الهزيمة واردة في العرف الرياضي.. لكن أشكالها تختلف من محطة لأخرى، وانعكاساتها تتنوع من جيل لجيل.. والمنتخب الوطني لكرة القدم تعرض لهزائم كثيرة، شأنه شأن منتخبات أخرى.. إلا أن أقسى هزائم المنتخب الوطني هي التي عجز فيها عن تدبير ما بعد المرحلة ! تتعالى كل الأصوات مستنكرة التردي الذي عرفه المشهد الكروي في العقدين الماضيين، خاصة في السنة الحالية التي عرفت إقصاء مذلا للمنتخب الوطني من كأسي إفريقيا والعالم. وتتسع دائرة السؤال والنقاش حول سبل الإنقاذ، والتفكير في إيجاد الحلول الناجعة عوضا عن طرح مسكنات تخفف من وجع الرأس، لكنها ما تلبث أن تغذيه وتساعده على مزيد من الارتفاع والنمو! من جملة هاته الأسئلة التي تشغل بال المتتبعين والمهتمين، ما يتعلق بالاستراتيجية المفروض وضعها للنهوض بكرة القدم الوطنية، وإرجاع الروح للمنتخب الوطني الذي فقد توازنه وقوته، وتراجع حضوره حتى أصبح يحتل المرتبة 63 عالميا، كأسوأ مركز يجد نفسه فيه عبر تاريخه الطويل! تاريخيا، تعرض المنتخب الوطني لهزات وهزائم عديدة بعضها شكل صدمات قاسية جدا.. في 1964 أمام نيجيريا، في 1974 أمام الزايير برسم آخر جولة من إقصائيا كأس العالم بألمانيا، وفي 1978 أمام تونس برسم المحطة الأخيرة من إقصائيا كأس العالم بالأرجنتين، في 1979 أمام الجزائر، في 1981 أمام الكامرون بالقنيطرة، في 1988 بالدارالبيضاء أمام الكامرون، في 1994 بمونديال الولاياتالمتحدة أمام السعودية، في 2002 أمام تونس، في 2004 بكأس إفريقيا أمام تونس، في 2006 أمام نفس المنتخب التونسي في إقصائيات كأس العالم، في 2008 في نهائيات غانا أمام غينيا وغانا، وأخيرا في تصفيات كأسي العالم وإفريقيا التي اتسم فيها الحضور المغربي بالضعف وبالأداء الباهت. لكن بين كل تلك الهزائم القاسية، اختلفت طريقة تدبير المرحلة، وتجاوز النكبة.. فقد نجحت الكرة الوطنية في استعادة توازنها بعد تلقيها لبعض الهزائم الكبيرة، فيما فشلت في تدبير مرحلة ما بعد محطة الهزيمة والاقصاء.. محطات شهدت اندحارا مخيفا للمنتخب الوطني قاطرة كرة القدم الوطنية. تدخلات ملكية لتدبير المرحلة.. في سنة 1972، تلقى المنتخب الوطني هزيمة قاسية بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد أمام المنتخب الجزائري بميدان هذا الأخير، وفي لقاء الإياب بالدارالبيضاء، تدخل الملك الراحل الحسن الثاني شخصيا في تحديد تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم قبل موعد المباراة بيوم واحد! كانت المواجهة بين المنتخبين برسم تصفيات كأس إفريقيا للأمم 1972 التي كانت ستحتضنها الكامرون، وكان حينها المنتخب الوطني قد عاد من الجزائر منهزما في لقاء الذهاب بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، ليفوز بالدارالبيضاء بحصة ثلاثة أهداف لصفر وينال بطاقة المرور إلى نهائيات البطولة الافريقية بالكامرون! فمنذ سنة 1957، وطيلة 52 سنة الماضية، شهد محيط تسيير رياضة كرة القدم الوطنية تدخلات ملكية مباشرة وغير مباشرة في تدبير المراحل التي تتلو هزائم المنتخب الوطني. هكذا إذن، ومباشرة بعد إقصاء المنتخب الوطني أمام نظيره الاسباني برسم لقاء السد المؤدي لحضور نهائيات كأس العالم الشيلي 62، قام الراحل الحسن الثاني بتعيين إدريس السلاوي رئيسا للجامعة خلفا للدكتور بوستة الذي كان قد عين كأول رئيس للجامعة من طرف محمد الخامس سنة 1957. في سنة 1974، وفي خضم التنافس حول كسب مقعد بنهائيات كأس العالم بألمانيا، وكان المنتخب الوطني آنذاك، من بين أبرز المرشحين على الاطلاق، سيتلقى هزيمة قاسية تعددت أسبابها أمام الزايير، وسيكون من نتائجها