تعتبر لعبة كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية ببلادنا وبعموم دول العالم، تأسر قلوب عشاقها وتستهوي الصغار والكبار على حد سواء، فدحرجة الكرة على الأرض لاتعادلها فرحة ولايماثلها انتشاء. وخلال شهر الصيام الحالي الذي نعيش أيامه، بات حضور كرة القدم أقوى من الأيام العادية، حيث تكثر الدوريات وتنشط المقابلات الرياضية، إقبال على الممارسة يقابله ضعف في التجهيزات الرياضية، فلم يعد أمام محبي هذه الرياضة من مناص أو بد سوى احتلال المساحات الفارغة من البقع الأرضية الموجودة هنا أو هناك، وفي حال عدم قدرتها على احتوائها تصبح الأزقة والشوارع بالأحياء الراقية والشعبية منها ملاذا مفضلا لهم وبديلا آخر لابديل عنه، لتحويلها إلى ملاعب باستعمال الشباك والمرمى أو باستعمال الحجارة! «استنبات» الملاعب هنا وهناك، ضرورة فرضها الواقع لافتقاد العديد من الأحياء البيضاوية لفضاءات لممارسة الرياضات بمختلف أنواعها وكرة القدم على الخصوص، ومؤشر على الخصاص المسجل في هذا الباب، لكون جل المجالس المنتخبة البيضاوية لم تجعل منها نقطة أساسية في برامجها، علما بأن الكل انطلق للحديث عن تشجيع الرياضة وإحداث الفضاءات الرياضية وكل الفضاءات التي من شأنها تشجيع الشباب على الخلق والإبداع وإبراز وصقل مواهبهم، وهو الخطاب الذي بلغ ذروته بعد التفجيرات الإرهابية لأحداث 16 ماى، إلا أن واقع حال دروب العاصمة الإقتصادية يؤكد وبالملموس أن كرة القدم استطاعت أن تهزم المجالس المنتخبة في مقابلة تجمع بين المواطنين والمنتخبين! وفي انتظار تحقيق ذلك، يبقى على الراغبين في مزاولة كرة القدم، البحث لهم عن مساحات بالشارع العام، وعلى المواطنين التعايش مع ضجيجهم وصخبهم وتحمل «الأذى» الصادر عن بعضهم، الذي يستهدف منازلهم وأطفالهم ومسنيهم وسياراتهم... تأدية منهم لضرائب إهمال غيرهم!