سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الاتحاد الاشتراكي» تزور الطفل /البطل إبراهيم الخطاب بمنزل عائلته وتكشف ظروف عيشه وتنفرد بنشر اللحظات الحاسمة لتفاصيل هدف الشرف الذي أحرزه ضد الكاميرون
لم يكن غريبا هذا الانتشاء الشعبي المغربي الكبير، الذي أبان عنه المغاربة تجاه ما فعله الطفل إبراهيم الخطاب ذي 15 ربيعا، والذي أصبح بين ليلة وضحاها بطلا شعبيا في شوارع المدن ودروب القرى والدواوير المغربية. جريدة «الاتحاد الاشتراكي» وشعورا منها برغبة الكثير من المغاربة، صغارا وكبارا، نساء ورجالا، في التعرف على الطفل/ البطل الذي ترك المدرجات وانطلق وهو يرفرف كالعنقاء صوب مرمى الخصم غير آبه بالحواجز ليسجل هدف الشرف، قامت بزيارة الطفل/ العامل بمقر عمله بورشة لصنع الشربيل الفاسي، وانتقلت معه الى منزل عائلته القابع وسط حي شعبي «صهريج اكناوة» الذي يعد من أكبر الأحياء الآيلة بالسكان والأكثر تهميشا بمدينة فاس. التقت أفراد عائلته وأصدقاءه وزملاءه في الشغل، وأعدت هذا التقرير لتقرب من خلاله قراءها الأعزاء من الطفل/ البطل وتنقل لهم التفاصيل الكاملة وراء ردة فعل إبراهيم الخطاب في آخر لحظات المباراة الحاسمة التي جمعت منتخبنا الوطني بنظيره الكاميروني مساء يوم السبت الأخير بالمركب الرياضي بمدينة فاس الذي يؤرخ للحظات انتفاضة الطفل إبراهيم الخطاب ضد عباقرة الاحتراف الكاميروني بكل شجاعة وقتالية مفعمة بالحس والروح الوطنية العالية في حب الوطن والغيرة على القميص الوطني وتسجيله لهدف الشرف الذي أراد أن يؤكد عبره بأن الشجاعة والنخوة والكرامة المغربية لم تمت، بل ستظل شامخة بتضحيات أبناء شعبها. إبراهيم الخطاب، من مواليد 25 فبراير 1994 بحي صهريج اكناوة التابع لمقاطعة جنان الورد بفاس، من أبيه عامر الخطاب، وهو جندي متقاعد، وأمه مليكة لحمايدي، ربة بيت. تتكون أسرة إبراهيم، بالإضافة إلى الوالدين من 7 افراد (4 إناث و 3 أولاد) ويعتبر إبراهيم الابن الأكبر بالبيت بعد زواج أخته التي تكبره بثلاث سنوات.كان إبراهيم يتابع دراسته بإعدادية المغرب العربي بجنان الورد، فانقطع عن الدراسة سنة 2007 و غادر قسمه بأولى إعدادي. دخل دار القرءان وحفظ ما تيسر من الصور القرآنية. أمام وضعية عائلة إبراهيم الاجتماعية والتي تعتمد كلية على أجرة أب الأسرة الجندي المتقاعد والتي لا تتجاوز ألف وخمسمائة درهم شهريا. اضطر إبراهيم ذي 15 ربيعا ونيف إلى البحث عن عمل لمساعدة أسرته على تلبية حاجاتها المعيشية. ولج إبراهيم سوق عمالة الأطفال واشتغل بحرف صناعة الأحذية ليستقر به المقام بورشة لصناعة الشربيل و «البلغة» الفاسية الأصيلة. و بموازة مع مسؤوليات الطفل/العامل، ظل إبراهيم منذ صغره مولعا حتى الجنون بلعبة كرة القدم، حيث لعب بعدد من فرق الأحياء وحمل قميص مجموعة من الفرق المحلية لفئة الصغار. نذكر منها فريق التقدم الرياضي الفاسي بحي«باب فتوح»، الوفاق الرياضي الفاسي والاتحاد الرياضي الفاسي. وهو الآن يحلم باللعب لفريق المغرب الفاسي (فئة الصغار). الأكيد أن الطفل إبراهيم الخطاب والذي سرق الأضواء بامتياز، وشكل الحدث الكبير والهام والذي تناقلته العديد من المحطات السمعية والبصرية والمكتوبة المحلية والعربية والدولية، يستحق بالفعل لقب «الطفل الاسطورة» وابن القوات الشعبية الكادحة والمناضلة، الذي أحرز هدف شرف المغاربة بمرمى المنتخب الكاميروني في الوقت الذي أصاب العطب آلة علي الفاسي الفهري الذي ظل رجاله يتفرجون على القميص