الدفع بعثمان السليماني لتولي مهمة الرئاسة حيث سيقود الكرة الوطنية إلى تحقيق أهم إنجاز كروي عبر تاريخها وهو الفوز بكأس إفريقيا للأمم بإثيوبيا سنة 1976، كما عرفت الكرة الوطنية في عهده فوز النجم أحمد فرس بأول كرة ذهبية إفريقية للمغرب سنة1975. بعد هذا التاريخ، وبعد سلسلة التدخلات الملكية لتدبير مراحل ما بعد الهزائم، سيفتح عهد جديد سيعرف تقلد رجال العسكر مهام التسيير الكروي الوطني. وذلك بعد أن تم تعيين الكولونيل المهدي بلمجدوب على رأس الجامعة من 1977 إلى 1979، وقبلها كان ناخبا وطنيا اشتهر بشخصيته القوية والمحبوبة من طرف لاعبي المنتخب الوطني. بعد ذلك، ومباشرة بعد هزيمة المنتخب الوطني بالدارالبيضاء أمام الجزائر وبحصة مستفزة وصلت إلى خمسة أهداف مقابل هدف وحيد للمغرب، ستحل الجامعة، وسيتم تعيين لجنة إدارية برئاسة فضول بنزروال أحد أطر وزارة الشبيبة والرياضة حينها، حيث سيمتد مقامه لسبع سنوات متتالية بداية من 1979 وإلى غاية 1986. كما سيتم حل المنتخب الوطني ولاعتماد على عناصر شابة. في سنة 1986، عادت «الشرعية» للجامعة، وتمت تسمية الضابط العسكري إدريس باموس رئيسا للجامعة، حيث سيستمر مقامه بها إلى غاية سنة 1992. في سنة 1993، سيعود الملك الراحل الحسن الثاني ليعين أحد رجالاته العسكريين خلفا لباموس، حيث أسندت مهمة رئاسة الجامعة للكولونيل الحسين الزموري، لكنه لم يعمر لأكثر من موسم واحد، بعد أن أخفق المنتخب الوطني في مونديال الولاياتالمتحدة سنة 1994، وتلقيه هزيمة قاسية أمام المنتخب السعودي، بالرغم من أن نتيجتها (2/1) لم تكن بالعريضة، ولكنها كانت مؤثرة وسببا في مغادرة المنافسات برأس صاغر! ومنذ 1994، سيرتفع عدد سجلات هزائم المنتخب الوطني، وسيمتد ذلك إلى غاية 16 أبريل من سنة 2009، اعتبر فيها الجنرال حسني بنسليمان محظوظا بشكل كبير، نظرا لاستقراره كرئيس للجامعة دون أن يتزعزع من مكانه، منذ عين رئيسا للجنة مؤقتة مكلفة بتسيير شؤون كرة القدم الوطنية، إلى غاية 1999، حيث تم «تعيينه» رئيسا للجامعة! ومباشرة بعد تلقي المنتخب الوطني لهزيمته أمام الغابون برسم أولى مباريات إقصائيات كأسي العالم وإفريقيا، سيتم «انتخاب» علي الفاسي الفهري رئيسا للجامعة، ومسؤولا عن تدبير مرحلة ما بعد هزيمة الغابون.. فهل نجح في ذلك؟ الأكيد أن الجواب يعرفه الجميع! عن لغة الهزيمة وتأثيراتها وكيف يمكن تجاوزها، يقول حمادي حميدوش لاعب ومدرب دولي سابق: «.. الهزائم التي عشتها خلال مشواري الكروي كلاعب دولي قليلة جدا والهزيمة التي كانت نوعا ما قاسية كانت ضد نيجيريا خلال إقصائيات الألعاب الأولمبية بطوكيو 1964 ، ولكن تخطيناها بانتصارنا عليهم بالدارالبيضاء (4 / 1) ثم انتصرنا عليهم في المباراة الفاصلة بداكار (2 / 1). الهزائم الأخرى كانت في غالب الأحيان بفارق هدف واحد وخارج الميدان، نظرا لعدة ظروف أذكر منها التحكيم والخشونة المتعمدة وأرضية الملاعب، ولم نكن وقتها نعرف إفريقيا جيدا خصوصا بعض الدول التي حصلت للتو على استقلالها وكانت تلعب بحماس زائد تبرز خلاله الروح الوطنية أمام شعوبها خصوصا أمام المغرب الذي كان يعتبر زعيم الكرة الإفريقية بعدما تأهلنا للعب مباراة السد ضد إسبانيا لحضور مونديال 1962 بالشيلي حيث انهزمنا بالدارالبيضاء 1/0 لكن بمدريد كنا منتصرين 2 / 1 وكان حضور إسبانيا بالشيلي أمر سياسي مما جعل الحكم يتحيز بشكل سافر وننهزم 3 / 2 . (أقصبي والرياحي وعبد الله مالكا وبطاش والتيباري لاعبين كبار ونحن في بداية مشوارنا. و كمدرب، أتذكر الهزيمة القاسية للنخبة الوطنية كانت أمام المنتخب الجزائري (5 / 1 )، كنت أنذاك مساعدا