أودت حادثة سير وقعت الأسبوع الماضي، على الطريق الرابطة بين دواري أولاد العوني وأولاد ازبير، بإقليم سيدي بنور، بحياة مروجين للمخدرات، من ذوي السوابق العدلية، كانا يعترضان سبيل المواطنين، ويعرضانهم للسرقة بيد مسلحة. وعلمت "المغربية" أن الضحيتين كانا على متن دراجة نارية، ويعتزمان ترويج كمية من السموم في نقطة التقاء متعارف عليها مع زبنائهم، وأثار انتباههما فجأة سيارة رباعية الدفع، كانت تسلك الطريق ذاته. وإثر شكوك راودتهما، رفعا من إيقاع سرعة دراجتهما، وعندما اقتربت منهما السيارة، حاولا، في حركة غير محسوبة العواقب، تفاديها، وغيرا اتجاههما بشكل مباغث، صوب مسلك يؤدي إلى أرض خلاء، ما أفقدهما توازنها، وجعلهما يصطدمان ببقرة كانت ترعى. وسقط الضحية الأول على سكين كبير، كان يخفيه، تحت ثيابه، أرداه قتيلا، فيما لفظ شريكه الثاني الذي كان بحوزته أيضا سكين كبير، أنفاسه، أثناء نقله إلى المستشفى. واستشرت بجماعة الزمامرة تجليات الانحراف، وأغرق مروجو المخدرات النقط السوداء بمختلف أنواع السموم (شيرا وكيف وأقراص مهلوسة وخمور)، مع تسجيل اعتراض اللصوص سبيل المواطنين وسلبهم ما بحوزتهم، تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض. وأضحت دواوير غير بعيدة من الزمامرة، وطرق جهوية وثانوية تمر عبر دواوير أولاد العوني، وأولاد ازبير، وأولاد الطاهر امحمد، والعتامنة، والمناقرة الحدادة، معاقل ينشط فيها المنحرفون. وأضحى "فيلاج براكة تيسي" نقطة سوداء، إذ تنشط منذ أمد بعيد، على هذا المحور الطرقي الرئيسي، الرابط بين الجديدة وآسفي، عصابة من قطاع الطرق، أفرادها مدججون بالأسلحة البيضاء، ويعترضون سبيل مستعملي الطريق. واستقت "المغربية" شهادات مدوية من مهندس معماري وصيدلانية، كانا ليلة الأحد 17 يناير 2010، ضحيتين، وشاهدي عيان على نازلة، أبطالها أكثر من عشرة عناصر من قطاع الطرق، مدججين بالسكاكين والهراوات، كانوا يقومون بتفتيش جيوب ركاب ثلاث سيارات خفيفة، كانت مستوقفة على جنبات الطريق. وأبلغ قريب للضحيتين بالهاتف، مسؤولا بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، الذي أمر بانتقال دورية من مركز درك الزمامرة، إلى مسرح النازلة، الذي لا يبعد عن بلدية الزمامرة، إلا بعشر كيلومترات. وينتظر الرأي العام أن تفتح مفوضية الشرطة أبوابها بالزمامرة، بعد أن كانت الإدارة العامة للأمن الوطني برمجت ذلك، خلال أكتوبر الماضي، لتعزيز الحضور الأمني على تراب هذه المدينة ذات الطابع القروي، لمواجهة الجريمة والمجرمين. وفي إطار التصدي لمظاهر الإجرام بإقليم سيدي بنور، اعتقلت أخيرا مصلحة الشرطة القضائية بمفوضية سيدي بنور، أحد أباطرة المخدرات، يتحدر من دوار القرية، يدعى توفيق (19 سنة)، قضى عقوبات حبسية، لتورطه في سرقات بالنشل داخل الأسواق القروية، والسكر العلني البين، والضرب والجرح، كان مطلوبا للعدالة، بموجب برقيات ومذكرات بحث وتوقيف، صادرة في حقه على الصعيد الوطني، لضلوعه في ستة مساطر جنحية، كانت الضابطة القضائية أحالت بموجبها، على النيابة العامة، متهمين، أقروا في محاضر استماعهم القانونية، أنهم كانوا يتزودون بالسموم، من المدعو توفيق، الذي كان يقتني يوميا، من المدعوين (ب) و(خ)، بدوار الربيعات، وسبت المعاريف، كميات مهمة من الشيرا والكيف والتبغ المهرب وماء الحياة. وكان يمارس نشاطاته المحظورة، في واضحة النهار، خارج المدار الحضري لسيدي بنور، في الخلاء الفاصل بين دوار القرية والربيعات، وفي الشارع المؤدي إلى الدوارين، وفي الحقول المجاورة. واعتقلت المصلحة الأمنية أخيرا، من دوار القرية، الملقب ب"ولد الشواي"، الذي شكل موضوع بحث من قبل مصالح الدرك الملكي بهذه المدينة، لتورطه في الاتجار في المخدرات، وتكوين عصابة إجرامية، بموجب برقيتي بحث.