الوطني وهو يتهاوى رويدا رويدا، إلى أن انبعث الطفل/ البطل إبراهيم الخطاب من بين الجماهير المغربية ليلتقط القميص المغربي ويضرب به مرمى الخصم الكاميروني محرزا هدف الشرف الذي هز قلوب المغاربة وحرك فيهم جميعا روحهم الوطنية وغيرتهم عن قضاياها المصيرية. لنعد إذن إلى تلك اللحظات الحماسية والحاسمة في تفاصيلها الدقيقة التي تنشر لأول مرة، كما رواها لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» الطفل/ البطل و هو محاط بزملائه بورشة عملهم وبين إخوته الصغار وأمه الذين تابعوا الحدث عبر شاشة التلفزة. فيما حرم أبوه من أجواء تلك الفرحة العائلية لغيابه عن المنزل لحظة الحدث لكونه كان سافر منذ أيام إلى دوار «حد اولاد ازبير» قرب قرية اولاد أمليل بإقليم تازة والتي ينحدر منها. كانت الساعة تشير الى السابعة مساء من يوم أول أمس الأحد 15 نونبر 2009 ،حين تحرك طاقم جريدة «الاتحاد الاشتراكي» صوب الحي الشعبي بصهريج كناوة بمحاذاة حي «باب فتوح» بفاس حيث يسكن «إبراهيم الخطاب» رفقة عائلته. مع وصولنا إلى بداية الحي سألنا عن الطفل، فبادر جمع من الناس بحماس كبير، بعد أن كشفنا لهم عن هويتنا الصحفية وهم يحيوننا عن التفاتتنا لزيارة الطفل /البطل لتقريبه من كل المغاربة. اتجهنا صحبتهم نحو بيت عائلة إبراهيم، فوجدنا أصدقاء له أخبروننا بأنه مايزال بمقر عمله، فهو يشتغل طوال النهار (من الثامنة صباحا حتى العاشرة ليلا) بورشة لصناعة «الشربيل والبلغة» النسائية بمحاذاة الحي. قصدنا ورشة عمل إبراهيم، وهناك التقينا بزملائه في العمل .. تحدثنا إليهم فكانت البداية مع «معلمه» في الشغل، فؤاد الذي اشتكى لنا من «جنون كرة القدم» لدى إبراهيم الخطاب «هذا الصباح عاقبت إبراهيم بالضرب لأنه تغيب يوم السبت عن العمل، وفضل متابعة مباراة الفريق الوطني ضد الكاميرون.. لم أكن أعلم بأن إبراهيم أنقد شرف المغاربة حتى بادر أحد زملائه بالشغل إلى إخباري بالأمر لحظة قيامي بمعاقبته عن غيابه ..فرحت حينها بما صنعه إبراهيم في حق وطنه وشعبه وقميص منتخب بلادنا ..فعفوت عنه ». بقية زملاء إبراهيم البالغ عددهم 9 أفراد يكبرونه سنا، أصروا على الحديث للجريدة والتعبير كما شعروا به وهم يشاهدون عبر التلفاز إبراهيم ينتفض ويسجل نيابة عن الجميع، هدف الشرف في مرمى الكاميرون. إلى ذلك قال:حسن، عبد الرفيع ، وديع، محمد وادريس في تصريحات أدلوا بها للجريدة «إبراهيم خونا، أعجبنا بديك اللعبة اللي دار، لو أن الجامعة جابت لينا دراري لعايبية ديال الشعب ما كانشي إبراهيم خاطر بنفسو ليصل إلى مرمى الكاميرون، إبراهيم عبر على رد فعل شجاع، وقدم درس قوي في حب الوطن، وكانت الطيحة ديالو لما سجل هدف الشرف شعورا بالانتصار للقميص الوطني اللي اصبح كيلبسو مع الأسف كل من والة ..المهم هو أن إبراهيم ناب على لمغاربة جميعا داخل وخارج الوطن وانتصر لوطنيتهم وغيرتهم على المغرب أل غدي يبقى شامخ بتضحيات ويقظة اولاد الشعب ال ممكن أنهم اضحيو بأنفسهم باش أعيش الوطن شامخ بين الأمم». غادرنا الورشة التي يشتغل بها إبراهيم، ثم توجهنا صوب منزل عائلته. وهناك وجدنا جموعا غفيرة من الشبان والأطفال والنساء والرجال، وقد تجمهروا أمام منزل عائلة إبراهيم والزغاريد تعلوا المكان وتُمزق صمته الليلي. عبرنا صحبة إبراهيم وثلة من أصدقائه المقربين تلك الجموع بصعوبة كبيرة، صعدنا إلى الطابق الثاني حيث يوجد منزل عائلة إبراهيم بهذه العمارة التي لا تحمل سوى الاسم، بهذا الحي الشعبي المهمش