لكليزو. ويمكنني القول أن تلك الهزيمة كانت نتيجة أمور سياسية في وقت اشتد فيه الصراع مع الشقيقة الجزائر حول الصحراء المغربية إضافة إلى قوة الفريق الجزائري، لكن لم نكن لننهزم بتلك الحصة لو لم يكن التأثير السيكولوجي على اللاعبين. وأتذكر أن المدرب كليزو تحدث مع اللاعبين - بتوصية من الحسن الثاني رحمه الله- حاثا إياهم على لعب مباراة عادية وعدم الاكتراث بما هو سياسي، إلا أن بعض الوزراء وشخصيات أخرى دخلت على الخط مع اللاعبين وأعطت اللقاء طابعا آخرا وشحنتهم بأمور أثرت على نفسيتهم وكأنهم في حرب وليس مباراة في كرة القدم. ومع الأسف تلقينا الهدف الأول في د10 وبعد دقيقتين يعود بنساولة ويسجل علينا هدفه الثاني. أنذاك تبعثر كل شيء 2 / 0 ببلدك ومع الجزائر. حاولنا تدارك الأمر فيما بين الشوط الثاني وتوفقنا في تسجيل إصابتنا اليتيمة، لكن العناصر الجزائرية كانت أقوى وأمطرت شباكنا بثلاث إصابات أخرى، وكان ممكنا أن نخرج بأكثر من تلك الحصة. مباشرة بعد ذلك جاء القرار - من أعلى سلطة في البلاد - بإبعاد كل اللاعبين الذين شاركوا في هذا اللقاء عن المنتخب الوطني. ووجدنا أنفسنا مضطرين بإقحام لاعبي منتخب الأمل الذي كنت مكلفا به (إضافة إلى مساعدة كليزو) ولاعبي منتخب الشبان الذي كان يشرف عليه حسن أقصبي وبعده عبد الله مالكا. هؤلاء اللاعبون هم الذين لعبوا مباراة الإياب التي انهزم فيها الفريق الوطني ب 3 / 0 . لكن يمكن القول أن حالة الطقس الصعبة وأرضية الملعب المكسوة بالعشب الاصطناعي الذي لم يسبق للاعبينا أن خاضوا فيها أي لقاء كان لهما الأثر السيء على عناصر نخبتنا الوطنية. ما وقع بعد عودتنا من الجزائر، كان مفاجئا.. لدى نزولنا بمطار الرباط طلب منا أن نتجه مباشرة إلى مراكش للقاء المرحوم الحسن الثاني، إذاك امتلك الخوف بعض العناصر الوطنية التي اعتقدت أنها ستؤدي ضريبة الخسارتين، ولكن كليزو الذي في اتصال مع المرحوم الحسن الثاني طمأنهم. وفعلا لدى استقبال جلالته الذي تابع مباراة الإياب، أعطى أوامره بالإبقاء على هؤلاء الشباب للعب نهائيات كأس إفريقيا بنيجريا التي كنا مؤهلين لها، وتكفل شخصيا بالفريق، حيث استقدم الخبير الفرنسي فونتين للتعاون معنا كمدير للمنتخب. وبدأنا بالاشتغال على محو الهزيمتين وسطرنا برنامجا طموحا، حيث قمنا بتربصات في كل من المحمدية، مراكش ومكناس، وخلال ثلاثة أشهر تمكنا من خلق انسجام بين كل مكونات الفريق، الأمر الذي زاد من حماس اللاعبين توجناها بأجراء لقاءات حبية ضد كل من السينغال، براتيسلافا وبولونيا التي فزنا فيها، في حين تعادلنا أمام الفريق التونسي الذي كان في أوج عطائه ويضم من بين صفوفه لاعبين كبار أمثال عتوكة وطارق دياب وآخرين. مباريات مع فرق من هذا الحجم أذكت حماسا في عناصر الفريق الوطني الشاب الذي لم تكن تتجاوز أعمارهم 22سنة. وذهبنا إلى نيجيريا بهذا الفريق الذي كان يضم الزاكي، التيمومي، بودربالة الدايدي، الأبيض حيث تعادلنا مع غينيا، ومع الجزائر ضيعنا الانتصار رغم أننا كنا الأفضل بشهادة المدرب الجزائري محي الدين خالف، وانهزمنا في الدقائق الأخيرة من اللقاء بهدف احتسبه الحكم ظلما وعدوانا رغم أن المهاجم الجزائري بلومي كان في وضعية شرود واضحة. ثم انتصرنا ب 1 / 0 على غانا لنلعب نصف النهاية مع نيجيريا في لاغوس أمام 80 ألف متفرج وانهزمنا بصعوبة 1 / 0 . وفي مباراة الترتيب ضد مصر انتصرنا ب2 / 0 من تسجيل خالد الأبيض. إذن استرجعنا قوتنا في ظرف وجيز وحققنا نتائج جد إيجابية، رغم أننا فشلنا مع ذلك في بلوغ نهائيات كأس العالم 1982 بإسبانيا. نعم فمنذ رجوعنا من كأس إفريقيا 1980 لم ننهزم