاملة لديها، وضعف البنايات والبنيات التحتية، والتجهيزات والدعم اللوجستيكي المخصص لها، ﴿أبانت﴾ عن نجاعة في التصدي لمروجي السموم، والمبحوث عنهم، والمنحرفين، الذين كانوا يتخذون من دوار القرية، طيلة السنوات الماضية، معقلا وملاذا آمنا لهم، ولنشاطاتهم المحظورة، التي كانوا يمارسونها، في واضحة النهار. وأصبح دوار القرية، الذي يناهز سكانه 15 ألف نسمة، خاضعا، منذ شهر يونيو 2009، للنفوذ الترابي لجماعة سيدي بنور، إذ اعتقلت المصالح الأمنية بسيدي من داخل هذا التجمع السكني، خلال الفترة الممتدة من 1 يونيو الماضي، إلى غاية 15 يناير 2010، زهاء 90 مشتبها به، متورطين في قضايا تتعلق بالحيازة والاتجار واستهلاك المخدرات، من ضمنهم المدعوين شبيهة، ومهيدرة، والعشرة، وولد لملالحة، وكبيبة، وولد بن كرير، وولد الخضار. إضافة إلى إيقاف أربعة من كبار مروجي "الماحيا"، المدعوين حميد، وفاكس، وعسيلة، وولد القرد، فيما فضل باقي المنحرفين الإقامة خارج دوار القرية، وممارسة نشاطاتهم في الحقول والدواوير المحاذية، تفاديا للوقوع في شراك العناصر الشرطية، التي مافتئت تلاحقهم ليل نهار، وتضيق عليهم الخناق.