والمحروم من كل شروط السكن الآدمي. اقتحمنا عالم إبراهيم بالبيت الذي يؤمن له الدفء العائلي بالرغم من قلة ذات اليد ومحدودية مدخول العائلة التي تنتظر على رأس كل شهر تعويضا هزيلا لأب الأسرة الجندي المتقاعد. وجدنا أفراد أسرة إبراهيم ينتظروننا بمدخل البيت، فرحوا بقدومنا كثيرا فضايفوننا على الطريقة المغربية البسيطة المفعمة بالمشاعر الترحيبية الصادقة. جلسنا بالغرفة التي تابع من خلالها أفراد الأسرة عبر شاشة التلفاز الحدث الذي صنعه إبراهيم بالمركب الرياضي لفاس. سألنا نور الدين ذي 6 سنوات ربيعا، وهو الالأخ الأصغر لإبراهيم فقال :«كنت كنتفرج أنا و خوتي الصغار في الماتش، وفجأة شفت خاي إبراهيم كيسبك وبيده الكرة ..ما عارفتشي في الأول شنو باغي ادير، بقينا كانتبعو خاي إبراهيم حتى وصل الى الشبكة ديال الكاميرون وسجل الهدف وسقط على الأرض..أما احنا نضنا أنا واخوتي من بلاصتنا و نقزنا فرحا بهدف خاي إبراهيم اللي سجلوا على الكاميرون اللي كان خويا كيشوفها غير في التلفازة». أما سكينة أخت ابراهيم، وتبلغ من العمر 9 سنوات فكان هوسها أكثر ارتباطا بمصير أخيها إبراهيم حين لمحت رجال الأمن يقبضون عليه ويعتقلونه بشكل عنيف: «لما سجل خاي إبراهيم البيت نقزت مع خوتي من شدة الفرح ال ما دامشي بزاف حيت شفت على الفور البوليس كيعتقلوا خاي، أمي كانت في الكوزينة جريت عنها و قلت ليها راه إبراهيم اعتقلوه البوليس، هي ما فهماتش، وقالت لي شنو دار .. عاد جريتها إلى الغرفة ال كنتفرجوا فيها على التلفازة وقلت ليها راه إبراهيم نقز من المدرج ونزل الى الملعب وسجل هدف لصالح المغرب. ديك الساعة امي ما حساتشي حتى طلقات تزغريتة جمعت اعلينا كل الجيران ال حتى هما عاونوها في الزغاريد، ورجعت دارنا بحال اللي فيها عرس». من جهتها قالت أم إبراهيم السيدة مليكة :«أنا معرفتشي باش تبليت لما قالوا لي راه إبراهيم شدوه البوليس، واش اللي بغى يدافع على بلادو وعلى وطنوا كيعتقلوه الناس.. ولدي دار اللي كان من المفروض ادروه داك لولاد اللي كانوا في داخل الملعب.. لكن ولدي حس بالعجز ديالهم وخرج من بين صحابو في المدرج بدون ما يحس بيه حتى شواحد و امش ورد الاعتبار للشرف ديال لمغاربة.. وانا ولدي راه مبلي بالكرة وكيحب القميص الوطني خص المسؤولين اشوفو شنو اديرو امعاه ..» بعد أن استمعنا الى تصريحات أفراد العائلة، جاءت اللحظة الحاسمة لزيارتنا لمنزل عائلة إبراهيم الذين قضينا رفقتهم أوقاتا جميلة جدا، وعشنا مع إبراهيم من جيد تلك اللحظات التاريخية التي لم يكن يعلمها غيرها حين بادرته فكرة مغادرة المدرجات والدخول إلى الملعب لمبارزة أسود الكاميرون غير المروضة. سألنا إبراهيم عن تفاصيل الحدث، فجاءت إجابته على الشكل التالي، والتي ننقلها الى قراء جريدتنا الأعزاء بكل أمانة وبدون تعليق:«منذ أيام وإنا أنتظر المقابلة المصيرية التي ستجمع منتخبنا الوطني بنظيره الكاميروني، وفي يوم السبت موعد إجراء المقابلة اتصل بي معلمي بالورشة التي اشتغل بها وطالبني بالحضور الى مقر العمل، فرفضت بدعوى أنني أرغب في التوجه الى المركب الرياضي لمتابعة المقابلة، هددني بالطرد من العمل فلم أبالي..