في أية مباراة ( انتصار على السينغال، زامبيا، السيراليون ليبيريا)، إلا الكاميرون التي انهزمنا أمامها ب2 / 0، وحتى هذه المباراة جاءت في سياق سياسي مضطرب، إذ لم تكن قد مرت على أحداث 20 يونيو 81 أكثر من أربعة أشهر، حيث منعنا من اللعب بالبيضاء وأجرينا اللقاء بمدينة القنيطرة ليتم الضبط من الناحية الأمنية. وليلة المباراة أصيب كل من الدايدي والزاكي وضيعنا ضربة جزاء على يد اللاعب شيشا. هذه الهزيمة أثرت علينا وانسحبنا. بعد تلك التجربة، ولتدبير المرحلة، فقدم تم تعيين المهدي فاريا مدربا ومسؤولا عن الفريق الوطني وقد أضاف فاريا بعض العناصر وأحرز مع الفريق الوطني الميدالية الذهبية للبحر الأبيض المتوسط وتأهل للألعاب الأولمبية بلوس أونجلس ولعب نهاية كأس العرب وتأهل للدور الثاني لمونديال مكسيكو. للأسف، ستتوقف مسيرة فاريا في الوقت الذي احتضن فيه المغرب كأس إفريقيا للأمم سنة 1988 بالبيضاء بعد أن انهزمنا أمام الكامرون في نصف النهاية. إذ نفس الخطأ الذي وقعنا فيه سنة 79 كررناه سنة 1988 باعتمادنا على نفس العناصر في الوقت الذي كان البعض منها استنفد كل ما بجعبته. بعد ذلك جاء جيل النيبت الذي لعب نهائيات كأس العالم 98 بفرنسا، وبدأ العد العكسي إلى 2004 التي لعبنا فيها نهاية كأس إفريقيا ولم نستثمر ذلك ليبدأ العد العكسي من جديد وفشلنا في مصر. إن كأس إفريقيا بغانا بينت لنا حقيقة المنتخب، إذ لم نتمكن من تخطي الدور الأول وقمنا بتغيير هنري ميشيل واستقدمنا روجي لومير، ولم نوضح له أهدافنا ولم نقم بأية متابعة لعمله. لأن عمل المدرب تقني لكن يبقى توجيه المسؤولين أساسيا وتركناه يصول كيفما يريد معتمدا فقط على المحترفين بالخارج على الرغم من تنبيهنا أن هؤلاء لم يتوفقوا في كأس إفريقيا بغانا وبالتالي يجب إقحام لاعبين محليين لتعزيز بطولتنا وتقويتها ودعم أندية وخلق مدارس التكوين ونهتم بالفئات الصغرى.. للأسف الشديد لم يحصل هذا. وبعد مباراة الطوغو عوضنا لومير وكررنا نفس الخطأ بل عينا أربعة مدربين بدون مشاورة المختصين والمدربين الذين سبق لهم تدريب المنتخبات الوطنية. إن تعيين أربعة مدربين على رأس المنتخب الوطني دون تجربة تذكر. لأن الفريق الوطني كان يحتاج إلى مدرب كبير يكون مغربيا أو أجنبيا نعطيه صلاحية تهييء فريق منذ تلك الوهلة وألا نضيع أربع أشهر. قدرنا اختيار مدربين مغاربة لكن الأربع معا لا يتوفرون على تجربة من حجم فريق وطني، لأن لاعب المنتخب يجب أن يتعامل مع مدرب محترف، ثانيا هذا المدرب يجب أن يكون لعب ضمن أندية محترفة ولعب للمنتخب الوطني ليكون على بينة من الظروف التي تحيط بالمباريات إن على مستوى المونديال الإيفرقي أو كأس العالم، مع الأسف ضيعنا أربعة أشهر هباء وسننطلق من الصفر. المهم أننا خدشنا صورة كرة القدم المغربية وزعزعنا الجميع - لاعبين، مدرب والجمهور المغربي على حد السواء. وإذا استمر المسؤولون على نفس النهج فمن المؤكد أننا لن نخرج من هذا المأزق. لأن أصحاب القرار على المستوى الهرم الجامعي لا الأوائل ولا الذين جاؤوا من بعدهم . لم نشرع بعد في تأهيل كرة القدم من خلال خلق مراكز التكوين وتكوين الأطر القادرة على الإشراف عليها، ولم نعط أي اهتمام للفئات الصغرى. عندما نرى الفريق السويسري يفوز ببطولة العالم لأقل من 17 سنة فكيف يا ترى يكون في سن 25 . يلزمنا تغيير سياستنا الرياضية وننطلق من مضامين الرسالة الملكية الموجهة للمناظرة الوطنية حول الرياضة. لا يجب أن نكتفي بتغيير وزير بوزير أو رئيس برئيس أخر بل يجب أن نذهب إلى عمق فحوى الرسالة (البرامج، القوانين،الحكامة الجيدة،....) أقول إننا نتوفر على لاعبين قادرين على الرجوع إلى الواجهة إذا سطرنا برنامجا، لأن إقصائيات 2012 على الأبواب، إذا كان بإمكاننا خلق فريق في ثلاثة أشهر بعد نكسة 79 فإمكاننا خلق فريق في مستوى تطلعات الشعب المغربي. لأن لدي الثقة الكاملة في اللاعب المغربي، حيث جميع اللاعبين الذين تدرجوا في الفئات الصغرى واحترفوا فيما بعد كانوا في الموعد. وهذا أفضل من استقدام لاعبين جاهزين يجهلون الكثير على الطوغو الغابون و ... نجلس ونتحادث بهدوء لتشخيص الوضعية لمعرفة مكامن الخلل ونضع الرجل المناسب في المكان المناسب، رجل مجمع ((fédérateur يخلق سلوكا جديدا داخل المنتخب بالاعتماد على تدرج اللاعبين عبر المنتخبات الوطنية من الصغار والفتيان والشبان والأولمبي للوصول إلى الكبار وهو قادر على حمل القميص الوطني وتكون له ثقافة المنتخب الوطني ليلعب بروح وطنية عالية. لأن اللاعب يمكن أن يكون ممتازا داخل فريقه لكن ثقافة المنتخب الوطني شيء آخر وهذه الأشياء يفهمها التقني وليس المسؤول»! وعلى نفس المنوال، يتجه رأي لاعب النادي المكناسي والمنتخب الوطني السابق مصطفى بيدان، الذي يرى: «أظن أن الفريق الوطني منذ انهزامه أمام الفريق الجزائري 5 / 1 ثم 3 / 0 بالجزائر سنة 79 حيث كان يضم بين صفوفه لاعبين من جيل آخر الستينات وبداية السبعينات الذي أعطى الكثير وأهدى المغاربة كأس إفريقيا للأمم. إذن بعد هذه النكسة انتقل الفريق الوطني من خيبة أمل إلى تغيير جدري للفريق أعطت فريقا متكاملا يضم كلا من بادو الزاكي، عزيز بودربالة، عبد المجيد الظلمي، المرحوم عزيز الدايدي وآخرين. إلا أن الحظ لم يسعفنا إذ أوقفت الكامرون طموحنا للوصول إلى مونديال 1982 وهزمتنا بعقر دارنا 2 / 0 . ولم نتمكن أيضا من الوصول إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية. وسنعيش بعدها فترة ذهبية حيث أحرزنا على الميدالية الذهبية لألعاب البحر الأبيض المتوسط بالدارالبيضاء 1983 وزكى المنتخب المغربي هذا الإنجاز خلال الألعاب العربية تحت قيادة المدرب الكفئ المهدي فاريا الذي يعتبر مجيئه فأل خير على الكرة المغربية وعلى بيدان. لأن هو من اكتشف مواهبي في أول لقاء شاهدني فيه وضمني للمنتخب الوطني الذي كان في أزهى أيامه، إذ تأهل إلى كأس الأمم الإفريقية ومونديال مكسيكو 1986 التي برع فيها اللاعبون المغاربة وأبهروا العالم. ولم نتمكن من تحقيق مبتغانا ونهدي الشعب المغربي كأس إفريقيا الثانية ببلادنا وانهزمنا في نصف النهاية مرة أخرى أمام الكامرون. أما عن هزيمتنا الأخيرة فكانت منطقية ولا يمكن أن نلوم لاعبينا لأنهم قدموا ما بجعبتهم وأغلبيتهم لم يسبق لهم اللعب مع المنتخب الوطني مثل اللاعب الشيحاني وآخرين. كيف ما كان الحال لا يجب أن نصدر حكما على منتخبنا لأن الظروف التي أحاطت به جد صعبة. إذ بعدما لعبنا نهاية كأس إفريقيا أمام تونس سنة 2004 وإقصاؤنا على يد نفس الفريق من نهائيات كأس العالم بألمانيا تحت قيادة بادو الزاكي - الذي يمكنني القول ودون تردد أنه القادر على إرجاع الروح لفريقنا الوطني نظرا لجدية عمله وعدم تساهله في حب الفريق الوطني باتت تلوح في الأفق أمورا غير سارة وبدا مستوى نحبتنا يتراجع. إذ انطلق العبث منذ تعيين روجي لومير مدربا ولكن لم يخطر ببال أي أحد أن يشرف على نخبتنا أربع مدربين، إنه أمر عجيب لا يوجد في أي بلد. هؤلاء المدربون معروفين على الساحة الكروية الوطنية بكفاءاتهم ، و الفريق الوطني تكتسي طابعا خاصا وتجربة احترافية كبيرة. هزيمتنا منطقية إذ كيف يعقل أن ننهزم في أولى مبارياتنا وفي عقر دارنا وبعد ذلك لا نتقدم قيد أنملة في مسيرتنا الإقصائية ولم نتمكن من حصد ولو نتيجة