توجهت حوالي العاشرة صباحا مترجلا الى المركب الرياضي بطريق صفرو بعد أن قطعت مسافات طويلة من مقر سكناي إلى هناك.. وصلت منهوك القوى، ومكثت بخارج المركب في انتظار أن يجود علي أحد رجال الأمن بإشارة الولوج الى داخل المدرجات، لأنني لا أملك ثمن تذكرة الدخول حتى في أدنى مستحقاتها المحددة في عشرين درهما. كل محاولاتي باتت بالفشل وبقيت حتى الربع ساعة الأخير من بداية المقابلة، حينها حن قلب أحد رجال الأمن لحالي ومكنني من الدخول. توجهت إلى الجناح الخاص ب«السفانة»، أي محبي ومشجعي فريق الماص الفاسي، جلست رفقة أصدقائي أتابع المقابلة وأشجع عناصر المنتخب الوطني.. مع تسجيل الخصم للهدف الأول قلنا جميعا ما اعليهش راه الوقت مازال، دبا تتحرك العناصر الوطنية وتهاجم باش تحصل على أهداف.. بقينا كنشجعوا المنتخب ديالنا.. جاء الشوط الثاني قلنا راه المدربين الربعة اكونوا شافوا ثغرات المنتخب الوطني و هفواته ..و غادي ادخلوا للشوط الثاني بعزيمة كبيرة. جات الدقيقة السابعة من الشوط الثاني وسجل «صامويل إيطو» الهدف الثاني، وكان الدفاع ديالنا ما كاينشي..شعرت بالكآبة والحزن خاصة لما شفت اصحابي ديال السفانة ساكتين ما ابقاوشي قادرين اهدروا من شدة الصدمة .. وأنا منهم، واحد اللحظة حسيت بالدموع كتخرج و كتنزل على خدودي، مسحت الدمعة الأولى ثم الثانية والثالثة .. ونهضت من مكاني في صمت، وأنا أبحث عن المنفذ الآمن الذي سيسوقني إلى أرضية الملعب.. كل المنافد كانت خاضعة للحراسة المشددة.. تسللت إلى الساحة الخلفية المحاذية للمدرجات، و عبرت بهو أخرجني إلى داخل الملعب. اختبأت للحظات وراء سيارة الإسعاف التابعة للوقاية المدنية. حددت وجهتي بدقة بعد أن رصدت الكرة التي كانت بين رجلي صبي مكلف بجمع الكراة الضائعة والذي كان يقف بمحاذاة مرمى الحارس لمياغري .. خطفت من بين رجلي الصبي الكرة و انطلقت كالسهم متوغلا في الملعب صوب مرمى الكاميرون، وأنا أشعر بقدماي تطيران في السماء..لم أكن أشعر بقدمي وهي تطا العشب ..عيناي كانت مركزة على مرمى الكاميرون ..حتى وجدت نفسي وجها لوجه أمام كميني الحارس الكاميروني الذي كنت أريد بأن اتحداه، لكنه خاف وترك شباكه فارغة.. قذفت الكرة وسجلت هدف شرف المغاربة جميعا .. وسقطت أرضا بعد أن شعرت بقشعريرة أفقدتني توازني وأنا أسمع وأرى هتافات الجماهير المغربية التي كانت متعطشة لهدف في تلك اللحظات بالذات. تقدم إلي رجال الأمن بزي مدني وامسكوا بي بشكل عنيف ألمني بدراعي، لكنني صبرت وقلت لهم الآن، وبعد أن سجلت هدف الشرف للمغرب، افعلوا بي ما تشاؤون. فقادونني إلى الحجز بسيارة للأمن إلى أن انتهت المباراة، حيث حولوني إلى مقر ولاية الأمن بفاس، وهناك طالبهم مسؤول أمني باصطحابي إلى مقر سكنى عائلتي.. وعند وصولنا إلى المنزل وجدنا الحي مليء بالناس الذين حضروا لمؤازرتي.. دخل رجال الأمن معي إلى المنزل وطالبوا والدتي بأن تقدم إليهم الحالة المدنية ونسخة عن البطاقة الوطنية لوالدي الذي كان غائبا.. دونوا معلوماتهم وبياناتهم ثم غادروا.. فيما تدفقت على منزلنا حشود كبيرة من الناس الذين فرحوا بي كثيرا و هنئونني على الهدف الذي رد الاعتبار لكل المغاربة ورفع راسهم عاليا أمام الكاميرون التي اعترفت بالهدف و احتسبته بحيث أصبحت النتيجة هي هدف للمغرب مقابل هدفين للكاميرون..لو لم يعتقلونني لعدت من جديد إلى مرمى الكاميرون لأسجل هدف التعادل. وبهذه المناسبة أشكر جريدة «الاتحاد الاشتراكي» التي بادرت كأول منبر إعلامي الى زيارتي بمقر عملي وبمقر سكناي، وكانت أول صوت إعلامي يربط الاتصال بي الى حدود الساعة..كما أغتنم الفرصة لكي أهدي عبر جريدة «الاتحاد الاشتراكي» هدف الشرف الذي أحرزته في مباراة الكاميرون إلى جلالة الملك محمد السادس وإلى كافة الشعب المغربي والجماهير الرياضية المحبة للقميص الوطني».