إيجابية واحدة ببلدنا. لذا لا أرضى لنفسي ولا لبلدي أن يتأهل في هذه الظروف وبهذه النتائج وننتظر من الفيفا أن تمنحنا نقطا إضافية، هذا غير معقول واعتبر إقصاؤنا في مصلحة كرة القدم الوطنية كما أعتقد أن الانطلاقة الحقيقية لمنتخبنا مع احتراف بطولتنا إن شاء الله. .» أما محمد مفيد العضو الجامعي السابق، فيؤكد بأنه لابد من الاستماع إلى كل الاطراف لمعرفة ما حصل داخل الفريق الوطني، ويقول بهذا الصدد: «بكل صدق وإخلاص يمكن القول بأنه لابد أن يأتي يوم نعالج فيه مشكل كرة القدم الوطنية بكيفية أخرى، لأنه إلى حد الآن، وعبر التاريخ تكون هناك نتائج جيدة تفرح الكل، وتكون هناك نكسات تغضب الجميع أننا أصبحنا نعيش نوعا من التناوب في هذه الحالات، لماذا؟ الجواب يكمن في أننا نعتمد على اللاعب الجاهز اللاعب الذي لم نساهم قط بكيفية عميقة في تكوينه حتى يكون لنا الأمل في العودة إلى النتائج الايجابية. بحكم تجربتي المتواضعة أقول أنه حان الوقت لكي يتم تطبيق وتنفيذ ملف تأهيل كرة القدم، وهو الملف الذي سطرته الجامعة السابقة وعلى المكتب الجامعي الحالي، أن يتعامل مع هذا الملف بالصرامة المطلوبة، لأن ما ينقص كرة القدم المغربية هو غياب التجهيزات والبنيات التحتية اضافة إلى غياب العدد الكافي من مراكز التكوين، اضافة إلى غياب الكيفية في المراكز المتواجدة، كما يجب مراجعة وتنظيم الهياكل المسيرة من قمة الهرم إلى قاعدته الذي هو النادي كما يجب أن يكون هناك محاولات لخلق الانسجام بين المسيرين على مختلف مستوياتهم إننا الآن واعتذر عن النتائج والتي يمكن ألا نحصل عليه، ويمكن أن نجد أنفسنا في نهاية المطاف نعود إلى نقطة الصفر وقد لاحظنا وتتبعنا كيف أن المكتب الجامعي الحالي كان يبحث عن النتائج رغم أنه كان يعلم أنه لن يحقق أية نتيجة ايجابية، خصوصا بعد الانهزام في أول مباراة من الاقصائيات المؤهلة لكأس العالم، وكأس افريقيا، كما أن الهزيمة كانت في عقر الدار اضافة إلى الكيفية التي تمت فيها الهزيمة. لقد كان على المكتب الجامعي حينها الانتباه إلى ذلك عوض متابعة نفس الجري بنفس الطريقة والنتيجة هي ما وصلت إليه كرة القدم الوطنية الآن. ما وصل إليه الفريق الوطني لكرة القدم أفقد المسؤولين الوصول إلى رأس الخيط فهم لا يعرفون الآن أين تجب البداية، وما أتمناه ألا يكون هناك استبداد بالرأي لأن الامر يتطلب الحوار الهادئ والتراضي خصوصا وأن الافكار والحلول موجودة. لقد عشنا نكسة 79 و94 والآن هناك نوع عال من الرشد لمباشرة العمل الجاد في انسحام تام بين المسيرين، واعتبر الانسجام أهم مفتاح لحل المشاكل، وبدونه لم يتحقق أي شيء والنتائج المحصل عليها الآن هي نتيجة لغياب الانسجام بين كل مكونات الفريق الوطني (مكتب، إدارة تقنية ولاعبون) الفريق الوطني يتوفر على لاعبين لهم مكانتهم الدولية داخل أنديتهم، ولكن داخل الفريق هناك وجه آخر لهم، وهذا مرده غياب الانسجام وتكلم لغة كروية ورياضية واحدة. فيما يخص عدم تلبية دعوة الناخب الوطني، أقول وبحكم التجربة أنه ليس هناك لاعب يرفض القميص الوطني بالطريقة التي سمعنا عنها، هنا يجب قراءة كل الحيثيات الاستماع إلى كل الاطراف الافعال وردود الافعال. لقد حصل معنا نفس المشكل بكأس افريقيا في غانا وذلك عندما تحدث امحمد فاخر عن رفض بعض اللاعبين اللعب، وهنا تصرفنا بسرعة وشكلنا لجينة، استمعت إلى اللاعبين وعبروا عن كونهم لم يرفضوا اللعب لأن مصلحتهم في حمل القميص الوطني كبيرة وكبيرة جدا، وأن التحفيزات المحصل عليها هي قليلة جدا مقارنة مع الإشعاع الذي يوفره لهم حمل القميص الوطني، هناك سوء تفاهم وسوء فهم، وأشك في أن يرفض لاعب مغربي حمل القميص الوطني. من هنا على المسؤولين الحاليين الوقوف على الأسباب، كل الأسباب ولن تكون الاسباب عميقة إلى الحد الذي يتصوره البعض. منتوجنا الحالي نحن غير مقتنعين به، فكيف يمكن الحلم بالذهاب إلى كأس افريقيا الآن، يجب التفكير في محطة 2014 رغم أن الوقت ضيق فيما يخص اختيار أربعة مدربين لا يمكن الحكم عليه لأنه في ظل ما نتوفر عليه من منتوج لا يمكن الحصول إلا على ما حصلنا عليه من نتائج، ما أعيب عليه هو أن المسؤولين والطاقم التقني بقي يحلم بالذهاب إلى كأس افريقيا وكأس العالم وهذا شيء غير منطقي وخاطئ» . ويؤكد الدولي السابق عزيز بودربالة بأن الاستقبال الذي حظي به المنتخب الوطني بقصر مراكش من طرف الملك الراحل الحسن الثاني، بعد رجوعه من الجزائر بهزيمة ثلاثة أهداف لصفر، كان له الوقع الحسن، وذلك خلال نهاية السبعينيات، وبالضبط سنة 1979، إذ كان المنتخب الوطني لكرة القدم قد تعرض لنكسة من خلال الهزيمة القاسية التي تلقاها في عقد داره، وأمام جمهوره على أرضية الملعب الشرفي سابقا، والمركب الرياضي محمد الخامس حاليا، أمام خصمه المنتخب الجزائري. وفي هذا السياق يروي للجريدة الدولي واللاعب السابق لفريق الوداد البيضاوي تفاصيل الحدث وما تلاه من مراحل مرت بها النخبة الوطنية لغاية 1986، وتعليقه على الوضعية والحالة التي يمر بها المنتخب الوطني مع النكسة الاخيرة والاقصاء من الحضور والمشاركة في المنافاسات القارية وكأس العالم 2010. يقول عزيز بودربالة : «عندما انهزم المنتخب الوطني بالحصة الثقيلة (5 /1) كان قد واجه منتخبا جزائزيا شابا يضم أسماء وازنة كالبلومي، مادجر، عصاد وغيرهم .. وتبقى الجامعة المسؤولة الاولى عن هذه الهزيمة، التي أصبح لها بعد سياسي أكثر مماهو رياضي.. وقد تداركت الجامعة الموقف في لقاء الاياب بالجزائر، واعتمدت على عناصر شابة، انهزمنا بثلاثة أهداف، لكن، ليس كهزيمة لقاء الذهاب وبقواعدنا، وقد كانت هناك عوامل ساهمت في الهزيمة، كالعشب الاصطناعي الذي لم نتعود عليه، مع استعمالنا لأحذية رياضية تقليدية الخاصة بإجراء مباريات كرة القدم (CODASSE CRANPOS )، مع العلم على أنه يستوجب اللعب بهذه الارضية بحذاء رياضي عادي (SPADRIL )، إلا أن أهم شيء، وأجمل ما عرفته العناصر الوطنية بعد عودتها من الجزائر هو العناية الملكية والدعم المولوي من طرف المرحوم الملك الراحل الحسن الثاني، وذلك من خلال الاستقبال الكبير الذي خصه جلالته لنا بالقصر الملكي لمدينة مراكش، تكلم معنا وشجعنا وأكد لنا أنه سيعطي الاوامر للجامعة بالاعتناء والاهتمام أكثر بكل اللاعبين، كما طالب منا المزيد والسير قدمنا نحو تحقيق نتائج إيجابية. وقد تغيرت عدة أمور بالنسبة للاعبين وذلك من خلال تحسين الوضعية المادية والاجتماعية، بفضل التدخل الملكي الذي ترك بصمة كبيرة لدى نفوس كل العناصر الوطنية.. ايضا تحسن عطاء الفريق الوطني بعد ذلك، لعبنا كأس افريقيا بعد مرور سنة، أي سنة 1980، وكنا حاضرين بقوة حيث لعبنا مباراة نصف النهاية وكدنا ان نلعب المباراة النهائية، لكن عوامل ساهمت في عدم خوض اللقاء النهائي، منها المواجهة في لقاء النصف مع البلد المنظم نيجريا، أيضا كانت لنا مشاركة بدوري دولي بالصين، فزنا باللقب، ايضا أحرزنا على الميدالية الذهبية في الالعاب المتوسطية (البحر الابيض المتوسط) سنة 1983. ولا أنسى غيابنا عن نهائيات كأس العالم لسنة 1982، بسبب أخطاء قائلة للمسؤولين الجامعيين، وذلك من خلال تخوفهم من مباراتنا امام الكامرون، بعدما نقلوا اللقاء لمدينة القنيطرة، وبسبب سوء الارضية وأمام ستة محترفين كامرونيين آنذاك، كالدولي روجي ميلا، طوكوطوكلو او نكونو... وقد تم تقديم هدية التأهيل لكأس العالم للكاميرون من طرف الجامعة. بعد مرور اربع سنوات، اقترب موعد المشاركة في نهائيات كأس العالم (1986) بالمكسيك، تأهلنا عن جدارة واستحقاق، بوجود ترسانة من اللاعبين المتميزين كالظلمي، اليمومي، خيري عبد الرزاق، عبد ربه بودربالة، الفاضلي، الحارس الدولي بادو الزاكي، البويحياوي، وغيرهم... حيث كانت النخبة الوطنية في أوج عطائها الكروي، وكل اللاعبين ينتمون لأندية البطولة الوطنية، كانت العناصر متجانسة، كان هناك التواصل، العلاقة الاخوية داخل وخارج رقعة الملعب... ونفس السنة كنا على وشك الوصول للمباراة النهائية لكأس الامم الافريقية التي احتضنتها مصر، لولا عوامل كالتحكيم، وخوض لقاء نصف النهاية امام جمهورية مصر العربية البلد المنظم، والاصابة المؤلمة للاعب التيمومي.... ومنذ تلك الفترة أي 1986، وأنا أنادي شخصيا وأطالب بالعمل والتكوين المستمر داخل الاندية الوطنية التي تعد الركيزة، إذ أن عدم العناية ساهم في إقصائنا في نهائيات الكأس الافريقية التي احضتنتها الدارالبيضاء سنة 1988. تلتها نكسة 1994، وذلك من خلال خروجنا المبكر في الدور الاول لنهائيات كأس العالم بأمريكا (1994)، سجلنا نتائج جد متوسطة سنة 1998 بفرنسا. وفي السنوات المتتالية، أصبح التراجع، والحضور الباهت وغياب المسؤولية واحترام القميص الوطني، السمة البارزة لمنتخبنا الوطني، ها نحن نخرج ونقصي من الحضور والمشاركة في النهائيات القارية، وكأس العالم مؤخرا، وهو إقصاء مذل. إن الوضع الراهن للكرة المغربية، يتطلب رسم السبل الكفيلة للخروج من هذه الحال السيئة لكرتنا الوطنية.. و الخلل في اعتقادي يتواجد بالاندية، والاندية هي التي تشكل النخبة الوطنية، وإيجاد فريق وطني متكامل وقوي، رهين بوجود أندية لها كل المواصفات، فاهتمامها بالفئات الصغرى، والعناية كذلك بالشبان، مع تكوين جيد واستمرارية، لايعقل في هذا الباب مثلا، أن تجرى لقاءات شبان الاندية الوطنية بعيدا عن الجمهور ولا تكون في رفع الستار! لقدأصبح الشبان يلعبون مبارياتهم في منتصف النهار، دون جمهور وفي ملاعب التداريب وفي غياب أدنى الشروط والمواصفات. إن المسؤولية تتحملها أيضا الأندية الكبيرة التي تسير بالملايير، ولها مواهب شابة وفتية وتعتبر المستقبل، لكنها لاتعيرها الاهتمام اللازم. لهذا وجب التغيير، لابد من تغيير المنهجية بقطاع الرياضة ببلدنا، كما بات من الضروري إعادة النظر في الانخراطات لدى الاندية». وعلى نفس المنوال يسير رأي الطاهر الرعد الحارس الدولي السابق والمؤطر الحالي، الذي يؤكد: «الهزيمة لايمكن أن تشكل نهاية العالم، من المفروض أن تتحول إلى محطة لاستخلاص الدروس، ورسم انطلاقة جديدة.. ذاكرتي ستظل موشومة بتلك الهزيمة القاسية التي تلقاها المنتخب الوطني أمام نظيره الجزائري سنة 1979.. لم نكن نستحقها في واقع الأمر.. وأظن أن من أهم أسبابها اللخبطة التي واجهها المدرب كليزو عندما قرر التعامل مع مختبر طبي فرنسي لمواكبة الاستعداد البدني للاعبين. كان كليزو يلح على إجراء قياس لنبضات القلب كل صباح، وعلى ضوء تقارير المختبر، كان يضع برنامج التداريب البدنية.. لم تكن هناك دقة في رسم دقات القلب، فكانت التقارير المختبرية القادمة من فرنسا، مجانبة للحقيقة، مما أدى إلى إنهاك اللاعبين بالتمرينات البدنية الشاقة، إلى درجة وأنا أتذكر ذلك، أنه في آخر حصة تدريبية بملعب البشير بالمحمدية، عجز اللاعبون عن صعود سلاليم الفندق.. وتصوروا حالتهم أثناء المقابلة. على أي، كان المنتخب الوطني دائما قادرا على تجاوز هزائمه.. وسينجح هذه المرة كذلك بحول الله»